أشاد عدد من الخبراء والمحللين بجهود دولة قطر المميزة ووساطتها الناجحة التي أدت إلى التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد.
وأكدوا، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن هذا التوصل لهذا الاتفاق يمثل نجاحا جديدا لدولة قطر ودبلوماسيتها في حل الأزمات والنزاعات بالطرق السلمية، حيث باتت دولة قطر من أهم الفاعلين في تسوية النزاعات بالوسائل السلمية وعبر التفاوض على المستويين الإقليمي والدولي.
كما أشادوا بالتنسيق بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية الذي أفضى للتوصل إلى اتفاق الهدنة الإنسانية، مشددين على ضرورة إلزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه.
#قنا_انفوجرافيك |
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) November 22, 2023
خبراء ومحللون لـ #قنا: اتفاق الهدنة الإنسانية في #غزة نجاح جديد للدبلوماسية القطرية#قطر #فلسطين pic.twitter.com/jcYfiaU0n2
وفي هذ السياق، ثمن الدكتور أحمد محمد غيث الكواري، مستشار وخبير العلاقات القانونية والدولية، الجهود الدبلوماسية والسياسية التي ظلت دولة قطر تبذلها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، لأجل وقف نزيف الدم الفلسطيني، مشيرا إلى أن اتفاق الهدنة الذي أعلنت الدوحة عن التوصل إليه، يؤكد حرص قطر على خفض التصعيد وحماية المدنيين في قطاع غزة وحقن دمائهم والوقوف إلى جانبهم.
د. أحمد الكواري: الحراك الدبلوماسي المكثف يظهر بجلاء مكانة قطر وأنها قد أصبحت وسيطا دوليا موثوقا به في حل وتسوية الأزمات
ونوه الدكتور الكواري إلى أن الحراك الدبلوماسي المكثف، وتوافد العديد من زعماء وقادة العالم وكبار المسؤولين إلى الدوحة منذ بدء العدوان على غزة، يظهر بجلاء مكانة دولة قطر، وأنها قد أصبحت وسيطا دوليا موثوقا به في حل وتسوية الأزمات بالطرق السلمية والسياسية.. مؤكدا أن دولة قطر تولي القضية الفلسطينية اهتماما كبيرا، باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية.
وأضاف: دولة قطر سعت منذ بدء هذه الأزمة، بكل جهد، للعمل على وقف الحرب وضمان عدم توسعها وإطالة أمدها، لما قد يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة تعم المنطقة ككل.
نجاح كبير
وقال الدكتور الكواري، إن ما حققته قطر من نجاح، من خلال هذه الوساطة بالتنسيق مع كل من جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، يعد أيضا تفعيلا لقرارات القمة العربية الإسلامية التي استضافتها الرياض مؤخرا.
من جهته أشاد الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية، بالجهود التي قامت بها دولة قطر وأفضت إلى التوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة، مؤكدا أن هذا ليس النجاح الأول للوساطة القطرية ولن يكون الأخير، مشيرا إلى أن لدى دولة قطر باعا طويلا في حل النزاعات في مختلف مناطق العالم عن طريق الدبلوماسية والوساطة.
د. محمد المسفر: قطر ظلت على تواصل منذ اليوم الأول للعدوان مع الأطراف المعنية وتبذل الكثير من الجهود التي تكللت بالنجاح
ونوه الدكتور المسفر إلى أن قطر ظلت على تواصل منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، عبر الاتصالات الشخصية والطرق الدبلوماسية، مع الأطراف المعنية مثل مصر والولايات المتحدة الأمريكية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتبذل الكثير من الجهود التي تكللت بالنجاح.. مشددا على ضرورة التزام الجانب الإسرائيلي بما تم الاتفاق عليه.
ومن جانبه، أكد السيد جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة "الشرق" القطرية أن التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية تستمر أربعة أيام قابلة للتمديد في قطاع غزة، يمثل نجاحا جديدا للسياسة القطرية ودبلوماسيتها النشطة والعقلانية، وللنهج القطري القويم.
وقال إن هذه الهدنة التي جرى الإعلان عنها، تأتي في وقت بالغ الأهمية بعد انعدام كل وسائل الحياة في القطاع من مياه وكهرباء وغذاء ودواء وغير ذلك، وإنها تسهم في عودة الحياة من جديد لسكان قطاع غزة.
جابر الحرمي: قطر استطاعت أن تنتصر للجوانب الإنسانية وتتوصل إلى هدنة قابلة للتمديد
وأوضح الحرمي أن قطر استطاعت أن تنتصر للجوانب الإنسانية وتتوصل إلى هدنة قابلة للتمديد، قد تكون البداية لوقف العدوان نهائيا، وهي بهذا الإنجاز تؤكد للعالم من جديد قدرتها وخبرتها في إدارة الأزمات بحكمة وعقلانية وتوازن، مستدلا على ذلك بالإشادات الواسعة الصادرة عن مختلف دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية التي تشهد بمصداقية دولة قطر أمام المجتمع الدولي.
وتابع: قطر انبرت ومنذ اللحظات الأولى للعدوان، للدفاع عن غزة وعن الشعب الفلسطيني، وقد تكللت جهودها بالنجاح والإعلان عن اتفاق الهدنة.. مشيرا إلى أن الاتفاق سيكون بمثابة "جس نبض" بين "حماس" والكيان الإسرائيلي. وقال:" إذا سارت الأمور بشكل طبيعي يمكن تمديد هذه الهدنة ووقف القتال والإفراج عن المزيد من الأسرى وفتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية والوقود".
وأرجع رئيس تحرير جريدة "الشرق" النجاح في التوصل للاتفاق المذكور إلى مصداقية قطر وعلاقاتها الممتدة والواسعة مع جميع الأطراف وإخلاصها في جهودها، وبأنها لا تحمل أي أجندات خاصة من وراء ذلك، وإنما تهدف إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار للجميع.
إنجاز مهم
كما أشاد بالتنسيق بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، والذي أفضى إلى الضغط على إسرائيل والوصول لهذا الإنجاز.
من جهته ثمن الدكتور عبدالله بوعبود أستاذ كرسي دولة قطر لدراسات المنطقة الإسلامية في جامعة "واسيدا" اليابانية، جهود دولة قطر اللافتة ودورها المميز في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حرب غزة.
وأشار الدكتور بوعبود إلى أن هذا الاتفاق الذي رحب به العالم، قد توج الجهود القطرية بالتنسيق مع الشركاء، لوقف نزيف الدم الفلسطيني، ويعد في الوقت نفسه مزيدا من الدعم القطري القوي للقضية الفلسطينية.
د. عبدالله بوعبود: الدبلوماسية القطرية واصلت من خلال هذا الاتفاق إنجازاتها التي هي محل إشادة الجميع
وشدد على أن الدبلوماسية القطرية واصلت من خلال التوصل لهذا الاتفاق إنجازاتها التي هي محل إشادة الجميع، ونجحت في حقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، وهو ما من شأنه أن يساعد في إيجاد طرق أخرى لحل الأزمة بعيدا عن الحرب والدمار.
وأعرب عن ثقته باستمرار الجهود القطرية على طريق حوار ومفاوضات تفضي لإنهاء الأزمة على أساس حل الدولتين وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية بهذا الخصوص.
بدوره، أشاد السيد صادق محمد العماري مدير المركز القطري للصحافة، بالجهود التي بذلتها دولة قطر وأفضت للتوصل لهدنة إنسانية في قطاع غزة، الذي يشن عليه الكيان الإسرائيلي حربا مدمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وشدد على أن هذا الجهد القطري الفعال والمثمر بتنسيق بين كل من الدوحة والقاهرة وواشنطن، ليس بجديد على دولة قطر، ويأتي في إطار مبادراتها الهامة التي ما فتئت تضطلع بها لتكريس السلام والاستقرار العالمي، وضمن جهودها المتواصلة للتهدئة في بؤر الصراع والتوتر حول العالم.
وأعرب العماري عن أمله أن تسهم هذه الهدنة في تخفيف الأعباء الإنسانية عن المواطنين الفلسطينيين في القطاع، وإدخال الغذاء والدواء والوقود وغيرها من ضروريات الحياة إلى قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 17 عاما، وأن تكون بداية لإحلال سلام عادل ودائم في المنطقة، يكفل الحرية والحياة الكريمة للشعب الفلسطيني الشقيق في الضفة والقطاع.