يحتفل العالم، غدا السبت، بالصورة وفنون التصوير وعلومه وأدواته، ويكرم المصورين وإبداعاتهم، وذلك في اليوم العالمي للتصوير الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام.
ويستعيد العالم في هذا اليوم تراث هذا الاكتشاف الإنساني الرائع (التصوير)، ويتأمل حاضره وآفاق مستقبله في احتفاء بالصورة باعتبارها أداة للمعرفة والتوثيق، ومصدرا للحقائق حول المجتمع والطبيعة، وعنوانا للجمال والمنفعة.
قيمة الصورة
وبهذه المناسبة، أوضح مصورون في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية قنا، أهمية التذكير بقيمة الصورة وجمالياتها، والاحتفاء بجهود المصورين في توظيف هذا الفن في خدمة المجتمع والإنسان، وتسليط الضوء على التطور في أدواته وأساليبه ومدارسه، لافتين إلى دور المصور كمؤلف للكتب، وموثق لمعالم المكان والتراث الاجتماعي والثقافي والمعماري وكنوز الطبيعة في قطر.
ونوه المصور محمد الحاصل اليافعي، الحائز على أكثر من 70 جائزة عالمية وعربية في مجال التصوير الضوئي حصد خلالها العديد من الميداليات الذهبية لاسيما في مسابقة النمسا الدولية ومسابقة آل ثاني الدولية، وغيرها من المسابقات الأخرى، برمزية الاحتفال باليوم العالمي للتصوير، مشيراً إلى أهمية الصورة على كل المستويات الثقافية والاجتماعية والفنية والاقتصادية والرياضية وغيرها من مناحي الحياة، حيث يحتفل العالم في هذا اليوم بإنجازات المصورين، وتأثيرهم في الحياة، وتخليدا لإبداعهم المستمر، وتعزيزا لمكانتهم على الساحتين المحلية والعالمية.
محمد اليافعي: التصوير له دور في توثيق إيقاع الحياة الاجتماعية والنهضة العمرانية وحياة الناس
ولفت اليافعي إلى دور هذا فن التصوير في توثيق إيقاع الحياة الاجتماعية والنهضة العمرانية وحياة الناس، معرجا على الدور البارز للمصورين في المشهد الثقافي بدولة قطر من خلال المشاركة المتميزة في المعارض الفنية والمسابقات وتمثيل الدولة في المحافل العالمية.
#قنا_فيديو |
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) August 18, 2023
المصور محمد الحاصل اليافعي في تصريح لـ #قنا: اليوم العالمي للتصوير فرصة مهمة لتسليط الضوء على أهمية الصورة والاحتفاء بجهود المصورين في خدمة المجتمع pic.twitter.com/SREzwEJUPR
وعن تجربته الشخصية بوصفه مؤلفا للكتب في مجال التصوير، قال الحاصل: "أصدرت عدة كتب، ونظمت معارض فوتوغرافية في مجال التصوير بهدف توثيق الحضارة والنهضة العمرانية لدولة قطر من أهمها كتاب (مسيّان الدوحة) برعاية وزارة الثقافة عام 2014، والذي اشتمل على صور من قطر قليل منها من الماضي، والكثير منها صور حديثة لما شهدته الدولة من نهضة عمرانية شاملة على مدى العقود الأخيرة، لافتا إلى أنه استلهم عنوان كتابه من لغة الناس اليومية ويعني (مساء الدوحة).
بانوراما جمالية
واعتبر اليافعي أن الكتاب عبارة عن بانوراما جمالية تظهر مدى حبه لمدينة الدوحة من خلال توثيق معالمها التاريخية والتراثية ومبانيها الحديثة برؤية خاصة من خلال تصويرها في المساء، حيث تتعاكس الأضواء والظلال والملامح لتشكل لوحة فنية وجمالية ساحرة للمدينة، قائلا إنه سيصدر له في العام الجاري كتاب توثيقي بعنوان : الزهور البرية في البيئة القطرية سيضم صورا فنية للزهور في بيئتها تم تصويرها على مدى 25 عاماً، وسيمثل احتفالا بالبيئة القطرية، ويعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للبيئة وصون الطبيعة.
وأضاف محمد الحاصل اليافعي أنه سيصدر له أيضا قريبا كتاب توثيقي عن إنجازاته العالمية في مجال التصوير، بعنوان حكايتي مع العدسة، سيوثق تجربته الفنية منذ عام 1984، بما تتضمنه وتحتويه من معالم ومشاهد وأشخاص وتجارب رافقته على مدى تجربته المهنية الطويلة.
بدوره، أوضح المصور خالد المسلماني، الحائز على 28 جائزة وميدالية محلية ودولية مرموقة في هذا المجال، لـقنا، دور الاحتفال باليوم العالمي للتصوير في تسليط الضوء على أهمية وحيوية هذا الفن لكونه وسيلة لا غنى عنها للتوثيق وحفظ التاريخ، مبينا أنه من خلال هذا اليوم يتم التركيز على مجال التصوير وتوعية الناس به.
#قنا_فيديو |
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) August 18, 2023
المصور خالد المسلماني في تصريح لـ #قنا: الاحتفال باليوم العالمي للتصوير مناسبة تتيح المجال لاجتماع المصورين وتبادل الخبرات بينهم pic.twitter.com/11sNWz4dSL
وأبرز أن هذه المناسبة تشكل أيضا ملتقى لكافة المصورين، حيث يتم من خلال الفعاليات والأنشطة التي تقام ضمن هذا الحدث، تبادل الخبرات بينهم، والاطلاع على تجارب المصورين الآخرين، إلى جانب الاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في عالم التصوير، فضلاً عما يشكله من فرصة للشركات المنتجة لمعدات التصوير لعرض أحدث منتجاتها.
خالد المسلماني: الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا لتوثيق التاريخ والتراث والبيئة الفطرية
وعن دور المصور كمؤلف وموثق، قال المسلماني: "دولة قطر تولي اهتماما كبيرا لتوثيق التاريخ والتراث والبيئة الفطرية، ومن هذا المنطلق جاءتني فكرة إصدار كتاب يسهم في دعم جهود الدولة في توثيق تراثنا وبيئتنا وعاداتنا وتقاليدنا، فأصدرت كتابي لمسات معمارية عام 2015، وكان هدفي من إصدار الكتاب تزويد المكتبة القطرية بمادة يكون لها أثر في إبراز هويتنا وتراثنا، ويعكس جمالية العمارة القطرية وإبداعاتها".
المعمار القطري
وأضاف: "لقد أبرزت في كتابي، من خلال الصورة، جماليات المعمار القطري القديم والحديث، وقد تبلورت فكرة إصدار الكتاب بعد إقامتي لعدة معارض للتصوير المعماري ارتأيت بعدها جمع الأعمال في كتاب، الأمر الذي تطلب مني 15 عاما من العمل والتوثيق حتى اكتماله وصدوره، حيث كانت تلك التجربة إيجابية تعلمت منها الكثير، وأسهمت فيها بتوثيق جزء من تراثنا".
أما عن قيمة وأهمية إصدار الكتب بالنسبة للمصورين، فأكد المسلماني أنه يكتسب أهميته من كونه يوثق ويجمع عمل المصور مما يساعده على الانتشار ويوصل أعماله للآخرين، كما أن ذلك يسهم من جانب آخر في توثيق المجال الذي يهتم به المصور، سواء كان ذلك المجال يتعلق بتوثيق البيئة القطرية أو فن العمارة أو المهن الشعبية وغيرها، ويكون الكتاب بمثابة وثيقة تاريخية شاهدة على حقبة زمنية أو موضوع معين يمكن لأجيال المستقبل الاطلاع عليها.
وذكر المسلماني أنه يعكف حاليا على إصدار كتاب جديد وأشمل حول جماليات وسمات وملامح العمارة القطرية، سيركز فيه على تراث وتاريخ العمارة القطرية بشكل خاص.