أكد سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، ستسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في المجالات كافة.
وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن زيارة سمو الأمير المفدى "حفظه الله" إلى ألمانيا، مع ما يصحبها من مباحثات ولقاءات، ستدفع العلاقات القطرية الألمانية نحو مزيد من التقدم والارتقاء، وستساهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بشكل أكبر وبالصورة التي تحقق الفائدة والنفع للبلدين وللشعبين الصديقين في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة.
السفير القطري: الزيارة تستقطب اهتمامًا فائقًا بين الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية الألمانية
وأضاف أن الزيارة تستقطب اهتماما فائقا بين الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية الألمانية، كونها ستكرس مجددا أهمية الاستراتيجية التي تنتهجها دولة قطر في انفتاحها على المحيط السياسي العالمي من خلال توطيد علاقات التعاون والشراكة السياسية والاقتصادية مع الدول الكبرى.
نصف قرن من العلاقات
وأشار إلى أن زيارة سموه تتزامن مع ذكرى مرور 50 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية القطرية الألمانية.. وقال "بالنظر إلى متانة العلاقات الاقتصادية والتجارية المزدهرة بين البلدين، نجد أن قطر أصبحت شريكا مهما بالنسبة لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط".
#قنا_انفوجرافيك |
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) October 11, 2023
سفير دولة #قطر لدى #ألمانيا لـ #قنا: زيارة سمو الأمير تسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدينhttps://t.co/E4r8UAkeLu pic.twitter.com/5GOcWYAt5O
واستطرد قائلا: "تكتسب زيارة سموه في هذه المرحلة بالذات، أهمية بالغة في تعزيز العلاقات الثنائية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون والشراكة التجارية والاستثمارية بين البلدين، بالإضافة إلى توسيع الآفاق في بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يعود بالنفع على شعبي البلدين الصديقين".
العلاقات بين البلدين شهدت خلال السنوات القليلة الماضية مزيدًا من التوافق السياسي والتكامل الاقتصادي
وأكد أن العلاقات بين البلدين شهدت خلال السنوات القليلة الماضية، مزيدا من التوافق السياسي والتكامل الاقتصادي، وساهمت في توطيد أواصر التعاون بما يضمن تعزيز الأمن والاستقرار عبر الالتزام بقيم السلام والعدالة العالمية.
واعتبر سعادته توقيع دولة قطر وألمانيا هذا العام مذكرة التفاهم بشأن إقامة الحوار الاستراتيجي بين البلدين، خطوة مهمة لتعزيز العلاقات القائمة بينهما من جهة، ولتنسيق وتكثيف الجهود الرامية لمناقشة ملفات الطاقة وسبل التعاون من جهة أخرى.
فرص جديدة
كما أكد أن المذكرة تعبر عن رغبة الجانبين في خلق فرص جديدة للارتقاء بالعلاقات في مختلف المجالات كالطاقة والبيئة والتعليم والأمن.. مضيفا "يمكن القول إن المذكرة ستساهم، بما لا شك فيه، بتحسين التفاهم المتبادل وتوطيد التعاون في مجموعة متنوعة من المجالات التي تهم الطرفين".
وتابع: "تشتمل دلالات توقيع مذكرة الحوار الاستراتيجي بين قطر وألمانيا، على رغبة الطرفين كذلك في تعزيز التجارة والاستثمار في مجال الطاقات المتجددة، وزيادة التعاون في مجال التكنولوجيا الرقمية والابتكار والثقافة والرياضة والرعاية الصحية، وغيرها من الفرص المتاحة لتحقيق المصالح المشتركة".
العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت نموًا وازدهارًا ملحوظين خلال العقود الخمسة الماضية
ونوه سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت نموا وازدهارا ملحوظين خلال العقود الخمسة الماضية، حتى أصبحت دولة قطر واحدة من أهم الشركاء الدوليين لألمانيا.. وقال "أدى التعاون الاقتصادي وارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين، إلى تنامي الأنشطة الاستثمارية في عدة قطاعات، الأمر الذي عزز جسور التعاون المتبادل، وفتح نافذة للبحث عن فرص جديدة للشراكة".
الاستثمارات القطرية في كبرى الشركات الألمانية بلغت حتى الآن 25 مليار يورو
وأفاد في هذا السياق، بأن الاستثمارات القطرية في كبرى الشركات الألمانية بلغت حتى الآن 25 مليار يورو، حيث تعد قطر أكبر مساهم في مجموعة "فولكسفاغن" العملاقة لصناعة السيارات بحصة تبلغ 9 مليارات دولار، وبحصة تبلغ 21% في شركة "سمينز" الرائدة، المتخصصة في مجال الطاقة والإلكترونيات بما في ذلك الرعاية الصحية والبنية التحتية.
وأشار إلى امتلاك قطر حصة تساوي 6.1% في "دويتشه بنك" أحد أهم البنوك العالمية المعروفة بدورها الريادي في الاستثمارات والصفقات العالمية الكبرى، كما تستحوذ على حصة قدرها 49% من شركة "سولار وورلد" لصناعة تكنولوجيا الألواح الشمسية والتي تصنف كإحدى أكبر الشركات العالمية في هذا المجال.
استثمارات قطرية
ونوه سعادة سفير الدولة لدى ألمانيا إلى أن الاستثمارات القطرية لا تقتصر على الشركات العاملة في القطاع الصناعي والتكنولوجي فحسب، بل امتدت إلى قطاع الشحن عبر الاستثمار في شركة "هاباج لويد" إحدى أكبر شركات الشحن في العالم، إلى جانب امتلاكها حصة في شركة "هوكتيف" التي تعد شركة الإنشاءات الأكبر في البلاد، كما تستثمر في مجموعة إمدادات الطاقة "ار دبليو أي - RWE AG"، إحدى أكبر منتجي الطاقة المتجددة على مستوى العالم، بمبلغ 2.4 مليار يورو.
وعن حجم التبادل التجاري بين قطر وألمانيا، ذكر سعادته أنه وصل إلى أكثر من ملياري دولار العام الماضي، وحقق أكثر من 1.3 مليار دولار للعام الجاري وفقا للبيانات المتوفرة حتى شهر أغسطس.. وتوقع أن يتجاوز ملياري دولار في نهاية العام.
واختتم سعادة سفير دولة قطر لدى ألمانيا تصريحه لوكالة الأنباء القطرية “قنا” بالإشارة إلى الجهود التي بذلتها الدولة على مدار العقود الخمسة الماضية، في تعزيز علاقاتها وشراكاتها بالتوازي مع دورها المحوري في تعزيز السلام والتنمية إقليميا وعالميا، وذلك من خلال المشاركة الفعالة في كافة الجهود الرامية لمواجهة التحديات وتخفيف حدة التوترات في العلاقات الدولية.. وقال "لطالما حرصت قطر على تعزيز التفاهم من خلال الحوار البناء بين الحضارات، والترويج لقيم التسامح والإخاء ما بين الأديان والثقافات".