أكدت دولة قطر أنها تولي اهتماما بالغا بتعزيز وحماية حقوق الطفل، مشددة على إيمانها بأن للتعليم دورا حيويا وأساسيا في حماية الأطفال.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته الشيخة المها بنت مبارك آل ثاني، سكرتير ثاني بالوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمام اللجنة الثالثة خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة حول بند تعزيز وحماية حقوق الطفل.
وأفاد البيان بأن دولة قطر تولي اهتماما بالغا بتعزيز وحماية حقوق الطفل، ويظهر ذلك جليا من خلال وضع دولة قطر لعدد كبير من التشريعات القانونية، واتخاذ التدابير والإجراءات الإدارية والعملية في العديد من المجالات على المستوى الوطني، والإقليمي والدولي وبما ينسجم مع رؤية دولة قطر الوطنية 2030، والتزاماتها نحو اتفاقية حقوق الطفل والتي انضمت لها عام 1992، وصادقت عليها سنة 1995، مضيفًا أن دولة قطر أنشأت الآليات المناسبة المعنية بحقوق الطفل، ومنها مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي (أمان)، تحت مظلة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي والذي يهدف لرفع الوعي بحماية الطفل وبناء القدرات المؤسسية في هذا المجال.
وشدد على إيمان دولة قطر بأن للتعليم دورا حيويا وأساسيا في حماية الأطفال، وتمكينهم من إدراك حقوقهم والتحول إلى صناع للقرار، من خلال بناء القدرات اللازمة لحصولهم على فرص العمل في المستقبل، لذلك أنشأت دولة قطر نظاما تعليميا يعد من الأنظمة المتطورة جدا في العالم ووفقا للبنك الدولي، بلغ الإنفاق التعليمي في قطر للعام 2019 حوالي 3.3 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي، وهو أحد أعلى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تم تخصيص حوالي 19.2 مليار ريال قطري (5.3 مليار دولار) لقطاع التعليم من الميزانية، وهو ما يمثل حوالي 9.3 بالمئة من إجمالي النفقات خصصت لقطاع التعليم، ومؤسسات رعاية الأطفال.
قطر تدعم جهود تعزيز وحماية حقوق الأطفال في التعليم
وأشار البيان أيضا إلى دعم دولة قطر جهود تعزيز وحماية حقوق الأطفال في التعليم، من خلال العديد من المبادرات الحكومية ومبادرات مؤسسات المجتمع المدني في دولة قطر وتوفير فرص التعليم الجيد للأطفال سواء المواطنين أو المقيمين.
وفيما يخص تعزيز حماية الأطفال، أفاد البيان بأن دولة قطر لم تغفل دور التطور التكنولوجي وما يقدمه من فرص في المجال الرقمي للتعليم وتعزيز حماية حقوق الأطفال، وفي هذا المجال أطلقت المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، تطبيق "ساعدني" عام 2018، ليكون أول خدمة إلكترونية للأطفال تمكنهم من طلب المساعدة عبر الجوال عند تعرضهم للأذى.
وعلى صعيد التعاون الإقليمي والدولي، أشار البيان إلى أن اهتمام دولة قطر بالتعليم لا يقتصر على توفير هذا الحق لمواطنيها والمقيمين فحسب، حيث نفذت دولة قطر مبادرات دولية وإقليمية، تهدف لتوفير التعليم الجيد لملايين الأطفال الذين حرموا بسبب الفقر، والنزاعات المسلحة، وانعدام الأمن، والكوارث، ومن ضمن هذه المبادرات على سبيل المثال، برنامج "حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن" الذي يعد عضوا مؤسسا في التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات، وبرنامج "علم طفلا" الذي نجح كمبادرة غير مسبوقة في إلحاق 10 ملايين طفل بمقاعد الدراسة عن طريق تنفيذ أكثر من 65 مشروعا في 50 بلدا، بالشراكة مع 82 شريكا عالميا.
قطر تعتز بشراكتها الوطيدة مع مكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والنزاع المسلح
وعبر البيان عن اعتزاز دولة قطر بشراكتها الوطيدة مع مكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والنزاع المسلح، واستضافة مركز التحليل والتوثيق الخاص بهم في الدوحة، مع توفير الدعم المالي للمركز للسنوات 2018 - 2023 ، وكذلك شراكة الدولة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج، التي أسهمت في إنقاذ حياة الأطفال والدفاع عن حقوقهم ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم، ومن بينها افتتاح مكتب اليونيسف في بيت الأمم المتحدة في الدوحة في مارس الماضي، بالإضافة إلى الشراكة التي امتدت لعشر سنوات بين اليونيسف ومؤسسة التعليم فوق الجميع القطرية التي حققت تحولا كبيرا في حياة أكثر من خمسة ملايين طفل وشاب في 17 دولة، وذلك من خلال البرامج المشتركة بينهما والتي عكسها معرض "عقد من الأحلام" الذي عقد بالشراكة مع اليونيسف في بيت اليونيسف في نيويورك في 13 سبتمبر 2023 وذلك احتفالا بمرور عشر سنوات فاعلة ومثمرة نجحت في تغيير مسار حياة ملايين الأطفال حول العالم، فضلا عن تحقيق تقدم عالمي نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، خصوصا الهدف الرابع الذي يتعلق بالتعليم الجيد والشامل للجميع.
وأشار البيان كذلك إلى الشراكة الاستراتيجية التي وقعت عام 2021، بين صندوق قطر للتنمية، ومجموعة "أريد" للاتصالات بدولة قطر، واليونيسف والتي تهدف إلى تحويل حياة ملايين الأطفال حول العالم ومساعدتهم على التعافي بعد جائحة "كوفيد- 19".