انطلقت اليوم فعاليات ملتقى "كتارا للخط العربي"، التي تضمنت تنظيم باقة من الأنشطة الثقافية الخاصة بالخط العربي.
وضمن فعاليات الملتقى، نظمت جلسة نقاشية تحت عنوان "تاريخ الخط العربي وتطوره عبر العصور"، بمشاركة الباحث الدكتور علي عفيفي، والخطاط يوسف شلار، وأدارها الكاتب الإعلامي صالح غريب.
وأقيم على هامش الملتقى معرض فني، ضم عددا من أعمال الخطاط يوسف شلار، وتجسدت فنون الخط العربي من خلال نماذج للوحة الكلاسيكية، حبر على ورق، ولوحات الكانفاس القماشية بألوان الإكريليك، يمتزج فيها الفن التشكيلي مع الخط العربي، بالإضافة إلى اللوحة الرقمية التي تمتزج فيها الفنون التراثية بالتكنولوجيا.
تاريخ الكتابة في الحضارات القديمة
واستهل الدكتور علي عفيفي الندوة باستعراض تاريخ الكتابة في الحضارات القديمة والسيرورة التاريخية للخط العربي، وصولا إلى العصور الحديثة، مشيرا إلى أنه رمز من رموز الهوية العربية والإسلامية المتجددة، ويمثل الحضارة الإسلامية في أبعادها المكانية والزمانية، حيث تتمحور حوله الفنون والزخرفة والنقوش.
بدوره استعرض الخطاط يوسف شلار في مداخلته رحلة الخط العربي في أبعادها الفنية والأسلوبية والجمالية في العصور المتعاقبة، مبينا الفرق بين الكتابة كوسيلة للتدوين والخط كفن من الفنون، ملقيا الضوء على تجارب أبرز الخطاطين الذين أسهموا في تطوير هذا الفن.
ونوه الخطاط يوسف شلار، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، بالملتقى كتتويج لجهود المؤسسات الثقافية المهتمة بالخط العربي، واحتفاء بمكانة الخط العربي وتطوره، ليصبح فنا عالميا يعبر عن هويتنا العربية والإسلامية، مشيرا إلى السعي من خلال هذه الفعاليات لرفع الذائقة الجمالية لدى الجمهور، وتثقيف المجتمع بهذا الفن العربي الأصيل، الذي عبر عن أهم الأشكال البصرية التي ترتبط بهويتنا وثقافتنا.
بدوره، أوضح الكاتب والإعلامي صالح غريب، في تصريح مماثل لـ"قنا"، أن انطلاق ملتقى كتارا للخط العربي يأتي في إطار اهتمام دولة قطر بالخط العربي وتجسيده على أرض الواقع في المعارض والمباني والميادين، والجهود الرامية لتعزيز دوره كمكون ومعبر عن هويتنا القطرية العربية والإسلامية، حيث هناك عدد من الخطاطين في دولة قطر يقدمون تجاربهم المتميزة لرفد الموضوع والهدف.
أهداف ملتقى كتارا للخط العربي
الجدير بالذكر أن المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" أطلقت ملتقى كتارا للخط العربي؛ بهدف إثراء المشهد الحضاري والثقافي، وتكريس الهوية الثقافية والإبداعية، حيث سيعقد الملتقى شهريا لمناقشة جملة من الموضوعات المتعلقة بفن الخط العربي والفنون الإسلامية المرتبطة به، ومن أجل تسليط الضوء على الإبداعات والأفكار والابتكارات التي تتعلق بهذا الفن الأصيل، وإبرازه بوصفه فنا قائما بذاته يعكس ثراء الثقافة العربية والإسلامية، ويرمز إلى هويتنا وإرثنا الثقافي والحضاري، ويرتبط بشكل وثيق بلغتنا العربية.