أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الإثنين، أنه وجد "تفاهما مشتركا" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالى بينيت حول السد النهضة الإثيوبي، وهو محل خلاف بين أديس أبابا وكل من القاهرة والخرطوم.
جاء ذلك في تصريح متلفز للسيسي نقلته صفحة الرئاسة في "فيسبوك" على هامش أول لقاء مع بينيت، في مدينة شرم الشيخ شمال شرقي مصر، ضمن أول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلية منذ 10 سنوات.
وأضاف السيسي أنه تحدث مع بينيت بـ "صراحة شجاعة" وأنه يوجد مزيد من الحديث من أجل البلدين والمنطقة، وتابع أنه تناول معه "قضية السد" الإثيوبي، مضيفا "وجدت تفهما مشتركا".
وأردف "قلت له نحاول معالجة أزمة السد في إطار من التفاوض والحوار وصولا إلى اتفاق بالموضوع الهام بالنسبة لنا" والذي يعتبره الرئيس المصري (مسألة) "حياة أو موت".
كما قال السيسي إن اللقاء تناول الأوضاع في قطاع غزة وأهمية الحفاظ على السلام ووقف إطلاق النار، وأهمية تحقيق الاستقرار والدعم الاقتصادي وتحسين أحوال المواطنين في الضفة الغربية وغزة.
النهضة مقابل غزة
ووصف بينيت أول لقاء له مع السيسي بـ "المهم جدا والجيد للغاية" وعاد بعده إلى إسرائيل، وأضاف قبل أن يستقل الطائرة عائدا "وضعنا أسس اتصال عميق للمضي قدما".
من جانبها، ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أن السيسي دعا بينيت إلى المساعدة في حل أزمة سد النهضة، ضمن "صفقة" لإحلال الهدوء في غزة، ولم تتضمن تصريحات السيسي مثل هذا الطرح.
من جهته، قال روعي شارون المحلل العسكري للقناة إن إسرائيل لا تريد الوقوف في جانب مصر أو إثيوبيا، ولكن بإمكانها التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بهذا الصدد، أو المساعدة مثلا بمنشآت التحلية لحل مشكلة المياه المتزايدة في مصر.
وأضاف أنه رأى "إذا ما قدمت إسرائيل للسيسي ما يريد، فسيكون لديه حافز أكبر للضغط واستخدام كل الأدوات الممكنة على رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار" لتنفيذ صفقة الأسرى، ومن ثم إعادة إعمار غزة وعودة الهدوء للقطاع.
وتتبادل كل من القاهرة والخرطوم مع أديس أبابا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي، يرعاها الاتحاد الأفريقي منذ شهور، ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات.
وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح دولتي مصب نهر النيل (مصر والسودان) وإنها تستهدف توليد الكهرباء من السد لأغراض التنمية.
في حين تدعو مصر والسودان إلى إبرام اتفاق ثلاثي ملزم قانونا، للحفاظ على منشآتهما المائية، واستمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه النيل.