أكدت /سدرة للطب/ أن برنامجها للفشل المعوي حسّن حياة عشرات الأطفال والشباب المصابين بأمراض الجهاز الهضمي في قطر، وقالت إن هذا البرنامج يقدم التغذية الوريدية الكاملة /TPN/ في العيادة داخل المستشفى، ويشمل تدريبا على الرعاية في المنزل أيضا.
وأوضحت أن التغذية الوريدية الكاملة هي طريقة منقذة للحياة تستخدم في تغذية المرضى، وتتجاوز الجهاز الهضمي من خلال الوصول الوريدي الدائم إلى مجرى الدم، مشيرة إلى أن هذا البرنامج يطبق إما كدعم قصير الأجل أو كطريقة بديلة للطعام على المدى الطويل، حيث يتم إعطاء السوائل في الوريد لتوفير معظم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، فيتم ضخ مزيج من السوائل والإلكتروليت /المواد المنحلة بالكهرباء/ والسكريات والبروتينات والفيتامينات والمعادن والدهون في الوريد.
ونوه الدكتور خالد أبو هزيمة كبير الأطباء المعالجين في /سدرة للطب/ إلى أن هناك العديد من الأطفال والشباب الذين يعانون من الفشل المعوي بسبب مشاكل خلقية في الامتصاص /متلازمة الأمعاء القصيرة، مرض التهاب الأمعاء أو السرطان/، أو لأسباب جراحية، مضيفا أنهم "إما لا يستطيعون أو لا ينبغي أن يتلقوا التغذية أو السوائل عن طريق الفم، وفي هذه الحالات لا يمكن لأمعائهم تأمين السعرات الحرارية المناسبة للنمو، ويجب أن يتم استكمالها بالمغذيات من خلال التغذية الوريدية الشاملة".
وتابع قائلا إنه في الماضي كان يتوجب على العديد من هؤلاء المرضى البقاء في المستشفى لتلقي التغذية الوريدية الكاملة /TPN/، الأمر الذي قد يكون مربكا للمرضى وأهاليهم، لاسيما بالنسبة للأطفال الذين يحتاجون لهذه التغذية على المدى الطويل.
كما لفت إلى أن جائحة فيروس كورونا /كوفيد - 19/ شكلت أيضا عائقا رئيسيا للعديد من المرضى الشباب وعائلاتهم، وقال إن برنامج الفشل المعوي في /سدرة للطب/ يتغلب على العديد من التحديات من خلال تدريب الآباء ومقدمي الرعاية على طرق إدارة العلاج بالحقن في المنزل.
ومن ناحيته قال الدكتور مأمون العواد رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في سدرة للطب: "يعد برنامج علاج الفشل المعوي في سدرة أول عيادة متخصصة متعددة التخصصات في الشرق الأوسط تقدم مثل هذه الخدمة".
ونوه في هذا السياق بدور مركز حمد الطبي في إنشاء هذه الخدمة لأول مرة في قطر منذ سنوات، وبين أنه تم الآن نقل قسم طب الأطفال من هذه الخدمة إلى سدرة للطب، وجرى تطويره ليشمل التدريب في المنزل للآباء ومقدمي الرعاية.
وأضاف أنه تمت ملاحظة تحسن إيجابي للغاية في نفسية الأطفال الذين يخضعون لـ/TPN/ في المنزل بدلا من التواجد في المستشفى، مبينا وجود تحديات تواجه الأطفال الخاضعين لهذا البرنامج، وأن إدارته في المنزل تعطي العديد من الأطفال شعورا أقوى بالاندماج الاجتماعي داخل الأسرة، بالإضافة إلى قدرتهم على مواصلة تعليمهم في المدرسة.