برعاية وحضور سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية، قائد قوة الأمن الداخلي (لخويا)، افتتحت بالدوحة اليوم أعمال مؤتمر المجموعة الاستشارية الدولية لفرق البحث والإنقاذ "انسراج"(INSARAG) التابعة للأمم المتحدة، والذي يعقد على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 90 دولة.
وحضر افتتاح المؤتمر كل من سعادة السيد عبد الله بن محمد الخليفي رئيس جهاز أمن الدولة، وسعادة السيد جاسم بن سيف بن أحمد السليطي وزير المواصلات، وسعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة، وسعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري مدير عام صندوق قطر للتنمية، والسيدة ليزا دوتن مديرة التمويل الإنساني وتعبئة الموارد من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، وعدد من السادة المسؤولين والضيوف والمختصين في مجالي البحث والإنقاذ.
موضوعات المؤتمر
ويناقش المؤتمر، الذي تنظمه قوة الأمن الداخلي لخويا، العديد من الخطط والتطبيقات المستقبلية التي تتعلق بآلية الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ المعقدة وتحديات الوصول والأزمات، إلى جانب التأهب والاستجابة للكوارث من أجل إنقاذ المزيد من الأرواح والحد من النتائج السلبية في ضوء التداعيات التي أفرزتها كارثة تركيا وسوريا.
كما يسلط المؤتمر الضوء على المعالم الرئيسة لاستجابة البحث والإنقاذ في المناطق الحضرية، مع عرض التحليلات الأساسية للاستجابة ومشروع التوصيات والدروس المستفادة من حيث ضمان المعايير والجودة وغيرها من القضايا.
العقيد مبارك الكعبي: المؤتمر يعلب دورا في تعزيز الخطط والتطبيقات المستقبلية التي تساهم بسرعة الاستجابة في تقديم عمليات البحث والإنقاذ
وخلال الجلسة الافتتاحية، رحب العقيد الركن مبارك شريدة الكعبي الرئيس الإقليمي لأوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط للمجموعة الاستشارية للبحث والإنقاذ لعام 2023، بأصحاب السعادة الوزراء والمسؤولين والسادة المشاركين من دول العالم المختلفة، مشيرا إلى الدور الذي سيلعبه المؤتمر في تعزيز الخطط والتطبيقات المستقبلية التي تساهم بسرعة الاستجابة في تقديم عمليات البحث والإنقاذ والمساعدات الإنسانية.
كما توجه بالشكر للوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة لجهودها المتواصلة في تقديم الدعم لعمليات البحث والإنقاذ التي تضطلع بها المجموعة الاستشارية الدولية.
خليفة الكواري: قطر حريصة على تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الكوارث والنزاعات بمشاركة منظمات الأمم المتحدة المعنية
بدوره، أكد سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري، مدير عام صندوق قطر للتنمية، حرص دولة قطر على تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الكوارث والنزاعات بمشاركة منظمات الأمم المتحدة المعنية.
وأشار إلى الدروس المستخلصة من الاستجابة العاجلة لدولة قطر للزلزال الأخير الذي حدث في تركيا، والتي من أهمها ضرورة تكثيف التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من الجهات الدولية المانحة ومؤسسات الأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الأخرى، وتطوير إجراءات التمويل الاستباقي اعتمادا على التوقعات العلمية للكوارث.
شراكات مهمة
كما أشار سعادة السيد الكواري في هذا السياق إلى أهمية إقامة شراكات عبر عقود إطارية مع الموردين، فضلا عن تخصيص لجنة داخلية دائمة الانعقاد للاستجابة للكوارث.
ومن جهتها، أوضحت السيدة ليزا دوتن، مديرة التمويل الإنساني وتعبئة الموارد من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أن الغرض من هذا المؤتمر يتمثل في الوصول إلى اتفاق بشأن المقترحات والدروس المستفادة التي تم الوقوف عليها، بهدف وضع استراتيجيات مشتركة وخطط عمل للمجموعة الاستشارية الدولية.
يشار إلى أن استضافة دولة قطر لهذا المؤتمر الدولي تأتي تقديرا للدور الحيوي الذي اضطلعت به مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية بالاستجابة السريعة لعدد من الكوارث حول العالم، حيث اختارت المجموعة الاستشارية الدولية دولة قطر رئيسا إقليميا لفرق البحث والإنقاذ من إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط لعام 2023.
ويندرج المؤتمر ضمن أجندة المجموعة الاستشارية الدولية للوقوف على التجارب المستخلصة من الأحداث والكوارث التي وقعت في مناطق مختلفة من العالم، وما نجم عنها من خسائر بشرية ومادية، ما يحتم ضرورة استخلاص الدروس المستفادة وتقييمها لما بعد الكارثة، خصوصا بعد كارثة زلزالي تركيا وسوريا.
مجموعة البحث والإنقاذ
وتضم المجموعة الدولية الاستشارية للبحث والإنقاذ أكثر من 90 دولة ومنظمة تحت المظلة الأممية، وتعتمد في أنشطتها على قرار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة الصادر في ديسمبر 2002، والداعي إلى دعم المردودية والتنسيق الخاصين بالمساعدة الدولية في مجال البحث والإنقاذ بالمناطق العمرانية.
وقد أوكلت إلى المجموعة العديد من المهام، ومن أهمها التأهب والاستجابة للكوارث، وبالتالي إنقاذ المزيد من الأرواح والحد من النتائج السلبية، فضلا عن وضع معايير لفرق البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية، ومنهجية للتنسيق الدولي في الاستجابة للزلازل، وذلك بناء على إرشادات المجموعة التي حددتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وشهد عمل مجموعة انسراج خلال كارثة الزلزال في تركيا وسوريا تطبيقا عمليا لتلك المهام وفق أنظمة وقواعد متفق عليها دوليا لصالح تعاون مستديم بين الفرق الوطنية للبحث والإنقاذ بالمناطق العمرانية العاملة في الساحة الدولية، لا سيما في ظل التغيرات المناخية العالمية التي تؤذن بكوارث مثل الفيضانات والزلازل، والتي يجب الاستعداد لها جيدا وبمرونة عالية.