نظمت مؤسسة "التعليم فوق الجميع" ومؤسسة "صلتك"، سلسلة من الفعاليات الجانبية على هامش أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لتعزيز تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقد استخدمت المؤسستان، اللتان أسستهما صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، هذه الفعاليات رفيعة المستوى لتعبئة المجتمع الدولي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وجمعت هذه الفعاليات، أكثر من 400 من القادة والخبراء والشباب والأكاديميين، وسلطت الضوء على أهمية تمويل التعليم، والعمل عن بعد، والتعليم بشأن تغير المناخ، والذكاء الاصطناعي، في تزويد المجتمعات المهمشة والضعيفة في جميع أنحاء العالم بفرص لتحسين حياتهم، كما قدمت هذه الأحداث معا مساهمات كبيرة في النهوض بالعديد من أهداف التنمية المستدامة في البلدان النامية، بما في ذلك الهدف الرابع (التعليم الجيد)، والهدف الثامن (العمل اللائق والنمو الاقتصادي)، والهدف التاسع (الصناعة والابتكار والبنية التحتية)، والهدف الثالث عشر (المناخ).
مخاطر الذكاء الاصطناعي
وشملت الفعاليات التي نظمتها المؤسستان، فعالية حول "الدور المحفوف بالمخاطر للذكاء الاصطناعي في الجهود المبذولة لتوفير الوصول الشامل والمنصف إلى التعليم العالي للفئات الأكثر تهميشًا"، حيث استضافه برنامج "الفاخورة" التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، وصندوق قطر للتنمية، والمعهد الدولي للتعليم العالي، وكان من بين المشاركين، جامعة الأنديز (كولومبيا)، وجامعة روتجرز ومؤسسة شميدت فيوتشرز، والبرفسور جيفري ساكس من مركز التنمية المستدامة في كندا.
وخلال الجلسة، أعرب البروفيسور ساكس عن قلقه بخصوص تحديات التعليم العالمي، مبينًا أن أبرز هذه التحديات يكمن في نقص تمويل التعليم، حيث سلط الضوء على أزمة الأطفال الذين لا يكملون تعليمهم، وقد استدل بكلمات صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر: "التعليم فوق الجميع"، مشددًا على أهمية هذه الرسالة والاستثمار الكبير الذي يجب أن يوجه المجتمعات نحو التعليم كواحد من أعلى الأولويات.
وفي سياق متصل، استضاف برنامج أيادي الخير نحو آسيا (روتا) التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع ومؤسسة "صلتك"، فعالية حول "الاستثمار في تغير المناخ والتعليم من أجل مستقبل أكثر خضرة"، في 16 سبتمبر الجاري.
وشارك في هذه الفعالية المهندس أحمد محمد السادة وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي بوزارة البيئة والتغير المناخي، والسيد أيمن الشرقاوي مسؤول عن الاستراتيجية بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والسيد آصف صالح المدير التنفيذي لمؤسسة "براك"، والسيد بيرهغتون كاوما مدير مبادرة شبكة الحلول الشبابية، والسيدة ستيفانيا جيانيني المديرة العامة المساعدة لشؤون التعليم في اليونسكو، والسيد طه باوا الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة غودوول، وكيفن فراي الرئيس التنفيذي لمبادرة "جيل طليق" التابعة لمنظمة اليونيسف، والسيدة فيكي أريدي مدير برنامج الفرص الاقتصادية للشباب.
التثقيف المناخي
وقال السيد كيفن فراي من "اليونيسف"، خلال الفعالية: "إنه يجب أن يتمثل التثقيف المناخي في اتخاذ الشباب إجراءات ملموسة لمكافحة تغير المناخ"، مشددا على أن المعرفة ينبغي أن تكون محفزا يقودها الشباب في مكافحة تغير المناخ، فيما أكد السيد آصف صالح المدير التنفيذي لمؤسسة "براك"، على أنه في كل قائد شاب تكمن القدرة على إحداث التغيير.
وأوصت هذه الفعالية، على التأكيد على أهمية التمويل الشفاف للتثقيف في مجال تغير المناخ، ودعم وتمويل مجموعات الشباب المحلية ورواد الأعمال البيئيين، والسعي لخفض التكاليف المرتبطة بالأدوات التكنولوجية، فضلا عن تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وإشراك الشباب باعتبارهم أصحاب مصلحة رئيسيين في صنع القرار والسياسات المتعلقة بالتثقيف في مجال تغير المناخ، وتحديد الحلول المبتكرة التي تعترف بالمعارف المحلية والأصلية.
إلى ذلك، استضافت مؤسسة "صلتك" جلسة نقاشية رفيعة المستوى حول "إطلاق الإمكانيات: قوة العمل عن بعد في تمكين الشباب المهمشين ماديا"، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية والوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، حيث دعت الجلسة إلى الاعتراف وتعزيز فكرة العمل عن بعد والعمل الحر باعتبارهما فرصا مهنية مبتكرة ووظائف لائقة.
وشارك في المحاضرة الرئيسية للجلسة، السيدة سينثيا صامويل أولونجوان الممثل الخاص لمنظمة العمل الدولية لدى الأمم المتحدة، والدكتورة هبة أحمد المدير العام لصندوق التضامن الإسلامي للتنمية، والسيد آصف صالح المدير التنفيذي لمنظمة "براك"، والسيد ألكسندر بينهو المدير العالمي للأمم المتحدة والتنمية الدولية في مايكروسوفت.
الاستثمار في البنية التحتية
وأوصت الجلسة النقاشية بالتأكيد على أهمية العمل عن بعد وتشجيع تبنيه، وضرورة دعم المجتمعات المهمشة لتمكينها من الوصول إلى فرص العمل عن بعد، وحث القطاع الخاص على الاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا لتعزيز العمل عن بعد، والتأكيد على ضرورة وضع ضمانات أمنية للعمل عبر الإنترنت لضمان حماية البيانات والخصوصية.
من جهة أخرى، نظمت مؤسسة التعليم فوق الجميع جلسة نقاشية حول "الارتقاء بالتعليم باعتباره مكسبا لأهداف التنمية المستدامة"، وذلك في جناح أهداف التنمية المستدامة، حيث استعرض السيد فهد السليطي الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم فوق الجميع، الجهود التي يبذلها الشركاء لتحفيز وتمكين الشباب لتحقيق النجاح في عالم العمل المستقبلي، وسد الفجوة الرقمية باستخدام أدوات جديدة ومبتكرة لتعزيز تجربة التعلم، مما يعزز من قدرات الشباب على التكيف والتنقل في عالم يتسم بالتغير السريع.
وكان من بين المشاركين بهذه الجلسة، السيد ديفيد موينينا سينغيه رئيس وزراء سيراليون، وزير التعليم الأساسي والثانوي السابق، والرئيس المشارك للجنة الاستشارية رفيعة المستوى لقمة الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وتحويل التعليم، والسيد روبرت جينكينز المدير العالمي للتعليم وتنمية المراهقين في اليونيسف، والدكتور لويس بنفينيستي مدير قطاع الممارسات العالمية للتعليم بمجموعة البنك الدولي، والدكتورة هبة أحمد مدير عام صندوق التضامن الإسلامي للتنمية، والسيد ماركوس نيتو مدير برامج التمويل المستدام التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فيما أدار الجلسة النقاشية الدكتور أنطونينيس مانوس مدير التقرير العالمي لرصد التعليم بمنظمة اليونسكو.
وقد أكد المشاركون خلال الجلسة النقاشية على دور مؤسسة التعليم فوق الجميع وأهمية مساهمتها الدائمة في تعزيز التعليم بالعالم النامي، كما شددوا على الحاجة إلى حلول مبتكرة في تمويل التعليم، من خلال التعاون مع المجتمعات المحلية والقطاع الخاص، والبحث عن مصادر تمويل مبتكرة.
جدير بالذكر أن كل فعالية تضمنت نتائج واضحة سيمضي الشركاء بها قدما، كما سيتم عقد اجتماعات للمتابعة في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، وهو حدث يعقد كل سنتين لتعزيز الابتكار في التعليم، حيث سيعقد في الدوحة في 28 و29 نوفمبر 2023.