لمواكبة التقنيات الحديثة والتحول الرقمي وإقامة حوار علمي هادف يناقش دور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في قطاع الإبل، انطلقت اليوم أعمال مؤتمر تكنولوجيا الإبل الأول في العالم "كمل تك"، الذي نظمه نادي قطر لمزاين الإبل التابع لوزارة الرياضة والشباب، وبالشراكة مع المنظمة الدولية للإبل.
المؤتمر الذي أقيم في الدوحة وحضره سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الرياضة والشباب، ومجموعة من الجهات الدولية والإقليمية والخبراء الدوليين والمتخصصين وملاك الإبل والشركات الربحية وغير الربحية بمختلف التخصصات ومراكز البحث والجامعات، يهدف إلى التعرف على آخر التقنيات الحديثة في قطاع الإبل والعمل على تطويرها والاستفادة منها، فضلا عن فتح مجالات البحث لوضع حلول تقنية للمشكلات التي تواجه القائمين على رياضة الإبل.
واستعرض المؤتمر الدولي خلال جلساته النقاشية عددا من الأبحاث العلمية المرتبطة بمجالات استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في قطاع الإبل، فضلا عن تبادل الأفكار ووضع الآلية لتعزيز التنسيق والتعاون حول استخدامات تقنية الذكاء الاصطناعي في تربية ورعاية الإبل، ومشاركة أحدث ما توصلت إليه الأبحاث والابتكارات في مجالات تكنولوجيا قطاع الإبل.
العذبة: المؤتمر يهدف إلى التعرف على آخر التقنيات الحديثة في قطاع الإبل
وقال السيد حمد جابر العذبة رئيس نادي قطر لمزاين الإبل، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، إن المؤتمر الذي ينظم لأول مرة على مستوى العالم في دولة قطر، يهدف إلى التعرف على آخر التقنيات الحديثة في قطاع الإبل والعمل على تطويرها والاستفادة منها، إضافة إلى فتح مجالات البحث لوضع حلول تقنية للمشكلات التي تواجه القائمين على رياضة الإبل، لمواكبة الرياضة للتقنيات والتكنولوجيا الحديثة.
وأوضح أن المؤتمر أتاح الفرصة للمشاركين للاستفادة من خبرات عدد من أبرز خبراء قطاع الإبل، من خلال جلسات نقاشية تبنت دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي المستخدمة في قطاع الإبل، مشيرا إلى أن المؤتمر جاء امتدادا لجهود نادي قطر لمزاين الإبل، المستمرة في حماية الإبل وتعزيز سلامتها والحفاظ على سلالاتها، ونشر الوعي والمحافظة على رياضة الآباء والأجداد وتعريف النشء الجديد بها.
وأضاف أن التكنولوجيا تلعب دورا مهماً في العديد من الاستخدامات بمهرجانات الإبل، حيث سهلت التقنيات الحديثة التواصل والعمل في الكثير من العمليات مثل؛ التسجيل والتوثيق والعديد من الإجراءات المختلفة، وكذلك تربية ورعاية الإبل.
عبدالرحمن العيدان: خرجنا بنتائج تصب في تنمية وازدهار قطاع الإبل
من جانبه، أوضح السيد عبدالرحمن عبدالله العيدان الأمين العام للمنظمة الدولية للإبل، أن مؤتمر تكنولوجيا الإبل الأول، والذي يعقد للمرة الأولى اليوم في الدوحة، يقع ضمن مظلة اهتمام المنظمة، مقدرا جهود نادي قطر لمزاين الإبل في تنظيم هذا المؤتمر، ومشيدا بجهود النادي التي تخدم قطاع الإبل.
وشدد العيدان، في كلمته بالمؤتمر، على أهمية تطوير مجالات البحث العلمية التي تخدم مختلف قطاعات الإبل، مشددا على تشجيع المنظمة الدولية للإبل للتقدم العلمي والتقني الحديث، بما فيها هذا المؤتمر الذي نجح في ربط مراكز البحث والشركات والجهات ذات العلاقة بالإبل والخروج بنتائج تصب في تنمية وازدهار قطاع الإبل.
وكشف عن أن المنظمة الدولية للإبل وضعت اللمسات الأخيرة للخطة الإستراتيجية 2024 / 2028، والتي تتضمن تنظيم معرض دولي للإبل ومنتجاتها المختلفة بمشاركة واسعة للجهات والمؤسسات ذات الصلة من جميع دول العالم، وكذلك عقد مؤتمر دولي يقام كل عامين بالتناوب بين الدول الأعضاء في المنظمة، يشارك فيه ملاك الإبل والخبراء الدوليون والشركات الربحية وغير الربحية بمختلف التخصصات ومراكز البحث والجامعات.
وشهد مؤتمر تكنولوجيا الإبل الأول، تدشين خدمة المساعد الذكي "حوير" على تطبيق "مزاين" والموقع الإلكتروني لنادي قطر لمزاين الإبل، وذلك بعد تطويره ليصبح مساعدا بتقنية الذكاء الاصطناعي للمستخدمين في الإجابة عن جميع أسئلتهم واستفساراتهم حول المشاركات في الموسم الجديد من مهرجان قطر للإبل لعام 2024 "جزيلات العطا"، والتعريف بجميع الخدمات التي يقدمها النادي.
وتخلل مؤتمر تكنولوجيا الإبل عدد من الجلسات النقاشية جرى خلالها تبادل الأفكار ووضع الآلية لتعزيز التنسيق والتعاون حول استخدامات تقنية الذكاء الاصطناعي في قطاع الإبل، وخاصة ما يتعلق بتربية ورعاية الإبل، ومشاركة أحدث ما توصلت إليه الأبحاث والابتكارات في مجالات تكنولوجيا قطاع الإبل.
أسامة جديدي: يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم قياسات دقيقة للخصائص الفيزيائية
بدوره، تطرق الدكتور أسامة جديدي البروفيسور المساعد في علم البيانات والذكاء الاصطناعي بجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، خلال بحثه العلمي الذي قدمه، إلى أن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في تقييم جمال الإبل، يمكن القائمين على منافسات المزاين من الارتقاء بالإجراءات التقليدية من خلال قراءات دقيقة ولحظية، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم قياسات دقيقة للخصائص الفيزيائية من خلال التقاط وتحليل الصور والفيديو للحصول على قياسات وتقديرات دقيقة، مما يضمن مساحة عادلة لجميع المشاركين.
واستعرض جديدي فوائد الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لكشف العبث في مسابقات مزاين الإبل، حيث يقدم الذكاء الاصطناعي تقييمات موضوعية تساعد في التخفيف من التحيز البشري للحكام، إضافة إلى تحديد الأنماط غير العادية أو التناقضات في ملامح الجمل، موضحا أنه من خلال مقارنة البيانات الحالية مع السجلات التاريخية للإبل، يمكن للذكاء الاصطناعي تمييز أي تغييرات مفاجئة وغير متوقعة، ولذلك توفر التقنيات الحديثة سجلا واضحا وقابلا للتتبع لجميع التقييمات، مما يردع أي محاولات للتلاعب.
مجدل سفران: التقنيات الحديثة تلعب دورا أساسيا في رفع أداء قطاع الإبل
من جهته، أوضح الدكتور مجدل سلطان سفران أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية، خلال ورقته البحثية، أن التقنيات الرقمية الحديثة تلعب دورا أساسيا في رفع أداء قطاع الإبل، من خلال تعزيز فعالية الأبحاث التقنية في القطاع، وابتكار تقنيات جديدة لمواجهة التحديات الجديدة في القطاع، فضلا عن رفع مستوى أعمال منظمات الإبل، وتحسين جودة الخدمات المقدمة وزيادة نطاقها، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمار في قطاع الإبل.
وتطرق د. سفران إلى المشاريع البحثية التي عملت عليها جامعة الملك سعود خلال الفترة الماضية في قطاع الإبل، والتي تتمركز حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الإبل على ثلاثة مسارات: الأول هو التعرف الذكي على خصائص الإبل الطبيعية مثل (السلالات، والأعمار) باستخدام الذكاء الاصطناعي، والثاني هو التقييم الآلي لدرجة جمال الإبل وتحديد قيمتها السوقية باستخدام الذكاء الاصطناعي، والثالث هو الاكتشاف الآلي لأمراض الإبل الطبيعية ومنصة الادارة المتكاملة للأمراض.
وأشار أستاذ الذكاء الاصطناعي، إلى أن الفريق البحثي بجامعة الملك سعود نجح في وقت سابق بنشر أول مخرجاته البحثية في إحدى المجلات العالمية والتي تعتبر أول ورقة علمية محكمة تستخدم الذكاء الاصطناعي في قطاع الإبل للتعرف الذكي على فصائلها ودرجة جمالها وقيمتها السوقية.
عبدالله انديله: الكاميرات الحرارية يمكنها اكتشاف التغيرات في درجة حرارة جسم الإبل
من جانبه، ناقش الدكتور عبدالله محمد انديله مدير الإدارة الطبية بنادي قطر لمزاين الإبل، خلال ورقته البحثية، بعض الاستخدامات للتكنولوجيا الحديثة في قطاع الإبل مثل:" الكاميرات الحرارية، والطائرات بدون طيار ـ الدرون، ونظام مراقبة التغذية، وتقنيات تحديد الموقع GPS، موضحا أن الكاميرات الحرارية يمكنها اكتشاف التغيرات في درجة حرارة جسم الإبل، والتي تعد مؤشرا مبكرا للأمراض أو الالتهابات، كما يمكنها أيضا اكتشاف وجود الحيوانات المفترسة المحتملة، مما يوفر طبقة إضافية من الأمان.
واعتبر انديله أن طائرات الدرون يمكن تجهيزها بأجهزة استشعار تجمع بيانات مختلفة، من درجة الحرارة إلى أنماط الحركة لاتخاذ قرارات بشأن إدارة القطعان، إضافة إلى إمكانية دمج الطائرات بدون طيار مع أنظمة الإنتاج والرعاية الرقمية الأخرى، مما يوفر رؤية شاملة لعمليات المزرعة، مضيفا أن نظام مراقبة التغذية يوفر مراقبة دقيقة لاستهلاك الأعلاف والكشف المبكر عن المشكلات الصحية بناءً على التغيرات في أنماط التغذية، إضافة إلى تحسين استراتيجيات التغذية بناءً على بيانات الاستهلاك الفعلي والحد من مخلفات الأعلاف وتحسين إنتاجية المزرعة.
راشد إبراهيم: النادي العلمي القطري يعمل على تطوير مشروع الراكب الآلي
أما المهندس والمبتكر راشد علي إبراهيم مخترع الراكب الآلي العضو المؤسس بالنادي العلمي القطري، فقد استعرض خلال كلمته في المؤتمر، بداية ظهور الراكب الآلي في سباقات الإبل، خاصة أن قطر تعد أول دولة في العالم تقوم باستبدال الركبي البشري بالركبي الآلي، وذلك حرصا منها على إيجاد الحلول الملائمة لمنع التعدي على حقوق الأطفال واستجابة لتوصيات ونداءات منظمات حقوقية محلية ودولية، مشيرا إلى إشادة الكثير من المنظمات الحقوقية بهذا الإنجاز القطري الكبير والذي ضمته موسوعة جينيس للأرقام القياسية عام 2008 كأول روبوت يتم استخدامه لقيادة الهجن أثناء السباقات.
وأوضح أن النادي العلمي القطري يعمل على تطوير مشروع الراكب الآلي وربطه بتقنيات الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات منها مراقبة دقات قلب المطية في المضمار، ومراقبة درجة حرارة المطية وضغط دمها، والتحكم بسرعة وقوة الضربة، وبيان سرعة المطية، إضافة إلى بيان موقع المطية في المضمار.
من جانبه، قدم الدكتور علي حسن الراشد الحاصل على درجة الدكتوراه في علوم وهندسة الحاسوب - تخصص الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ورقة علمية بينت جانبا من استخدام تقنية "بصمة العين " كإحدى وسائل التعرف على المطية، حيث يتم تمييز المطايا بدقة، وربط بصمة عين المطية برقم الشريحة، إضافة إلى الاطلاع على العلامات الحيوية لعين المطية والكشف الدقيق عن تعاطيها المنشطات من عدمه واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك.
وشارك في مؤتمر تكنولوجيا الإبل الأول في الدوحة، مجموعة من شركات التكنولوجيا منها، الشركة القطرية للأقمار الصناعية "سهيل سات"، وشركة "ميزة" لخدمات تكنولوجيا المعلومات، وشركة "آب لاب" للبرمجيات، وشركة "إبداع" للتكنولوجيا الرقمية، وشركة "بلاك أرو"، وشركة "إن تاون"، إضافة إلى عدد من الخبراء والمختصين الدوليين في قطاع الإبل من بينهم المهندس رائد عبدالعزيز أبو زنادة الرئيس التنفيذي لنادي الإبل السعودي، والسيدة فرانسواز دورويل رئيسة الجمعية الدولية للإبل في أوروبا، بالإضافة إلى كبار ملاك الإبل، والذين تصب نتائج هذا المؤتمر في صالح رعايتهم وتربيتهم للإبل.