أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم، اليوم الثلاثاء، انسحاب الجزائر رسميًا بملف ترشحها من سباق تنظيم كأس أمم إفريقيا في عام 2025 و2027، وذلك عبر تصريحات رئيس "الفاف" الجديد، وليد صادي، في التليفزيون العمومي الجزائري، وكذلك وفق بيان رسمي نشرته الهيئة الكروية على موقعها الإلكتروني في اليوم ذاته.
وكانت أخبار انسحاب الجزائر من تنظيم البطولتين قد انتشرت في الساعات القليلة الماضية، عبر مختلف وسائل الإعلام، بعد أن كشف عنها المعلق الرياضي حفيظ دراجي، عبر تدوينات في حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
وحسبما كشفت عنه مصادر فإن أطرافًا من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قد تواصلت مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم لإقناعه بالعدول عن قرار الانسحاب، وعدم المضي في هذه الخطوة، إلا أن مسؤولي الاتحاد الجزائري تمسكوا بموقفهم.
واستلم رئيس الاتحاد الجزائري، وليد صادي، اليوم الثلاثاء، مهامه على رأس الاتحاد من الرئيس السابق جهيد زفيزف بمقر الفاف ليعلن بعدها مباشرة القرار الذي اتخذته الحكومة الجزائرية بالانسحاب من سباق تنظيم نسختي 2025 و2027.
وشملت قائمة الدول المترشحة لتنظيم "كان" 2025 كُلًّا من الجزائر، المغرب، زامبيا، بالإضافة إلى ملف ثنائي مشترك بين دولتي نيجيريا وبينين، فيما ضمّت قائمة الدول المترشحة لاستضافة "كأس أمم إفريقيا 2027" كُلًّا من الجزائر، والسنغال، وبوتسوانا، بالإضافة إلى ملف ثلاثي مشترك بين دول كينيا وتنزانيا وأوغندا.
وكانت الجزائر قد تقدمت بملف ترشحها لتنظيم كان 2025 الذي سُحِب من غينيا في آخر يوم من المهلة التي حددها الاتحاد الأفريقي. كما باشرت لجنةُ معاينةِ المرافق في الكاف زيارتها للدول المترشحة لتنظيم كأس الأمم الإفريقية في الخامس من يناير الماضي.
وفيما يلي، أبرز 3 أسباب مهمة دفعت الجزائر لسحب ملف ترشحها لتنظيم البطولة الإفريقية، وفقًا لبيان الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وكذلك استنادًا إلى مصادر خاصة:
التركيز على تصحيح المسار الكروي
كشف الاتحاد الجزائري لكرة القدم عبر بيان نشره عبر موقعه الرسمي، اليوم الثلاثاء، أن من بين الأسباب التي دفعت الجزائر لسحب ملف ترشحها هو العمل على إصلاح حال الكرة الجزائرية، خاصة بعد انتخاب رئيس الكاف الجديد وليد صادي، الذي يعول عليه لإصلاح المنظومة الكروية في البلد بالدرجة أولى.
كما يسعى رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي لتنظيم الهيئة الكروية واستعادة أمجاد الكرة الجزائرية سواء تعلق الأمر بالمنتخبات الوطنية أو الأندية والبطولة المحلية.
كما تستهدف الجزائر فتح صفحة جديدة والعمل على التتويج بالألقاب في السنوات القادمة، والعودة إلى الواجهة الأفريقية، كهدف أول ورئيسي.
وأبدت الجزائر جاهزيتها الكاملة لاحتضان مختلف البطولات الإفريقية من خلال تدشين العديد من الملاعب، واحتضان المسابقات القارية على غرار كأس أمم أفريقيا للمحليين وكأس أمم أفريقيا تحت 17 عامًا، إضافة إلى دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب العربية.
استمرار الفساد داخل أسوار "الكاف"
عاش الاتحاد الإفريقي في السنوات الأخيرة على وقع الفساد والشبهات التي شوّهت صورة الهيئة الإفريقية، حيث تعرض رئيس الاتحاد الإفريقي السابق الملغاشي أحمد أحمد إلى عقوبة الإيقاف لخمس سنوات من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب تأكد تورطه في قضايا فساد مالية.
وتلقى رئيس الكاف الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي العديد من الانتقادات في طريقة تسيير الهيئة الأفريقية واتهم في الكثير من المرات بعدم الشفافية في اتخاذ القرارات والانحياز لبعض الأطراف، حسب مصادر تحدثت إلى موقع winwin.
وتعرّض موتسيبي لانتقاداتٍ لاذعةٍ منذ توليه مهمة رئاسة الكاف من جانب العديد من الاتحادات الإفريقية ووسائل الإعلام، خاصةً بعد إعلانه عن خوض نهائي دوري أبطال إفريقيا 2022 في المغرب، رغم أن النهائي كان فيه احتمال كبير بتواجد فريق مغربي كطرف وهو ما حصل بالفعل.
ويعتقد المسؤولون في الجزائر أن الفساد مستمر في هيئة الاتحاد الإفريقي، وبالتالي فإن أغلب القرارات المُتخَذة من طرفه بعيدة عن الشفافية والنزاهة.
كشف التلاعبات في الاتحاد الإفريقي
شهدت الأشهر القليلة الماضية فشل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم السابق جهيد زفيزف في الحصول على عضوية في المكتب التنفيذي للكاف لصالح الليبي عبد الحكيم الشلماني.
وتغيب الجزائر عن هذا المنصب منذ عام 2017 في عهد الرئيس الأسبق للاتحاد الكروي محمد روراوة، الأمر الذي يبرز عدم تمكن "الكاف" من مجاراة معركة "اللوبيات" والكواليس والمصالح داخل الكاف.
كما كشفت مصادر أن هذه التلاعبات وضبابية الوضع داخل الكاف، دفعت الجزائر لاتخاذ قرار الانسحاب من تنظيم العرس الإفريقي، كخطوة منها لتوجيه رسالة تتعلق بكشف التلاعبات التي تحدث داخل مكاتب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم سواء على مستوى مكتبه التنفيذي أو لجانه المختلفة.
