عملت الجهات المختصة بالبيئة والمناخ في قطر على مدار الأعوام الماضية على زيادة أعداد المحميات الطبيعية فيها، وحماية الغطاء النباتي، مثل غابات المانجروف التي كانت تنشر فقط في منطقتي الذخيرة وخور العديد، فصارت تنتشر على أكثر من 6 مناطق في قطر، وذلك لوعي الجهات المختصة بأهمية الثروة النباتية في المنطقة، ولما لأشجار وغابات المانجروف من أدوار مهمة ومحورية في الحفاظ على البيئة والحد من آثار التغير المناخي.
مشروع تكثيف غابات المانجروف في المحميات القطرية
عملت الجهات القائمة على القطاع البيئي والطبيعي في قطر في غضون السنوات القليلة الماضية على زيادة أو مضاعفة أعداد أشجار المانجروف فيها، حيث كانت مساحة غابات المانجروف سابقًا تبلغ حوالي 6 كم، أما اليوم فهي تبلغ أكثر من 14 كم على طول سواحل الخليج العربي القطرية.
قامت وزارة البيئة والتغير المناخي القطرية بزرع المانجروف في 4 مناطق ساحلية وهي: الرويس وأمّ الحول وفويرط ورأس مطبخ، وذلك بعد أن كانت أشجار المانجروف تنتشر فقط في محمية الذخيرة ومحمية الخور في قطر.
كل ذلك جاء نتيجة سعي دولة قطر للحد من انقراض غابات المانجروف في المنطقة، وحمايتها والمحافظة عليها وتنميتها، وذلك للأهمية الكبيرة التي تلعبها غابات المانجروف في الحفاظ على المناخ، والتقليل من التغير المناخي، إضافة إلى الآثار الاقتصادية الكبيرة التي قد تنجم عن انقراض هذه الغابات.
غابات المانجروف في محمية الذخيرة في قطر
سعيًا لتعزيز مسيرة رؤية قطر 2030، صدر في عام 2006 قانون يعتبر منطقة الذخيرة محمية طبيعية في قطر، وتبعد المحمية عن الدوحة حوالي 64 كم، وتعد الذخيرة أكبر مساحة خضراء في قطر، لاحتوائها على أشجار المانجروف التي تمتد على مساحة 6 كم، وتشكل أكبر غابة خضراء تطل على الخليج العربي، لذا تتميز محمية الذخيرة بفضل وجود غابات المانجروف فيها بالتنوع البحري، والأشجار دائمة الخضرة فيها.
ساعدت أشجار القرم في الذخيرة في الترويج للسياحة البيئية في قطر، إذ تعد غابات القرم في محمية الذخيرة من الأماكن المفضلة لهواة السياحة الطبيعية.
وتشكل غابات المانجروف في محمية الذخيرة ممرات مائية مذهلة داخل مياه الخليج العربي، الأمر الذي جعلها مزارًا للكثير من السياح والعائلات لقضاء أوقات ممتعة وسط الطبيعية ذات المناخ المعتدل.
غابات المانجروف في محمية خور العديد في قطر
في سنة 2007 صدر قرار باعتبار منطقة خور العديد محمية طبيعية، وهي تبعد عن مدينة الدوحة مسافة 80كم، وتعد محمية خور العديد -بعد محمية الذخيرة- ثاني أكبر المحميات الطبيعية في قطر، والتي تحتوي على عدد كبير من أشجار المانجروف، إذ تبلغ مساحتها حوالي 1293 كيلومترًا مربعًا، أي ما نسبته 47% من إجمالي مساحات المحميات البرية في قطر، و75% من إجمالي المحميات البحرية القطرية، وتضم المحمية أعداد كبيرة من أشجار المانجروف، وتعد بيئة غنية بالثدييات، مليئة بالكثبان الرملية الذهبية، وتتميز بالتضاريس الجيولوجية والبيئة الحيوانية والنباتية الفريدة.
ما فوائد أشجار المانغروف؟
اهتمت دولة قطر بزراعة أشجار المانجروف وزيادة أعدادها في أراضي الدولة ليقينها بأهمية هذه الأشجار على البيئة وفوائدها الجمة، وفيما يأتي أبرز فوائد أشجار المانغروف:
- تثبيت التربة من الانجراف والتعرية، وخاصة التربة الشاطئية.
- المحافظة على الثروة السمكية في المنطقة وتحسين ظروفها، إذ تتحول أوراق المانجروف المحللة إلى مركبات عضوية مهمة في تحسين النظام الغذائي لبعض أنواع الأسماك، مثل البدح.
- تشكل أشجار المانجروف بيئة مناسبة لكثير من الكائنات البحرية، مثل الطحالب والروبيان والأسماك والفطريات وغيرها.
- تعمل أشجار المانغروف على تخفيض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو.
- تقلل بنسبة 66% من الأمواج البحرية الكبيرة الناجمة عن العواصف.
- الحفاظ على درجة الحرارة بمعدلات مناسبة، وتقليص الفرق الحراري بين النهار والليل.
- المحافظة على رطوبة التربة الشاطئية، ودورة المياه بالتربة.
- امتصاص مياه البحر المالحة، ومن ثم تحويلها إلى مياه عذبة، وهذا ما يؤهل أشجار المانجروف للانتشار في مناطق الخليج العربي.
هل المانجروف هو القرم؟
تسمى أشجار المانجروف في الخليج العربي بأشجار القرم، وهي شجرة استوائية تنتشر في قطر على طول المناطق الساحلية فيها، والنوع المنتشر في قطر هو "الشورى"، وقد سميت منطقة رأس القرمة في قطر والموجودة شرق مدينة الخور بهذا الاسم تبعًا لأشجار القرم فيها، والقرمة هي المفرد من قرم.
