يعد دحل المسفر أعجوبة من أعجوبات الصحراء في قطر، حيث يتلألأ ببريق فوسفوري لامع، ويتميز بمنظر رائع يدهش الأبصار، وهو عبارة عن تكوينات صخرية وجبسية طبيعية قديمة انحدرت في أعماق الأرض.
يوفر دحل المسفر لعشاق مراقبة الطيور المهاجرة فرصة مراقبة طيور السُّبد وأبي فصادة والوروار والهدهد الأوراسي في رحلتها للوصول إلى جبال إفريقيا، ويعد ثروة تراثية وتاريخية وسياحية مهمة في قطر.
معلومات تاريخية وعامة عن دحل المسفر في قطر
فيما يأتي أهم المعلومات عن دحل المسفر في قطر:
- يقع في منطقة روضة راشد، ويبعد 40 كيلومترًا عن العاصمة القطرية الدوحة.
- يبلغ عمق دحل المسفر 40 مترًا، ويمتد إلى 130 كيلومترًا تحت الأرض.
- يسمى الدحل بالمسفر ويعني المضيء، وذلك بسبب وجود الإضاءة في داخله، بفعل بريق الرواسب الجبسية.
- تتكون الصخور الموجودة في الدحل من الرواسب البحرية التي تكونت قبل 40 إلى 50 مليون سنة، وذلك في المياه الدافئة الضحلة التي كانت موجودة في المنطقة آنذاك.
- يقدّر عمر الكهف من 325000 إلى 500000 سنة، وذلك يعود إلى العصر البليستوسيني الأوسط.
- يتكون الدحل من الداخل من نوعين مختلفين من التكوينات الصخرية هما: تكوين الدمّام وتكوين الرس، وتكوين الدمام يضم الصخور الأكثر ظهورًا في الدحل من الداخل.
- يتميز الدحل بالبريق الفسفوري والوهج المتلئلئ فيه، ويعود ذلك الوهج إلى الرواسب الجبسية الموجودة فيه، والتي تكون ظاهرة جيولوجية تعرف باسم "وردة الصحراء"، وهي البلورات والرواسب الجبسية التي تتجمع حول بعضها وتكوّن أشكالًا تشبه الورود.
نصائح عند زيارة كهف دحل المسفر في قطر
فيما يأتي نصائح يتوجب على كل من يريد زيارة دحل المسفر أخذها بعين الاعتبار:
- ارتداء ملابس ثقيلة، لأن درجة الحرارة في قاع الدحل باردة ومنخفضة، وكذلك ارتداء ملابس مريحة ومناسبة للمشي.
- ارتداء أحذية مريحة للمشي لمسافات طويلة، ومناسبة لطبيعة المكان لكونه يحتوي على صخور صغيرة قد تسبب الانزلاق.
- الذهاب إلى المكان بسيارة دفع رباعي.
- عدم اصطحاب الأطفال، لأن صخور المكان الناعمة قد تسبب الانزلاق، ولأن الدحل عميق ما قد يسبب الأذى لبعض الأطفال.
- استخدام تطبيق الخرائط أو نظام GPS لتحديد الموقع بدقة.
- لا يتطلب الموقع حجز تذاكر مسبقًا.
- الزيارات لدحل المسفر متاحة أثناء النهار، ويتم إغلاق الموقع أثناء الليل.
ما هو الفرق بين الكهف والدحل؟
يعد الكهف تجويفًا يتكون في الجبال، أما الدحل فيتكون في قاع الأرض، ويمكن تعريفه على أنه شقوق في باطن الأرض، تكون ضيقة من الأعلى، وواسعة من الداخل، وتكون الدحول إما عمودية في قاع الأرض، أو أفقية، وتحتوي الدحول على قنوات وسراديب داخلية تكوّن في بعض الأحيان غرف كبيرة في داحل الدحل، ولهذا سمي بالدحل لكونه في قاع الأرض.
كم دحل في قطر؟
يوجد في قطر ما يقارب 31 دحلًا باختلاف أحجامها وأشكالها، ويعد دحل المسفر أهم الدحول القطرية، وفيما يأتي أبرز الدحول الموجودة في قطر:
- دحل المظلم: وسمي بهذا الاسم بسبب الظلام الموجود في أسفله، وكذلك من لون الماء الأسود الموجود فيه.
- دحل الحمام: وسمي بهذا الاسم بسبب كثرة الطيور التي تقطن فيه، وقد تم بناء حديقة حوله ليتمكن الزوار من الاستمتاع بمشاهدة الدحل والطيور فيه.
- دحل العجائب: ويقع في حديقة متحف قطر الوطني، وقد وفّر للأطفال فرصة لاكتشاف الكهف الصخري والتجول فيه بحريّة، والاطلاع على الخفافيش الموجودة فيه، والقطع الأثرية الرملية، والنحت على الصخور وغير ذلك.
برنامج تطوير دحل المسفر ليكون وجهة سياحية مهمة
بدأت وزارة البيئة والتغير المناخي في قطر مؤخرًا بالعمل على تعزيز السياحة في الدولة من خلال الاستفادة من طبيعة البيئة في قطر والاهتمام بها، وإبراز الكثير من المناطق الطبيعية المذهلة في الدولة.
وقد بدأت الوزارة ضمن الخطة التوعوية لإدارة المحميات الطبيعية بخطوات مهمة وجديّة لتطوير دحل المسفر، بحيث تتوافد على منطقة الدحل زيارات سياحية، وزيارات من الجامعات والمدارس والكثير من الجهات الأخرى في قطر، لتوعية الزوار بظاهرة الدحول الطبيعية المنتشرة في قطر.
قامت الوزارة بعدة تطويرات في منطقة الدحل لتشجيع السياحة له، وتتمثل في:
- وضع سور حول الدحل، وترميم مدخل الدحل ليكون أكثر أمانًا للزوار.
- توفير المظلات والجلسات ودورات المياه لتلبية حاجات الزوار.