في حلقة جديدة من مبادرة ما بين الرفوف الأسبوعية التي يقدمها كل من الكاتبين الأستاذ حسن الأنواري و الأستاذة ريم دعيبس، ألقى الملتقى القطري للمؤلفين الضوء على رواية 1984 من تأليف الكاتب الأديب البريطاني جورج أورويل والذي تم حظرها في الكثير من الدول ووُصِفت بكونها ”خطر على النظام“ إبان نشرها.
وفي بداية الجلسة قدم الأستاذ الأنواري نبذة عن حياة الكاتب والصحافي والروائي البريطاني الذي ولد في 25 يونيو عام 1903، في ولاية بيهار الهندية لأسرة من الطبقة المتوسطة وسمي إيريك آرثر بلير، لكنه اختار لنفسه فيما بعد إسم جورج أورويل.
وأشار إلى أن الكاتب اشتهر بالوضوح والذكاء وخفة الدم وتحذيره الدائم من غياب العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الشمولي وإيمانه بالاشتراكية الديمقراطية. كما كتب في النقد الأدبي والشعر الخيالي والصحافة الجدلية. وأكثر أعماله شهرة هي رواية 1984 التي كتبها في عام 1949 إضافة إلى وروايته المجازية مزرعة الحيوان عام 1945م والإثنين تم بيع نسخهم معا أكثر من أي كتاب آخر لأي من كتاب القرن العشرين.
كما اختزل الصحفي خبراته في الحرب الأهلية الإسبانية في « كتابه تحية لكتالونيا، والذي أصبح مصدرا ة مرجعا في السياسية والأدب واللغة والثقافة. وفي عام 2008م وضعته صحيفة التايمز في المرتبة الثانية في قائمة «أعظم 50 كاتب بريطاني.
وأكد مقدم الجلسة أن أعمال هذا الكاتب أثرت بشكل كبير على الثقافة السياسية السائدة حتى أن بعض المصطلحات التي ابتكرها دخلت في الثقافة الشعبية مثل التفكير المزدوج وجريمة الفكر وشرطة الفكر.
واستعرضت الأستاذة دعيبس أحداث الرواية التي تجري أحداثها في مستقبل تخيلي ينقسم فيه العالم إلى ثلاث دكتاتوريات كبرى و يهيمن فيه حزب واحد على كافة نواحي الحياة ويقيد الحريات. فتنتشر كاميرات المراقبة وصور ”الأخ الكبير“ في كل مكان، وكل شيء خارج سياق تفكير الحزب يعتبر ”جريمة فكر“
وأوضحت مقدمة ما بين الرفوف السياق التاريخي والسياسي للرواية التي نُشرت في الثامن من حزيران عام 1949 على خلفية حرب شاملة أتت على الأخضر واليابس استبد الجوع والتعب واليأس على الناس، و أشارت إلى أن الرواية تعد وثيقة الصلة بعالمنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، وتمدنا بما نحتاجه لمواجهة معطيات هذا العالم.
وفي وقت كتابتها في أربعينيات القرن الماضي كان أحداث الرواية تدور «مستقبلا» و تحديدا عام 1984، حيث تراقبك شاشات التلفاز في كل مكان، والجميع يتجسس على الجميع وقد أدرك المؤلف حاجة الأنظمة القمعية باستمرار لخلق أعداء، ويبين لنا في الرواية كيف يُخلق هؤلاء الأعداء بأي شكل عبر تهييج الرأي العام من خلال الدعايات المستمرة.
وأكدت أن أكثر ما يرعب المرء في ذلك المشهد السقيم الذي صوره أورويل هو الاختزال الممنهج للغة، فالنظام هنا يعمل على محو كلمات وأفكار بعينها، وما تجسده من مشاعر، وعدوه الحقيقي هو الحقيقة نفسها فالطغاة يجهدون لتشويه الرؤية الحقيقية للعالم بحيث تصبح تلك الرؤية ضربا من المحال، وفي سبيل ذلك ينشرون السراب، والأفكار المضللة للتعمية على الواقع.