أطلق مركز التكنولوجيا المساعدة "مدى" أول ملتقى للابتكارات والحلول التكنولوجية الخاصة بالنفاذ الرقمي باللغة العربية "مدى لاب" والذي يهدف إلى دعم وتحسين النظام البيئي للنفاذ الرقمي في قطر والعالم.
ويجمع "مدى لاب" المبتكرين والمطورين من مختلف دول العالم ويتيح لهم الفرصة لإبراز ابتكاراتهم وحلولهم التكنولوجية لخدمة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتسهيل حياتهم في المنطقة العربية وخارجها، كما يعمل كمنصة للابتكار والشركات ورواد الأعمال والمستخدمين والباحثين وخبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا المساعدة لعرض أحدث التقنيات والحلول الموجهة لتحسين النفاذ الرقمي وتسهيل الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة.
ويحتضن مدى لاب برنامج مدى للابتكار الذي صمم لتشجيع المبتكرين على إيجاد حلول تكنولوجية خاصة بالنفاذ الرقمي باللغة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة، وزيادة توافرها في العالم العربي، من خلال مجموعة من برامج منح ودعم ريادة الأعمال، وعلى توفير آلية لجلب التكنولوجيا المساعدة المبتكرة، والمنتجات والخدمات الرامية لتحسين الوصول، إلى السوق المحلية والعالمية، ما يساهم بشكل كبير في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في قطر والعالم العربي ودعم استقلاليتهم.
وينقسم مدى لاب إلى مناطق مختلفة وفريدة من نوعها، حيث يجمع بين البيئة التفاعلية والخبرات العالمية وأحدث الممارسات في مجال الابتكارات والحلول التكنولوجية لتعزيز استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من الاندماج في كل جوانب الحياة، كما يعرض منتجات الشركات المحلية والدولية الراعية ورواد الأعمال وآخر ابتكاراتهم في مجال النفاذ الرقمي والتكنولوجيا المساعدة التي يمكن أن تفيد الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكن قطاعات التعليم والمجتمع والتوظيف.
عائشة السناني: مركز مدى يسعى إلى تحسين النفاذ الرقمي في قطر والعالم
وأكدت السيدة عائشة السناني مدير إدارة الاتصال الاستراتيجي والشراكات الاستراتيجية بمركز مدى التابع لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية، أن مركز مدى بشكل عام يسعى إلى تحسين النفاذ الرقمي في قطر والعالم وإيصال خدماته للفئات المستهدفة والشركاء والمنظمات الحكومية والخاصة، بما يخدم المجتمع والدولة ويدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في محيطهم، مشيرة إلى أن الموقع الإلكتروني للمركز تتوافر فيه كل المنصات الخاصة ببرامج مدى، ومنصات النفاذ الرقمي، بالإضافة إلى المنصات التدريبية والتي تعرض الدورات وورش العمل التي ينفذها المركز، ومنصات البحوث وأفضل الممارسات، ومنصة خاصة بخدمات التكنولوجيا المساعدة التي يقدمها مركز مدى.
وأضافت أن الوصول إلى مركز مدى والاستفادة من خدماته تتم بمنتهى السهولة واليسر من خلال الموقع الإلكتروني ومنصات الشركاء والداعمين ورقم الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي وبالوصول المباشر، ولدى المركز أيضا قاعدة بيانات شاملة يتم بمقتضاها التواصل مع الفئة المستهدفة ومن يخدمونهم وأصحاب المصلحة بصورة مباشرة عن طريق الهاتف أو الرسائل النصية لتوعيتهم وتعريفهم بفرص التدريب والتأهيل المتاحة لافتة إلى وجود أكاديمية مدى التي تطرح برامج التدريب بشكل شهري وتعممها على جميع مؤسسات الدولة لترشيح طلابها أو المستفيدين حسب الإعاقة والرغبة والحاجة.
وتابعت السيدة عائشة السناني بأن مدى يتعاون مع عدد كبير من مراكز البحوث في الدولة وخارجها، ووقع اتفاقيات مع مجموعة منها لدعم 5 بحوث ابتكارية ستخرج للنور قريبا كما وقع اتفاقية مع الوكالة الكورية للترويج والاستثمار والتجارة، ومعهد صناعة المعلومات بتايوان ليكونا ممكنين للمركز في القطاع الرقمي، مشيرة إلى أن هناك الكثير من البرامج الابتكارية التي يتم الاستغناء عنها فور توافر بديل أفضل وأن المركز يواكب التطور والتكنولوجيا الحادثة في العالم خاصة وأن سوق الابتكار سريع التطور.
وشددت على أن طرح الابتكارات والحلول ليس مرتبطا بعدد المستفيدين بل نعمل على تلبية احتياجات الجميع ولو كان شخصا واحدا فقط قائلة "هدفنا هو الشمولية الرقمية للجميع وما دمت فردا في المجتمع فلك حق النفاذ والوصول بسهولة واستقلالية فالمبدأ السائد لدينا هو دعم الشخص بالحلول التكنولوجية حتى يواكب أقرانه الأسوياء في وظيفته أو مدرسته أو أي مكان في الدولة وحتى يتحقق الدمج بشكل عملي"، منبهة إلى أن ذوي الإعاقة هم من يقيمون الحلول ويتم تطويرها وفقا لرغباتهم واختياراتهم.
أقسام مدى لاب
ويشتمل مدى لاب على مجموعة من الأقسام تبدأ بـ"جدار الشخصيات" الذي يعرف الزوار بالفئات المستهدفة سواء العمرية أو نوعية الإعاقة التي يواجهونها بما فيها الإعاقات المركبة والتحديات والصعوبات التي تواجههم في حياتهم اليومية، ثم منطقة الحلول التكنولوجية التي تضم أحدث الابتكارات التي خرجت للنور وتم تطبيقها داخل المركز أو خارجه ومنها: ابتكار الإرشاد المكاني لذوي الإعاقات البصرية لازاريلو الذي قام مركز مدى بتعريبه واعتماده ليوفر حرية التنقل بسهولة وأمان واستقلالية لذوي الإعاقة البصرية داخل المباني والأماكن المغلقة ما يعزز إدماجهم في المجتمع ويضمن حقهم في التنقل دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت، حيث يعطيهم لازاريلو تنبيها فور دخول الشخص بأن هذا المكان يتيح خدمة الإرشاد المكاني ويقدم وصفا داخليا دقيقا للمكان باللغة العربية عن طريق تطبيق على الهاتف مطابق لمعايير النفاذ الدولية وسهل الاستخدام، وقد تم تطبيقه في متحف الفن العربي ومشيرب غاليريا ومحطة مترو مشيرب.
ويتضمن مدى لاب كذلك منطقة الذكاء الاصطناعي التي تضم أحدث الروبوتات وأجهزة التعلم الآلي والشاشات التفاعلية مثل روبوتات توصيل الأغراض وتعليم تعابير الوجه لذوي التوحد وروبوتات الإرشاد المكاني، والبديلة عن الحيوانات الأليفة التي تخاطب نوعيات معينة من إعاقات الأطفال، كما يضم منطقة الابتكار التي تعرض الحلول التي تم تطويرها أو دعمها أو توطينها أو تعريبها من خلال مركز مدى في مجال نفاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحسين وتسهيل وضمان الوصول إلى المحتوى والخدمات ليس فقط كأجهزة، بل تطبيقات ومواقع ومنصات إلكترونية ومنها: قاموس مدى لمصطلحات النفاذ الرقمي الذي تم اعتماده كأول قاموس عربي في هذا المجال لتوحيد المصطلحات ذات الصلة بين جميع الأقطار العربية، وبوابة برايل العربي الموحد الذي يدعم إدخال الرموز الرياضية ومعادلاتها في لغة برايل للمكفوفين، وبوابة رموز تواصل لذوي صعوبات التواصل والتي كانت في بدايتها عبارة عن كروت ورقية يستخدمها المصاب للتعبير عن احتياجاته ثم تطورت لتصبح رقمية ولها تطبيق خاص.
برنامج مدى للابتكار
وأطلق مدى لاب كذلك برنامج مدى للابتكار وهو من أهم البرامج التي اعتمدها مركز مدى وبه 4 مسارات: دعم رواد الأعمال وخصوصا الأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات الأبحاث وابتكارات التكنولوجيا المساعدة، والمنح والتعريب ويختص باحتضان الحلول الجديدة وتأهيلها وتوطينها لتناسب المجتمع العربي المسلم المحافظ سواء من حيث العادات والتقاليد أو من جانب اللغة والترجمة، ومسار المسابقات، سواء برعايتها لدى الجهات الخاصة أو الحكومية أو إطلاقها مثل مسابقة مدى للابتكار أو المشاركة فيها على أن تهتم هذه المسابقات بالحلول التكنولوجية والنفاذ الرقمي، وأخيرا مسار المصادقة والذي يتم من خلاله اعتماد الابتكار أو الحل ومنحه صفة معتمد بعد استيفائه المتطلبات الدولية والمحلية في قابليته للنفاذ.
ويشمل مدى لاب أيضا منطقة الأفاتار الافتراضي بوحمد وهو أول مترجم افتراضي للغة الإشارة باللهجة القطرية بما يضمن الشمولية للصم ويسهل وصولهم للمحتوى الرقمي ويعزز اندماجهم في المجتمع وهو أحد مخرجات مشروع الترجمة للغة إشارة الذي يتم تطويره باستمرار، حيث أصبح بوحمد يترجم نصوصا مكتوبة وأصبحت دقة التأشير لديه الآن أكثر من 90 بالمئة ولايزال التطوير والتحديث جاريا كما يجري العمل حاليا على إدراجه في إعلانات الشوارع والأماكن العامة لتستفيد منه فئة الصم.
وضمن مرافق مدى لاب يقع مدى فاب لاب وهو أول مختبر تصنيع قابل للنفاذ للأشخاص ذوي الإعاقة في العالم وهو مخصص للمبتكرين من ذوي الإعاقات المختلفة، ويعتبر مركزا للتعلم والابتكار خاصة وأنه مجهز بالمعدات اللازمة لتحويل الأفكار إلى واقع عملي وقادر على تصميم النماذج الأولية للابتكارات وتصنيعها ومشاركتها مع ذوي الاختصاص، كما يضم المختبر كل ما يحتاجه المبتكرون من برمجيات وأدوات إضافة إلى فريق من المتخصصين لتقديم الاستشارات التقنية وتطوير أفكارهم وتحويلها إلى منتجات أكثر فعالية بهدف تحقيق تغيير إيجابي في دمج ذوي الإعاقة مع المجتمع.
منطقة الثقافة والمجتمع
وكذلك منطقة الثقافة والمجتمع التي تركز على قطاع التعليم والمجتمع والتوظيف بما يعكس جهود مدى وشركائه داخل الدولة لتطبيق معايير النفاذ الرقمي وتنفيذها في خدماتهم وتمكين الشركاء الاستراتيجيين لزيادة قاعدة الخدمات في مجالات التعليم والصحة والاتصالات والمواصلات والرياضة وليحصل ذوو الإعاقة على تجربة نفاذ شاملة داخل الدولة حيث تستعرض هذه المنطقة ابتكارات مدى وشركائها ومنها: قارئ العملة القطرية، والأكشاك الإلكترونية وماكينات الصراف الآلي وماكينات الخدمة الذاتية القابلة للنفاذ والأجهزة المساعدة التي يجب توافرها في خدمة العملاء الشاملة بهدف تسهيل تواصل موظفي الاستقبال مع الأشخاص ذوي الإعاقة.
ويشتمل مدى لاب أيضا على قسم خاص يستعرض فيه تجربة مركز مدى في بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 وجهوده في تقييم الملاعب وغرف الوصف الحسي، ودوره في تقييم جاهزية الملاعب واستقبال المشجعين والزوار من ذوي الإعاقات المختلفة، كما يعرض تجربة المركز مع متحف الفن العربي أول متحف في العالم قابل للنفاذ، حيث تم اختيار بعض القطع الأثرية الموجودة فيه وطباعتها ثلاثي الأبعاد ليتمكن الكفيف وضعيف البصر والأطفال من لمس القطع والتعرف عليها عن قرب، وكذلك يتضمن قسما للنفاذ الوظيفي الذي يهدف لإعداد ذوي الإعاقة لسوق العمل من خلال إطلاق مبادرات لتحديد احتياجاتهم التي تسهم في تمكينهم من أداء مهامهم الوظيفية وتحسين وتطوير قدراتهم ومهاراتهم في جهات العمل.
منطقة الرصد والقياس
ويتضمن مدى لاب كذلك منطقة الرصد والقياس وهي أول أداة في العالم تقيس النفاذية وسهولة الاستعمال لتقييم المواقع من خلال تطبيق المعايير العالمية وفريق من أصحاب الشأن فإذا اجتازت هذه المواقع الاختبارات يتم اعتمادها كجهة قابلة للنفاذ ووضع شعار المركز عليها فإذا أخل بشروط النفاذ يتم سحب الاعتماد منه، كما يضم منطقة التعليم الشامل وهي مثال صغير للصفوف الدراسية الشاملة للطلبة وللمعلمين والمتخصصين وكذلك مختبر محاكاة رحلة الطيران للأطفال ذوي التوحد الذين يرهبون صعود الطائرة، ومدى استوديو الذي تم فيه تصوير مشروعات المركز، وشاشة لعرض إنجازات المركز في مجال النفاذ الرقمي، حيث حصل على المركز الخامس عام 2018 والمركز الأول عام 2020 متفوقا على 132 دولة حول العالم، إضافة إلى قاعة التكنولوجيا المساعدة التي تضم أحدث الأجهزة المستخدمة لمساعدة ذوي الإعاقة على ممارسة حياتهم والقيام بمهامهم بسهولة واستقلالية تامة، ومنطقة للاجتماعات ومناقشة الابتكارات الجديدة مع الموظفين والمستفيدين منها.