افتتح اليوم، في المنطقة الدولية بمعرض “إكسبو 2023 الدوحة” للبستنة، الجناح السوداني وذلك بحضور عدد من أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمسؤولين والمهتمين بالشأن البيئي ومجموعة كبيرة من أبناء الجالية السودانية في قطر.
وأعرب سعادة السيد أحمد عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب سفير جمهورية السودان لدى الدولة الذي افتتح جناح بلاده، عن سعادته بالمشاركة في هذا المعرض الهام رغم الظروف التي يعانيها السودان حاليا مشيرا إلى أن إكسبو يقام في دولة غير زراعية لأول مرة وهذا ما يعطيه التميز.
أحمد سوار الذهب: السودان حرص على المشاركة في إكسبو الدوحة ليثبت للعالم أنه دولة زراعية من الطراز
وأكد أن السودان حرص على المشاركة ليثبت للعالم أنه دولة زراعية من الطراز الأول تتميز بموارد طبيعية ضخمة وتفتح المجال والآفاق لشبكات العمل والاستثمار والتعريف بالسودان وتراثه وثقافته الغنية.
تنظيم رائع
وعبر عن شكره للجنة المنظمة للمعرض وجهودها في تسهيل افتتاح الجناح وإظهار مكانة السودان الزراعية وفي مجال البستنة مؤكدا أن المشاركة تعكس جهود السودان في معالجة تبعات التغير المناخي، الذي يؤثر سلبيا بشكل كبير من خلال تعدد وتواتر السيول والفيضانات المدمرة، بخلاف الكثبان الرميلة والتصحر والجفاف في مناطق اخرى ما يمثل تحديا كبيرا لكن بكفاءة السودانييين تحقق تقدم ملموس في مواجهة هذا التحدي.
وبين سعادة السفير أحمد سوار الذهب أن السودان يشارك دائما في كل ما تقوم به دولة قطر من مناسبات دولية وإقليمية مشيدا بالتنظيم الرائع لفعالية كأس العالم FIFA قطر 2022 ومعرض إكسبو وغيرهما الكثير من الفعاليات الكبرى بما يعكس الخبرة التراكمية وكفاءة القطريين في تنظيم الأحداث العالمية.
م. محمد الخوري: إكسبو يعد منصة هامة لتبادل الخبرات والتجارب لما فيه مستقبل دولنا العربية والإسلامية والعالم أجمع
من جانبه، أعرب المهندس محمد بن علي الخوري الأمين العام لإكسبو 2023 الدوحة عن سعادته بافتتاح الجناح السوداني والاطلاع على ثقافته وإسهام هذا الجناح في تحقيق شعار المعرض "صحراء خضراء بيئة أفضل" خاصة وأن جميع دول العالم تعاني من مشكلة التصحر وتداعيات تغير المناخ مشيرا إلى أن إكسبو يعد منصة هامة لتبادل الخبرات والتجارب لما فيه مستقبل دولنا العربية والإسلامية والعالم أجمع.
من جهتها، أكدت المهندسة عبلة مالك وكيل وزارة الزراعة والغابات السودانية حرص السودان على المشاركة في إكسبو 2023 الدوحة للبستنة رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها ايمانا منه بأن الشعار المطروح للمعرض يمثل أولوية للسودان خاصة وأن التصحر يلتهم ملايين الأفدنة من الأراضي الخصبة وتتفاقم مخاطره على المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية ويمحو عشرات الأفدنة من الأراضي الزراعية للدولة.
وأوضحت أن ثلثي المنطقة الشمالية للسودان تعاني من التصحر وأن نهر النيل هناك يختنق من رمال الصحراء وأن السودان يعاني من تداعيات التغير المناخي التي تعد السبب الأساسي للتصحر والزحف الصحراوي مما استدعى تقديم مبادرات لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز المقدرة على التأقلم لدى صغار المزارعين والرعاة وزراعة الأحزمة الخضراء لخلق مناخات محلية مناسبة للوصول للاستدامة وحماية المزارع.
وأضافت المهندسة عبلة مالك أن السودان يحرص على المشاركة في المناسبات العالمية المعنية بمكافحة التصحر لما يعانيه من هذه المشكلة وما ينتج عنها من آثار بيئية واقتصادية واجتماعية وحضارية وسعيا لحماية البيئة ولأن المفهوم الجديد للتنمية هو تجاوز النمو الاقتصادي إلى الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية.
مشاركة مهمة
وأشارت إلى أن شعار المعرض الهادف لمكافحة التصحر وتحويل الصحراء إلى رقعة زراعية والمحافظة على البيئة يعتبر من التحديات الأساسية الماثلة لكل الدول ومنها السودان لذلك فإن المشاركة في هذا الحدث الكبير تهدف إلى عرض إمكانات السودان وجهوده، والمشاركة بتجاربه وخبراته والاطلاع على ما توصلت إليه الدول المتقدمة وما يحدث من تطور تكنولوجي وتقنيات حديثة ومتطورة للزراعة بطريقة مستدامة في الأراضي الجافة وما يمكن أن يلعبه هذا التقدم من دور هام للتصدي لمشاكل التصحر التي تواجه البلاد.
م. عبلة مالك: السودان استزرعت منطقة غرب أم درمان وحولتها من صحراء جرداء إلى مناطق منتجة للغذاء
ولفتت المهندسة عبلة إلى أن الله تعالى حبا السودان بالكثير من الإمكانات الطبيعية من موارد مياه وأراض خصبة ومناخات مختلفة مما أهله لإنتاج أنواع مختلفة من المنتجات الزراعية في مناطق متعددة فكل إقليم يتميز بإنتاج مختلف عن الآخر فالشمال ثري بالإنتاج البستاني المتنوع وهو أكثر المناطق تضررا من الزحف الصحراوي مشيرة إلى أن الدولة في سعيها إلى تحويل الصحراء لمناطق خضراء استهدفت المناطق الشمالية واستزرعت منطقة غرب ام درمان وحولتها من صحراء جرداء إلى مناطق منتجة للغذاء من حدائق بستانية ومحاصيل زراعية.
منتجات تراثية
وبدورها تحدثت السيدة عواطف عبد الله أرصد مفوضة الجناح السوداني في إكسبو عما يتضمنه الجناح من موضوعات تعكس شعار إكسبو "صحراء خضراء بيئة أفضل" حيث يعرض مجموعة من المحاصيل البستانية والحقلية المشهورة والأساسية في السودان مع مجموعة من الموضوعات التراثية والسياحية والمنتجات وعينات من أنواع البذور والثمار المهمة كالصمغ والكركدية والسلامكي إضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة التي تعكس النشاط الزراعي والتراث والسياحة في السودان وغيرها مما يعطي خلفية ثقافية وجغرافية عن الدولة.
وقالت: لقد أحضرنا مجموعة من المحاصيل مثل التمور والصمغ العربي وبعض الثمار الأخرى وأنه نتيجة للحرب الدائرة هناك كانت الكميات أقل من المخطط له.
وأشادت بالتنظيم الجيد والمميز لإكسبو 2023 الدوحة والذي يضم عددا كبيرا من الدول ويوفر تلاحما كبيرا بين الدول والشعوب المشاركة, ويتيح الفرصة للتعريف بأنواع المحاصيل وطرق الزراعة في مختلف الدول،منوهة إلى أنهم يسعون لعمل توأمة مع عدد من الدول يمكن من خلالها تحقيق تبادل المنفعة كما سيقدمون أوراقا علمية يطرحها علماء وخبراء وباحثون سودانيون طوال فترة المعرض.