عشرات الوفيات ومئات المصابين والمفقودين، كانت حصيلة إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة في ليبيا أمس الأول، والذي أسفر عن حدوث فيضان مخلفا خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وقد أعادت هذه الكارثة الحديث مجددا عن أكبر الفيضانات التي ضربت العالم منذ القدم، والتي أسفرت عن مصرع العديد من الأشخاص، سواء بسبب أعاصير أو بسبب سيول مياه كبيرة ناتجة عن تساقطات مطرية.
فيضان المسيسيبي 1927
الفيضان العظيم أو فيضان المسيسيبي، أبريل 1927، وهو إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة، حسب موقع Britannica البريطاني، فقد غمرت المياه أكثر من 60 ألف كيلومتر مربع من الأراضي، فيما نزح مئات الآلاف من الأشخاص، وتوفي حوالي 250 شخصاً.
بعد عدة أشهر من الأمطار الغزيرة التي تسببت في تضخم نهر المسيسيبي إلى مستويات غير مسبوقة، انكسر السد الأول في 16 أبريل، على طول شاطئ إلينوي، ثم في 21 أبريل، انهار السد عند ماوندز لاندينغ في ولاية ميسيسيبي.
الفيضان الكبير بالولايات المتحدة 1993
وفق موقع usgs الأمريكي، في الفترة ما بين شهري مايو وسبتمبر سنة 1993 شهدت الولايات المتحدة على طول نهر المسيسيبي فيضاناً كبيراً أودى بحياة 50 شخصاً، بالإضافة إلى أضرار بمليارات الدولارات.
سمى ذلك بـ"الفيضان القياسي" لسنة 1993؛ إذ كان الأكثر كلفة وتدميراً في التاريخ الحديث للولايات المتحدة الأمريكية؛ متسببا في كسر السدود وتدمير الأراضي الزراعية والبلدية وطرق النقل، بالإضافة إلى تضرر آلاف الأشخاص جراء هدم منازلهم.
وغمرت المياه ما لا يقل عن 75 بلدة بالكامل، ولم تتم إعادة بناء بعضها، غمر الفيضان الكبير الذي حدث عام 1993 أكثر من 20 مليون فدان في تسع ولايات، وكان لا بد من إجلاء ما يقرب من 54 ألف شخص من المناطق التي غمرتها الفيضانات.
فيضانات إفريقيا 2007
أودت الأمطار التي بدأت في يونيو 2007 بحياة ما يقرب من 160 شخصاً، وكانت سيراليون والسنغال وبوركينا فاسو وغانا والنيجر من بين البلدان الأكثر تضرراً من الفيضانات، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA.
وتسبب الفيضان في دمار الطرق والمباني من موريتانيا إلى النيجر، في حين دمر المستشفى الرئيسي في واغادوغو، فيما فقدت عاصمة بوركينا فاسو كل الأدوية والمعدات الطبية جراء هذا الفيضان، أما في مدينة أغاديز في النيجر، فجرفت المياه ما يقرب من 400 هكتار من محاصيل الخضراوات ومئات الماشية.
وتتعرض منطقة غرب أفريقيا بانتظام لهطول أمطار غزيرة خلال موسم الأمطار السنوي، وغالباً ما تؤدي الأمطار إلى تدمير المجتمعات في غضون ساعات، ففي عام 2007، على سبيل المثال، توفي حوالي 300 شخص وتضرر 800 ألف آخرين.
فيضانات اليمن 2020
خلال أبريل 2020، شهدت اليمن أمطاراً غزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة في مختلف محافظات البلاد؛ ما استدعى مساعدة فورية، في 21 أبريل، ضربت عاصفة استوائية الساحل الجنوبي لليمن، وكان تأثيرها الأكبر في لحج وعدن وتعز والضالع وأبين وحضرموت.
تأثر ما لا يقل عن 150 ألف شخص جراء هذا الفيضان في المحافظات 13 التي غمرتها المياه، كما تسبب في انقطاع العديد من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء ومياه الشرب.
وتسببت السيول في تدمير عشرات المنازل، بحسب تقديرات السلطات اليمنية، كما تسببت الأمطار المدارية في تدمير مئات الخيام ومراكز إيواء النازحين. فيما أدت الأمطار إلى ارتفاع منسوب مياه سد مأرب وفيضانها باتجاه الممرات الطبيعية المخصصة للمفيض للمرة الأولى منذ إنشاء السد عام 1986.
فيضان إعصار دانيال في ليبيا 2023
اجتاحت فيضانات وسيول عدة مناطق في شرق ليبيا جراء العاصفة دانيال يوم الأحد 10 سبتمبر 2023؛ مما تسبب في مقتل وفقدان المئات، وجاء الفيضان بعد سقوط السد في منطقة درنة الذي تسبب في وفاة أكثر من 1500 شخص وفقدان قرابة 7 آلاف آخرين.
بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد، والتي أكد مجلس الوزراء الليبي، مساء الإثنين، أنها الأعلى التي تشهدها ليبيا منذ 40 سنة، لا تزال حصيلة الوفيات في المناطق المتضررة من الفيضانات في تزايد مستمر؛ إذ يتوقع أن تتزايد بالمئات.
حسب "وكالة الأناضول"، أعلن عثمان عبد الجليل، وزير الصحة بالحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، أن حصيلة ضحايا الإعصار المتوسطي "دانيال" الذي اجتاح مدن شرقي البلاد تجاوز 3 آلاف قتيل.
