تواصلت أعمال اليوم الثاني من منتدى الدوحة: النسخة الشبابية 2023، الذي ينظمه مركز مناظرات قطر بالتعاون مع منتدى الدوحة، بنقاشات معمقة في جامعة جورجتاون في قطر، حول عدد من القضايا البارزة منها القضية الفلسطينية، وبناء عالم مستدام لأجيال الغد.
وألقى الدكتور نورمان فينكلشتاين، الذي تم اختياره عام 2020 كخامس عالم سياسي مؤثر في العالم، كلمة افتتاحية عبر تقنية الاتصال المرئي ندد فيها بالحصار الوحشي القاسي وغير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.
ووصف فينكلشتاين، الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة بأنه جريمة ضد الإنسانية، مستنكرا في الوقت نفسه الصمت الدولي تجاه هذا الإجرام الإسرائيلي، لافتا إلى أن هذا الحصار يمثل نصف المشهد فقط، مضيفا أن النصف الآخر يتمثل في قيام إسرائيل بارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة على غرار ما حدث في أعوام 2008 و 2012 و 2014.
تاريخ وجذور القضية الفلسطينية
وخلال الجلسة النقاشية الأولى "مد الجسور في عالم منقسم: سياسة السلام" ناقش المشاركون تاريخ وجذور القضية الفلسطينية الممتدة لعقود، كما استمع حضور من أكثر من 75 دولة إلى الجلسة التفاعلية التي سلطت الضوء على أبرز التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والأطراف الرئيسية والجهات المعنية بالصراع، ومختلف الآراء القانونية العالمية، والدور الحاسم لوسائل الإعلام والقوى الأجنبية رسم صورة القضية الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، أقر معين رباني باحث ومحلل متخصص في الشؤون الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والشرق الأوسط المعاصر بأن إسرائيل قامت بمحاولة تاريخية لتهجير سكان غزة من منازلهم. وأنها كانت دائما تطمح إلى إبعادهم. وحول ما إذا كان هذا المخطط سينجح، أشار رباني إلى أنه "من المهم عدم الاستهانة بسعة الحيلة لدى الفلسطينيين وقدرتهم على الصمود".
وفي حديثها عن طبيعة تغطية وسائل الإعلام الغربية للوضع في غزة، قالت تغريد الخضري مراسلة سابقة لصحيفة نيويورك تايمز في غزة ان وسائل الإعلام الدولية تتبنى السردية الإسرائيلية، إذ يعيش ممثلوها ويعملون من الأراضي المحتلة ولكنهم ينقلون تقاريرهم الإعلامية بناء على السرديات التي يستلمونها من الجانب الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه، يتم الاكتفاء بتغطية ما يجري في غزة باعتبارها خبرا هامشيا.
وأضافت: "بفضل صحفيين مثل وائل الدحدوح، والشباب الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لدينا فكرة شاملة عما يحدث في غزة، وبدونهم، لم نكن لنعرف شيئا".
الاستدامة والسياسة الاقتصادية
وفي الجلسة الثانية "الاستدامة والسياسة الاقتصادية" ناقش المتحدثون الاتجاهات التي تشكل الطلب العالمي على الطاقة والجهود المبذولة للحفاظ على أمنها وعدالتها وتنوع تدفقاتها، فضلا عن قدرة القطاع على معالجة ظاهرة التلوث البيئي وتقليل بصمتها الكربونية من خلال تنويع مصادر الطاقة.
وشدد المتحدثون على ضرورة الاستمرار في رفع وعي أفراد المجتمع وتوطين ما يحدث في العالم على مستوى مجتمعهم المحلي، وذلك من أجل اتخاذ التدابير ومحاولة إيجاد حلول تتماشى مع المجتمع.
ومن خلال معالجة معضلة الموازنة بين الاستدامة البيئية وتأمين الطاقة لدعم النمو الاقتصادي، قدمت الجلسة النقاشية رؤى ووجهات نظر معمقة حول كيفية المساهمة في بناء مستقبل مستدام وأهمية الاستثمار في الطاقة المتجددة في المناطق الجغرافية الرئيسية، وأهمية أن يفهم الشباب تشعبات هذا المجال حتى يتمكنوا من التوصل إلى حلول ناجحة.
كما تطرقت الجلسة إلى أهمية دور القانون البيئي في ضمان تجنب مواجهة الأجيال القادمة لمواقف صعبة في ظل تفاقم الظروف البيئية العالمية وأن السبيل نحو التقدم يكمن في دعم المبتكرين، وتنمية قدراتهم، ومنح الجيل الجديد الفرصة في قطاع الطاقة لاكتشاف عالم أنظف وأكثر صداقة للبيئة.
مهارات التفاوض الفعال وحل النزاعات
كما شهد اليوم الثاني من المنتدى جلسة تنمية مهارات لفائدة مجموعة متنوعة من قادة المستقبل الطموحين، والتي ركزت على مهارات التفاوض الفعال وحل النزاعات.
وعلى هامش المنتدى، أتيحت للمشاركين فرصة زيارة عدد من الوجهات الطبيعة والسياحية والمعالم الثقافية في قطر منها صحراء سيلين، وسوق واقف، ومتاحف مشيرب، ومعرض إكسبو 2023 الدوحة، ومبنى ذو المنارتين في المدينة التعليمية.
يذكر أن منتدى الدوحة: النسخة الشبابية يختتم أعماله غدا حيث سيشمل كلمات رئيسية وحلقة نقاشية حول الأمن السيبراني وخصوصية البيانات والذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى جلسة تنمية المهارات ومائدة مستديرة حول صياغة السياسات والمقترحات.
وعقدت النسخة الأولى لمنتدى الدوحة: النسخة الشبابية في عام 2018، ومنذ ذلك الحين أصبح بمثابة إحدى المنابر الرئيسية لمركز مناظرات قطر، الذي يجمع من خلالها الشباب معا للنقاش وطرح مختلف الحلول على صناع القرار والجهات المعنية.