قررت محكمة إسرائيلية تمديد اعتقال الأسيرين مناضل نفيعات وأيهم كممجي 10 أيام على ذمة التحقيق، وذلك بعد إلقاء القبض عليهما فجر اليوم الأحد، في حين وصفت الحكومة الإسرائيلية عملية فرار الأسرى الستة بالخلل الفادح.
وكان جهازا الشرطة والمخابرات الإسرائيليان قد طالبا بتمديد اعتقال الأسيرين نفيعات وكممجي، على ذمة التحقيقات لـ15 يوما. وعقدت المحكمة جلسة خاصة، لبحث تمديد حبس الأسيرين اللذين أعيد اعتقالهما فجر اليوم.
واعتقلت قوة من الاحتلال الإسرائيلي الأسيرين الفارين في مبنى بمدينة جنين، في الضفة الغربية، بعد أن حاصرت المبنى الواقع في الحارة الشرقية بالمدينة، وهددت بنسفه إن لم يسلم الأسيران نفسيهما. وحملت أسرتا الأسيرين الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياة ابنيهما.
وقال فؤاد والد كممجي -خلال نشرة للجزيرة- إن نجله أبلغه هاتفيا قبل اعتقاله أنه ونفيعات سيستسلمان دون مقاومة؛ حمايةً لسكان المبنى بعد أن هددت القوات الإسرائيلية بنسفه بمن فيه.
وقال عضو هيئة الدفاع ومحامي الأسير كممجي -في حديث لمراسلة الجزيرة- إن أيهم تعرض للضرب منذ لحظة اعتقاله في جنين، وفي الجيب العسكري، وفي معسكر سالم شمال جنين، وهو يعاني من آلام حادة في الصدر والرقبة.
وأخبر أيهم محاميه أنه طلب رؤية طبيب، لكن إدارة السجون لم تستجب لطلبه بعد، وأضاف المحامي أن أيهم أراد أن يزور قبر أمه، لكنه لم يتمكن من ذلك، وأنه وصل إلى جنين في اليوم الثالث بعد هروبه من سجن جلبوع.
وكشف أيهم لمحاميه أن قوات الاحتلال أطلقت النار عليه خلال هربه، عندما قطع الأسلاك الشائكة باتجاه جنين، لكنها لم تتعرف عليه ولم تصبه، وأكد أيهم للمحامي أن أحد عناصر الشرطة الإسرائيلية كان قريبا جدا منه وهو يختبئ بين الأعشاب في مرج ابن عامر بالداخل، لكن الشرطي لم يلحظ وجوده.
تمديد حبس الأسرى الأربعة
وكانت محكمة إسرائيلية في مدينة الناصرة قد وافقت اليوم على تمديد حبس الأسرى الأربعة الذين أعيد اعتقالهم؛ محمد ومحمود عارضة ويعقوب قادري وزكريا الزبيدي، 10 أيام على ذمة التحقيق بناء على طلب الشرطة والاستخبارات الإسرائيلية.
وتعقد الجلسات عبر تطبيق زوم بذريعة انتشار فيروس كورونا، وهو ما اعتبره فريق الدفاع عنهم انتهاكا لحق السرية بين المحامي وموكله، ومساسا بالأسس العادلة للمحاكمات.
وقال خالد محاجنة -محامي الأسير المعاد اعتقاله محمد العارضة- إن قرار تمديد اعتقال الأسرى الأربعة أضعف موقف هيئة الدفاع، وإن الأسرى حرموا من أبسط حقوقهم أثناء الاعتقال.
وأضاف المحامي محاجنة -في مقابلة مع الجزيرة- أن المحكمة تفرض تعتيما شاملا على تفاصيل التحقيق، والتهم الموجهة للأسرى.
خلل فادح
من جهة ثانية، وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت -خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته- نجاح الأسرى الفلسطينيين في الهروب بالخلل الفادح على المستوى الاستخباري والعملياتي.
وأضاف بينيت أن عملية اعتقال الأسرى كانت محكمة وسريعة ومشتركة بين جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة والجيش.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت -قبل أسبوع- الأسرى الأخوين عارضة وقادري والزبيدي الذين فروا رفقة كممجي ونفيعات من سجن جلبوع شديد الحراسة في السادس من سبتمبر/أيلول الجاري، وذلك عبر نفق حفروه من زنزانتهم إلى خارج السجن، وهو ما سبب إحراجا للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
الاحتلال يتحمل المسؤولية
وقد حملت حركة الجهاد الإسلامي اليوم سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد فرارهم من سجن جلبوع.
ودعت "الجهاد" الأجنحة العسكرية للمقاومة إلى البقاء في حالة استنفار وجاهزية عالية للدفاع عن الأسرى، مؤكدة أن المعركة ما تزال مستمرة.
من جهته، أكد حازم قاسم -المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن كتائب القسام (الجناح العسكري للحركة) ستبقى على عهدها بأن يكون الأسرى الستة الذي تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع على رأس صفقة التبادل القادمة.
وقال قاسم إن العمل على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال سيظل على رأس أولويات المقاومة الفلسطينية.