يشكل مرض السكري تحدياً صحياً كبيرًا ومتزيدًا في دول الخليج، إذ إن نسب الإصابة بـ السكري في الخليج تعد من أعلى النسب عالميًَّا، ولذلك اتخذت الجهات المعنية الخليجية على عاتقها مسؤولية نشر الوعي المجتمعي بهذا المرض وخطورته، والعمل على تشجيع أسلوب الحياة الصحي للوقاية من الإصابة به.
مرض السكري في قطر
تبلغ نسبة إصابة القطريين بمرض السكري حوالي 19.50%، وهي في المرتبة الثانية خليجيًّا والعاشرة عالميا في نسب الإصابة بهذا المرض، وللتقليل من هذه النسب ، اتخذت دولة قطر سنة 2016 الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري، بهدف وضع رؤية مستقبلية تساعد في التقليل من انتشار السكري بين القطريين، وتحسين جودة الحياة الصحية، وتطوير نظام الرعاية الصحية الشاملة.
أخذت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري في قطر على عاتقها مهمة التقليل من انتشار السكري في الدولة، من خلال عدة خطوات، منها:
- تشجيع المجتمع للالتزام بأنماط حياة صحية، وزيادة وعيهم بخطورة مرض السكري.
- توفير المعلومات المتعلقة بمرض السكري لجميع الفئات وتأكد من سهولة الوصول إليها.
- الحرص على أن يكون المواطنين في قطر قادرون على الحصول على أعلى مستويات الرعاية الصحية المتعلقة بالسكري.
- إيجاد خدمات صحية عالية المستوى وسهلة الوصول إليها.
- إيجاد قوة عاملة قوية ومتمكنة قادرة على تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية المتعلقة بالسكري.
مراكز العناية بالسكري في قطر
توجد في قطر الكثير من مراكز الرعاية الصحية المتخصصة في السكري، وفيما يأتي أبرزها:
- المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض في قطر: تأسس من قبل الدكتورة حنان الكواري وزيرة الصحة العامة في قطر، ويتبع لمؤسسة حمد الطبية، ويقع المعهد في المبنى رقم 311 في مدينة حمد بن خليفة الطبية.
- المركز الوطني لعلاج السكري: يتبع لمؤسسة حمد الطبية، ويتألف من فريق طبي حاصل على أعلى الشهادات الطبية العالمية، ويقع موقعه في الطابق الثاني من قسم العيادات الخارجية بمستشفى حمد العام.
- الجمعية القطرية للسكري: تأسست بدعم من حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبرعاية سمو الشيخة موزا بنت ناصر، وتعمل تحت مظلة مؤسسة قطر، وتقدم خدمات في سبيل الوقاية من السكري ورعاية مرضى السكري، وقد أطلقت تطبيقًا مجانيًّا للجوال لتحسين رعاية مرضى السكري تحت اسم "QDA"، ويمكن تحميل التطبيق على أجهزة آيفون وأجهزة أندرويد.
مرض السكري في السعودية
تحتل السعودية المركز الـ14 عالمياً والثالث خليجياً بنسبة انتشار مرض السكري بين المواطنين، بنسبة بلغت حوالي 18.7%، وقد اتخذت الجهات المعنية في السعودية الكثير من الخطوات والقرارات للحد من انتشار المرض بين السعوديين.
أطلق المجلس الصحي السعودي "برنامج داء السكري التدريبي الوطني لأطباء الرعاية الصحية الأولية بالمملكة" من أجل تدريب الأطباء والكوادر الطبية في المجالات المختصة في المرض، من حيث طرق العناية به، والوقاية منه وإدارة مضاعفاته.
مراكز العناية بالسكري في السعودية
توجد الكثير من مراكز العناية بالسكري في السعودية تتبع للمستشفيات الخاصة والحكومية، مثل مركز السكري والقدم السكرية التابعة لشركة المواساة الطبية، ومركز السكري التابع لمستشفى الملك فهد الجامعي، وغيره، ولكن أهم هذه المراكز هو المركز لوطني للسكري.
تأسس المركز الوطني للسكري حسب قرار المقام السامي الذي ينص على إنشاء المراكز الصحية الوطنية، فصار المرجع السعودي الموحد لتنظيم تقديم خدمات السكري على مستوى السعودية، ويهدف إلى:
- تعزيز الصحة العامة في الدولة من خلال التقليل من عوامل الخطورة للإصابة بمرض السكري.
- الحد من انتشار السكري وتخفيض مضاعفاته.
- نشر الممارسات الصحية المتعلقة بالسكري.
- زيادة وتدعيم التنسيق بين القطاعات المختصة في مجال تدبير مرض السكري.
السكري في الكويت
احتلت دولة الكويت المرتبة الأولى خليجيًّا والثانية عالميًّا في نسبة انتشار مرض السطري بين مواطنيها، إذ بلغت 37.9%، وحديثًَا بدأت الدولة بداية جدية كبيرة في مكافحة هذا المرض، فصارت رائدة في مجال مكافحة الشكري والوقاية منه، من خلال إيجاد أفضل المراكز والمعاهد واللجان المتخصة به، والعمل على نشر الوعي حول المرض وسبل الوقاية منه بين مختلف شرائح المجتمع.
أسست دولة الكويت معهد دسمان للسكري (DDI) رعاية صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الراحل، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي (KFAS)،سعيًا منها لمحاولة مكافحة انتشار مرض السكري في الدولة، و يعمل المركز وفق استراتيجية توعوية وبرامج محددة بالتعاون مع وزارة الصحة الكويتية ومجموعة من الجامعات العالمية المرموقة ويتولى المركز المهام التالية:
- الحد من تزايد نسب الإصابة بمرض السكري في الدولة والتصدي له.
- نشر الأبحاث والمشاريع حول المرض ومضاعفاته المختلفة.
- الوقاية الأشخاص المصابين بمقدمات مرض السكري من الإصابة بالمرض إصابة كاملة.
- رعاية الأشخاص الذين جرى تشخيصهم بالسكري في وقت قريب، والتدخل المبكر لتحسين التحكم بالمرض.
دشن معهد دسمان للسكري حملة لتوعية طلاب المدارس بهذا المرض، وأحضر عيادة متنقلة جرى تجيهزها طبيًّا لإجراء الفحوصات الطبية الأساسية والوقائية مثل فحص السكر وغيره لطلاب المدارس.
السكري في الإمارات
بلغت نسبة المصابين بمرض السكري في دولة الإمارات سنة 2021 حوالي 11.809%، وعلى ذلك أخذت الدولة على عاتقها هدف تخفيض نسبة المصابين بمرض السكري، فقامت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية بإعداد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السكري 2009-2018، وقد كان للدولة العديد من الإنجازات في مجال التصدي لانتشار السكري بيت المواطنين، مثل:
- إنشاء مركز دبي للسكري من قبل هيئة الصحة في إمارة دبي.
- إيجاد تقنيات متطورة وأدوية حديثة وفعالة لمرضى السكري في صحة إمارة أبوظبي.
- تركيب أحدث مضخة إنسولين لمريض سكري إمارتي كبديل عن البنكرياس في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، حيث تعمل هذه المضخة بدلًا من البنكرياس الطبيعي من خلال الموازنة بين جرعات الأنسولين والجلوكوز في الدم موازنة دقيقة، كما تساعد على منع هبوط نسبة السكر بالدم هبوطًا مفاجئًا.
مراكز العناية بالسكري في الإمارات
تأسس مركز دبي للسكري سنة 2009، وهو منشأة صحية متكاملة تلبي كامل احتياجات مرضى السكري في إمارة دبي، وتحمل شعار "تحسين حياة كافة المصابين بداء السكري وتقديم أكبر قدر من أمل الشفاء"، ويضم استشاريين واختصاصيين حاصلين على البورد الأمريكي في علاج أمراض الغدد الصماء والسكري ولديهم سنوات طويلة من الخبرة في المجال.
يقع مقر المركز في مباني الجوائز, الطابق الأول - بلوك C في جنوب شارع الثاني من ديسمبر بالقرب من دار الاتحاد دبي، الإمارات العربية المتحدة
يقدم المركز خدمات كثيرة تشمل كل الفئات المصابة بمرض السكري، أهم هذه الخدمات:
- تقديم التثقيف الصحي بكل مستوياته ابتداءَ من اللقاءات الفردية مع مرض السكري، وصولًا إلى إلقاء محاضرات جماعية.
- إجراء الفحوصات الخاصة بشبكية العين، لأن السكري يؤثر عليها.
- يضم وحدة مختصة في اللياقة البدنية والرياضية لمرضى السكري، ويشرف عليها أخصائي يعطي كل مريض تمارين رياضية تناسب حالته ووضعه الصحي.
- تقديم كل الخدمات المختصة في قدم السكري من خلال وحدة العناية بالقدم التابعة للمركز.
- تقديم خدمات التثقيف الصحي والغذائي، وتوفير خطط علاجية متكاملة للمرضى.
- تقديم خدمات الغدد الصماء والسكري للأطفال من سن الولادة حتى سن 18 سنة.
السكري في البحرين
ترتفع نسبة إصابة البحرينيين بمرض السكري، إذ تبلغ حوالي 15% لدى المواطنين والمقيمين، وتصل نسبة إصابة البالغين بالسكري حوالي 27-30% من الفئة العمرية الممتدة من 30 إلى 50 سنة، وهي من الدول العشرة الأكثر الإصابة بالسكري حول العالم.
تتولى جمعية السكري البحرينية مهمة نشر الوعي الصحي داخل المجتمع البحريني لوقايته من مرض السكري، والتقليل من مضاعفاته لدى المصابين به، المساعدة في تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية للمرضى.
مراكز العناية بالسكري في البحرين
أولت وزارة الصحة البحرينية اهتمامًا كبيرًا بمرض السكري، فأنشأت مراكز السكر المركزية، التي تقدم خدمات طبية وقائية مثل فحوصات قاع العين وفحص القدم، وتقديم الأدوية والعلاجات اللازمة لمرضى السكري، من أجل التقليل من مضاعفات السكري المزمنة مثل أمراض القلب، واعتلال شبكية العين وغيرها.
كما يتولى مركز العناية بالسكري في مستشفى البحرين التخصصي مسؤولية تقديم الخدمات الشاملة لمرضى السكري في الدولة، ويساعد المرضى بتوفير خطة علاجية قائمة على تحسين نمط الحياة.
السكري في عُمان
يوجد في سلطنة عُمان حوالي 98 ألف شخص مصاب بمرض السكري من النوع الثاني، وتبلغ نسبة الإصابة السنوية بالمرض نحو 7000 حالة، وعلى ذلك، أخذت الجهات المسؤولة في السلطنة على عاتقها مسؤولية السيطرة على انتشار المرض، ومحاولة توفير نمط حياة صحي لمرضى السكري، من أجل التخفيف من مضاعفات المرض.
يتولى المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء مسؤولية معالجة مرضى السكري في عُمان، كغيره من المراكز المحلية في السلطنة، إذ يقدم خدمات علاجية مهمة لمرضى السكري والسمنة من الأطفال والبالغين، وكذلك للنساء الحوامل المصابات بسكري الحمل.
كما يقدم الخدمات الطبية المساندة متعلقة بالسكري مثل علاج القدم السكري، ونشر الوعي الصحي بالمرض، والتشجيع على التغذية العلاجية والنشاط البدني العلاجي، وغيرها الكثير من خدمات متابعة صحة العين لمرضى السكري.
ما هي أسباب انتشار السكري في الخليج؟
يصاب الأشخاص عادة بمرض السكري بسبب مقاومة الجسم لهرمون الإنسولين، واضطراب يصيب خلايا الجسم للاستجابة لهذا لهرمون، ما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم، توجد الكثير من الأسباب التي أدت إلى انتشار مرض السكري في الخليج، أبرزها:
- الأسباب الجينية والوراثية: ساهمت الأسباب الوراثية مساهمة كبيرة في انتشار السكري في الخليج.
- نمط الحياة غير الصحي: ما يدلل على ذلك هو انتشار السكري بين المغتربين الساكنين في دول الخليج، إذ لديهم معدل أعلى بالإصابة بمرض السكري ممن هم في بلدانهم الأصلية.
- التقدم في العمر: إذ تزيد نسبة الإصابة بالسكري عند الأشخاص الذين يبلغون من العمر أكثر من 45 عامًا.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول، أو ارتفاع الدهون الثلاثية.
- زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.
- خمول وقلة النشاط والحركة وعدم ممارسة الرياضية.