دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.5ريال
يورو 3.88ريال

بدأت منذ العام 1996

قطر وغويانا.. علاقات متنامية نحو شراكات واعدة

12/09/2023 الساعة 17:46 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

في إطار الاستراتيجية القطرية الثابتة القائمة على مد الجسور وبناء علاقات راسخة وشراكات سياسية واقتصادية وطيدة مع مختلف دول العالم وشعوبها الشقيقة والصديقة، يبدأ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في زيارة دولة إلى جمهورية غويانا التعاونية، يبحث خلالها مع فخامة الرئيس الدكتور محمد عرفان علي رئيس الجمهورية، العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مختلف القضايا والتطورات الدولية ذات الاهتمام المشترك.

ومن المنتظر أن تسهم زيارة سمو الأمير المفدى لجمهورية غويانا التعاونية، في دعم وتعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، لا سيما في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، وفتح آفاق أكبر أمامها، كما ينتظر أن تسهم زيارة سموه والمباحثات التي ستجرى خلالها في رفع حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين، خاصة في قطاعي الطاقة والأمن الغذائي وبما يحقق تطلعات قيادتي البلدين وشعبيهما الصديقين في السلام والأمن والازدهار.

مرحلة جديدة من العلاقات

وتشهد العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين تطورا ملحوظا في العديد من المجالات منذ تأسيسها عام 1996، وقد افتتحت في مايو الماضي في الدوحة، سفارة جمهورية غويانا التعاونية لدى الدولة، في خطوة من شأنها نقل العلاقات الثنائية إلى مرحلة جديدة من الشراكة المثمرة، في ظل الحرص والرغبة المشتركة لدى الطرفين لتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.

وتتصف العلاقات القائمة بين دولة قطر وجمهورية غويانا التعاونية بالقوة والثبات، فهي قائمة على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وخلق بيئة مستقرة وسلمية لشعبي البلدين، ودافعة نحو تشجيع الاستثمارات المشتركة والارتقاء برفاهية وتطلعات البلدين والشعبين الصديقين.

ومنذ تأسيس مسيرة العلاقات بين دولة قطر وجمهورية غويانا التعاونية، لم تنقطع الزيارات والمشاورات والرسائل المتبادلة بين البلدين وعلى مختلف المستويات والقطاعات، وقد توجت في مايو الماضي بزيارة فخامة رئيس الجمهورية الدكتور محمد عرفان علي للدوحة، حيث عقد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامته جلسة مباحثات رسمية بالديوان الأميري، جرى خلالها بحث علاقات التعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها لاسيما في مجال الاستثمار والطاقة، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

تطوير العلاقات الاقتصادية

وقال بيان مشترك بمناسبة الزيارة، إن قائدي الدولتين شددا على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة في مجالي الطاقة والأمن الغذائي، كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين، على الساحتين الإقليمية والدولية، وأعرب الجانبان عن تطلعهما لأن يسهم افتتاح سفارة جمهورية غويانا التعاونية في العاصمة القطرية الدوحة، في تعزيز العلاقات بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب من التعاون والشراكة، كما اتفقا على إيفاد فريق فني من دولة قطر إلى جمهورية غويانا التعاونية للاطلاع على المشاريع المتاحة، لا سيما مشاريع البنية التحتية والطرق.

وفي حوار سابق أجرته وكالة الأنباء القطرية مع فخامة رئيس جمهورية غويانا التعاونية، خلال زيارته في مايو الماضي، أكد فخامته أن زيارته لدولة قطر كانت ناجحة للغاية، وأن المرحلة القادمة ستشهد الكثير من الإجراءات المشتركة كنتيجة لها، معربا عن تطلعه لمزيد من العلاقات التعاونية بين البلدين على الصعيدين الحكومي والخاص بما يحقق مصالحهما المشتركة.

فرص الاستثمار في غويانا

وأضاف فخامة رئيس جمهورية غويانا التعاونية، أن المباحثات التي أجراها في قطر ناجحة حيث تناولت لقاءاته مع عدد من المسؤولين بالدولة موضوعات تتضمن فرص الاستثمار في غويانا، ودور الشراكة مع القطاع الخاص القطري في تقدمها، معربا عن أمله في أن تسهم كل هذه الاجتماعات في تعزيز الفرص المتاحة بين البلدين ودراسة الإمكانات المتوفرة في غويانا، بما فيه المنفعة المشتركة لكلا البلدين وشعبيهما الصديقين.

وفي لقائه مع السيد محمد بن أحمد بن طوار الكواري النائب الأول لرئيس غرفة قطر، أكد فخامة رئيس جمهورية غويانا التعاونية، على الاهتمام بتطوير التعاون التجاري مع دولة قطر، لافتا إلى أن الجانبين يمكنهما التعاون في قطاعات مثل النفط والغاز والأمن الغذائي، خاصة وأن قطر تولي اهتماما كبيرا بهذين القطاعين وحققت فيهما إنجازات كبيرة، ودعا فخامته المستثمرين القطريين للاستثمار في بلاده، مشيرا إلى أنها التي توفر فرصا استثمارية رائدة في عدد من القطاعات الهامة مثل النفط والغاز والبنية التحتية والسياحة والخدمات والضيافة والزراعة وغيرها.

وتطبق جمهورية غويانا التعاونية سياسة استثمارية منفتحة للغاية، خالية من التمييز، وتتمتع ببيئة استثمارية مستقرة وآمنة، وتركز في الوقت الحالي على بناء اقتصاد تنافسي ومستدام ومرن.

تقع غويانا التعاونية على الساحل الشمالي الشرقي لقارة أمريكا الجنوبية، وتطل على المحيط الأطلسي من الشمال، وتحدها سورينام من الشرق، والبرازيل من الجنوب والجنوب الغربي، وفنزويلا من الشمال الغربي.

وتبلغ مساحتها 214.969 كم مربع وهي ثالث أصغر بلد في أمريكا الجنوبية بعد سورينام وأوروغواي. وهي موطن لحوالي 800 ألف نسمة، أما عاصمتها فهي مدينة جورج تاون، وتقع حوالي خمسة وثلاثين بالمائة من مساحة غويانا في حوض الأمازون.

أرض المياه الوفيرة

ويعود اسم غويانا إلى الكلمة المستعملة في لغة السكان الأصليين وتعنى "أرض المياه الوفيرة"، وهو اسم على مسمى نظرا لما تتمتع به غويانا من شبكة ممتدة من الأنهار والشلالات والخلجان، حيث تضم مائتين وستة وسبعين شلالا وأربعة أنهار رئيسية، مما يجعل الطاقة الكهرومائية بها مصدرا موثوقا للكهرباء.

كما أن ضوء الشمس على مدار العام يخلق أيضا مصدرا ثابتا للطاقة الشمسية، لكن المياه في غويانا لا ترتبط فقط بوفرة مياه الأنهار العذبة، لكنها تشمل مياه المحيط الأطلسي الذي تطل عليه غويانا بساحل يمتد أربعمائة وتسعة وخمسين كيلو مترا، وتعد شلالات كايتور العظيمة في غويانا، التي يبلغ ارتفاعها العمودي 226 مترا، أعلى بحوالي خمس مرات من شلالات نياغرا.

وتشتهر جمهورية غويانا التعاونية بإنتاج الذهب والماس والأحجار شبه الكريمة، حيث يقوم قطاع التعدين بتصدير هذه المواد وغيرها من البوكسيت عالي الجودة والنحاس والحديد والنيكل والألومنيوم. وتسعى غويانا لجذب الاستثمارات الخارجية لدعم اقتصادها، ويشهد اقتصاد غويانا التعاونية تحولا جذريا منذ اكتشاف النفط الخام هناك عام 2015 والتنقيب التجاري عام 2019.

ووفقا لبيان صادر عن شركة إكسون موبيل في عام 2020، تمتلك غويانا احتياطيا نفطيا كبيرا عالي الجودة، يقدر بنحو 33 مليار برميل غير مكتشفة، وذلك مع إمكانية إنتاج 750.000 برميل يوميا بحلول عام 2025، وهو ما قد يغير الآفاق الاقتصادية لغويانا بشكل كبير ويضعها على قائمة أغنى الدول في العالم.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo