تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بدأت اليوم، أعمال المؤتمر الدولي السادس لريادة الأعمال الذي تنظمه جامعة قطر ممثلة بمركز الريادة والتميز المؤسسي في كلية الإدارة والاقتصاد تحت شعار "من أجل الاستدامة والتأثير: مواجهة التحديات الكبرى لمستقبل مستدام".
ويعتبر هذا المؤتمر أحد أهم المؤتمرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكونه منصة يجتمع فيها العديد من الباحثين والخبراء المهتمين بريادة الأعمال والابتكار، وبحوث التميز المؤسسي والتعليم وخبرة العمل.
وحضر افتتاح المؤتمر سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، وسعادة الدكتور عبدالله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية.
ويهدف المؤتمر لتعزيز التعاون البحثي وتبادل الخبرات في ممارسات ريادة الأعمال والابتكار، ووضع السياسات التي تعالج التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وزير التجارة والصناعة: المؤتمر منصة هامة تجمع صناع القرار والخبراء ورواد الأعمال
وأكد سعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة في كلمته التي افتتح بها المؤتمر، أن هذا المؤتمر يعتبر منصة هامة تجمع صناع القرار والخبراء ورواد الأعمال والباحثين المهتمين بريادة الأعمال والابتكار بهدف تبادل الخبرات والتجارب وفهم أبعاد المرحلة المقبلة والتعرف على أفضل الممارسات واستكشاف حلول وبدائل مبتكرة لمساعدة رواد الأعمال على بدء وتوسيع نطاق مشاريعهم، وتعزيز مرونة ممارسة الأعمال ومواجهة التحديات من أجل مستقبل مستدام، خصوصا أن المؤتمر يمثل جسرا للتواصل بين الباحثين ومجتمع الأعمال لخلق تعاون مثمر وتعزيز دور التكنولوجيا في ريادة الأعمال.
ونوه سعادته إلى أن المؤتمر يمثل فرصة لإطلاق مبادرات استثمارية لدعم ريادة الأعمال في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن عقده يتزامن مع تنظيم معرض "إكسبو 2023 الدوحة" للبستنة، والذي يشهد مشاركة دولية واسعة ونجاحا باهرا، ويركز على قضايا الأمن الغذائي والابتكار والتقنية الزراعية وتقنيات مكافحة التصحر والتغير المناخي، وهي مجالات واعدة لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة لابتكار مشاريع مستدامة تكون لها بصمة وأثر إيجابي في المجتمع.
وأكد سعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني، أن وزارة التجارة والصناعة تولي أهمية كبيرة لدعم وتشجيع قطاع ريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، نظرا لدورها الأساسي في التنويع الاقتصادي والنمو التجاري والصناعي، وذلك وفقا لرؤية قطر الوطنية 2030.
وأشار سعادته في سياق متصل إلى أن وزارة التجارة والصناعة أطلقت العديد من المبادرات والمشاريع المبتكرة لدعم هذا القطاع، وتوفير بيئة تشريعية جاذبة من خلال تحديث القوانين والتشريعات، مضيفا القول "ونحن نعمل على توسيع القدرات الإبداعية وترسيخ ثقافة ريادة الأعمال وتعزيز الاستقرار والاستدامة.. ونسعى لجعل قطاعنا الخاص أكثر ديناميكية ومساهمة في الاقتصاد الوطني".
وأعرب سعادة وزير التجارة والصناعة في ختام كلمته عن تطلعه إلى أن تسهم مخرجات هذا المؤتمر في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال ريادة الأعمال، وترجمة الأبحاث العلمية إلى حلول عملية لمعالجة التحديات التي قد تواجه هذا القطاع، وضمان ربط الأبحاث بحاجات المجتمع، بما يخدم الأهداف الاستراتيجية ورؤية قطر الوطنية في اقتصاد متنوع ومستدام، مثمنا التعاون القائم بين وزارة التجارة والصناعة وجامعة قطر في هذا المجال، بما يساهم في إثراء مناخ ريادة الأعمال بالدولة ويحقق المصلحة العامة.
عمر الأنصاري: المؤتمر يناقش التحديات الكبرى من أجل مستقبل مستدام
وقال الدكتور عمر الأنصاري رئيس جامعة قطر في كلمته بالجلسة الافتتاحية : إن هذا المؤتمر السنوي الذي تقيمه الجامعة في مجال الاستدامة وريادة الأعمال، يركز هذا العام على مناقشة التحديات الكبرى من أجل مستقبل مستدام.
وبين أنه لا يخفى على أحد ما يواجه العالم في الوقت الحاضر من تحديات متعددة مثل تغير المناخ، ونقص الموارد، وصعوبات ضمان استمرارية سلاسل التوريد، وعدم تحقيق المساواة الاجتماعية، وعدم الاستقرار في مناطق كثيرة من العالم، وغيرها من التحديات التي تتطلب حلولا عاجلة وأخرى بعيدة المدى تعالج أسباب تلك المشكلات من أجل الوصول إلى عالم مستقر مستدام.
ولفت إلى أن ذلك لن يتأتى من أفكار تقليدية، بل يحتاج أفكارا مبتكرة تعالج أصول تلك المشكلات وتقترح حلولا دائمة ومتجددة قادرة على تحويل المشكلات إلى فرص، ومن ثم يأتي دور المبدعين والرياديين بوصفهم مصدر إلهام وتأثير، يسعون لتقديم حلول وابتكارات جديدة لهذه المشكلات.
ونوه الدكتور الأنصاري إلى أنه في ظل رؤية دولة قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والبيئية للدولة في السنوات المقبلة، فإن دور رواد الأعمال والمبتكرين يمثل أحد الركائز الأساسية لتحقيق هذه التنمية وبناء اقتصاد مستدام، والإسهام في التحول إلى اقتصاد المعرفة، وامتلاك القدرة على تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع رائدة تتكامل مع غيرها في توفير مستلزمات الرؤية الوطنية والنهضة الشاملة.
ولفت إلى أنه من هنا تبرز أهمية هذا المؤتمر وأمثاله، لكونه يمثل أحد المبادرات المهمة لدعم الاستدامة ومعالجة التحديات الكبرى، من خلال جملة من الموضوعات التي سيعرضها ويناقشها.
وأوضح رئيس جامعة قطر في كلمته أن الجامعة قد بدأت من خلال مركز الريادة والتميز المؤسسي في كلية الإدارة والاقتصاد، تنظم هذا المؤتمر سنويا منذ عام 2014، ما عدا فترة تأثرنا بجائحة كورونا، مضيفا أنه في كل نسخة منه تناقش موضوعات كثيرة وتطرح أفكار جديدة متميزة.
وأشار إلى أنه ستناقش خلال أيام هذا المؤتمر الثلاثة القادمة مجموعة متنوعة من المواضيع المتعلقة بالاستدامة والتأثير، يشارك فيها خبراء وباحثون من قطر ودول عربية وعدد من دول العالم فيما سيتضمن المؤتمر جلسات لمتحدثين رئيسين وباحثين في مجال ريادة الأعمال والاستدامة، إضافة إلى عقد حلقات نقاشية عدة، وعرض أكثر من 200 ورقة بحثية لباحثين من جميع أنحاء العالم.
وذكر أنه من خلال هذه المناقشات والأبحاث التي ستعرض، سيسهم المؤتمر في وضع توصيات لصانعي القرار وتعزيز جهود الدولة نحو الاستدامة عامة، وفي تطوير مجال ريادة الأعمال والابتكار خاصة، وسيكون لهذا الجهد الإيجابي تأثير كبير في بناء اقتصاد وطني مستدام.
وأعرب عن أمله في أن يخرج المؤتمر بنتائج وتوصيات يمكن أن تفتح آفاقا واسعة وفرصا جديدة تؤدي إلى ولادة مشروعات متميزة، وأن يسهم بمناقشاته وأوراقه البحثية في نشر الوعي والمعرفة لدى قطاعات المجتمع المختلفة، لتحقيق الرفاهية للإنسان والاستدامة لكوكبنا.
رنا صبح: أردنا لهذا المؤتمر أن يجمع بين الأكاديميين وأصحاب المصلحة
واستعرضت الدكتورة رنا صبح، عميد كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر من ناحيتها الفرص العديدة في قطاع ريادة الأعمال وضرورة مواجهة التحديات المرتبطة بها، حتى خارج الأكاديميات، ومنها حلول أكاديمية وتطبيقية فعلية ورائدة.
ونوهت إلى أن كلية الإدارة والاقتصاد توجهت نحو نهج أكثر شمولية في التعليم، يحقق التوازن بين تحقيق الربح وإضافة قيمة اقتصادية وبين التأثير البيئي والاجتماعي الإيجابي، مشيرة إلى أنه ونظرا لهذا التحدي، لابد من التساؤل حول ما إذا كانت كليات إدارة الأعمال تستطيع أن تحدث تأثيرا من خلال العمل ضمن حدود مؤسستها فقط، وما إذا كان باستطاعتها أيضا إحداث فرق حقيقي من خلال مناقشة النظريات ونتائج الأبحاث وما إلى ذلك دون التعاون مع الشركاء من خارج الأوساط الأكاديمية، مؤكدة في سياق متصل الحاجة إلى التعاون مع شركاء من عالم الأعمال وصانعي السياسات ومتخذي القرارات، وقالت إنه من هذا المنطلق "أردنا لهذا المؤتمر أن يجمع بين الأكاديميين وأصحاب المصلحة من خارج الأوساط الأكاديمية".
ونوهت إلى إطلاق كلية الإدارة والاقتصاد لتحالف كليات إدارة الأعمال من أجل الاستدامة، والذي سيضم كليات إدارة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرة إلى أهمية هذا التحالف وتأثيره على مستقبل استدامة الأعمال في المنطقة.
كما دعت لدعم المعرفة باعتبارها هدفا ساميا نحو الوصول إلى الاستدامة، وإطلاق المبادرات والأفكار الملهمة والخلاقة وبطريقة كونية غير تقليدية، لأجل مستقبل مستدام للأجيال القادمة والتصدي لمشاكل وتحديات التغيرات المناخية والاستدامة وتوازن المناخ وتحقيق ريادة إدارة الأعمال والتطور.
ستيفاني رامبلر: أجندة عام 2023 ستكون طموحة مع توفر الكثير من الفرص
أما السيدة ستيفاني رامبلر من إدارة الاقتصاد والشؤون الاجتماعية بالأمم المتحدة فتحدثت من جانبها عن أهمية تمهيد الطريق في مواجهة التحديات وإعادة الالتزام بأجندة 2030 الدولية وإيجاد حلول فعالة لتحديات الاستدامة والتعليم ونقص الغذاء والنمو الاقتصادي والتغير المناخي ومكافحة الفقر.
ورأت أن أجندة العام 2023 في هذا السياق ستكون طموحة مع توفر الكثير من الفرص ذات العلاقة مع ضرورة أن يتحد الجميع لتذليل وتخطي الصعاب التي تقف في وجه تحقيق الاستدامة ومراعاة الاتزان والعدل الاجتماعي في التصدي للفقر في المجتمعات.
كما تحدثت عن التحديات المتعلقة بالإنتاج والطاقة والطاقة المتجددة والمدن المستقبلية والمياه والتعليم، وضرورة التوصل إلى حلول فعالة فيما يتعلق بريادة الأعمال أيضا، بما في ذلك الحلول التقنية والمعلوماتية الواضحة، داعية الجميع إلى المساهمة عبر إيجاد أفكار جديدة تدعم قطاع ريادة الأعمال والاستثمار والبنية التحتية وغيرها، مع أهمية توفر الموارد الاقتصادية والدعم المالي.
ويناقش المؤتمر الذي يصاحبه معرض متخصص على مدى أيامه الثلاثة، محاور عدة تتعلق بقضايا تغير المناخ، وندرة الغذاء والمياه، وعدم المساواة الاجتماعية، وانعدام أمن الطاقة، والتخفيف من آثار المناخ، وأهداف التنمية المستدامة والرقمنة والتقنيات التخريبية، والمشاريع الاجتماعية، والصناعة، والمدن الذكية، وعلم أصول تدريس الاستدامة، والاستثمار المستدام، والصمود في مواجهة الأزمات، وغيرها من القضايا ذات الصلة.
كما يهدف إلى توفير فرص التواصل للباحثين لإيصال نتائجهم المتعلقة بالخبرات العملية، بالإضافة إلى إقامة تعاون بحثي بين الأكاديميين ومجتمعات الأعمال لمعالجة المشكلات والتحديات الكبرى من أجل مستقبل مستدام والعمل كمنصة تعريفية للباحثين من جميع أنحاء العالم بمجتمع الأعمال، والبحث العلمي، وكذلك البنية التحتية للاستدامة في دولة قطر.