دولار أمريكي 3.66ريال
جنيه إسترليني 4.75ريال
يورو 3.95ريال

قصة لا يعرفها الكثيرون عن غزة.. ضمدت جراح العالم

26/11/2023 الساعة 14:07 (بتوقيت الدوحة)
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
ع
ع
وضع القراءة

تعتبر المادة الأكثر استخداما في تاريخ الطب منذ مئات السنين، واحدة من عدد كبير من الأدوات والمواد الطبية التي لا تستطيع المنطقة التي صنعت هذه المادة الحصول عليها في الوقت الحالي، في مفارقة غريبة في تاريخ الإنسانية والحضارة.

وربما لا يعلم الكثيرون أن الاسم الطبي والمتداول في أغلب دول العالم لمادة الشاش الطبي، هو "gauze" ، وهو اسم مشتق من اسم مدينة غزة الفلسطينية، وهو المكان الذي ظهر فيه هذا الضماد وانتشر منه إلى أنحاء العالم.

ويتوقع الخبراء أن الشاش ظهر هناك بالتزامن مع صناعة النسيج التي عرفت في غزة ولا تزال مستمرة إلى اليوم، بحسب موقع "britannica".

مفارقة تاريخية وإنسانية

وبدأ تصدير الشاش إلى العالم منذ نهاية العصور الوسطى، وحافظ على اسمه المرتبط بمدينة غزة إلى اليوم، مع مفارقة تاريخية، وهي أن غزة اليوم تحتاج إلى مساعدة طبية عاجلة غائبة عن ذهن الكثير من الدول الغربية التي تستخدم اسمها لمادة الشاش.

ويعد الشاش أحد أقدم الطرق وأكثرها استخداما وفعالية لتغطية الجروح ومعالجتها، بسبب قدرة هذه المادة على حماية الجروح وتغطيتها من جهة، ومرونتها وسماحها بتهوية الجروح من جهة أخرى.

وبحسب المكتبة العالمية للطب، فقد استخدم الشاش لتضميد الجروح والإصابات المختلفة منذ قرون مضت.

وعلى الرغم من التطور الطبي الكبير في العالم، إلا أن الشاش الذي خرج لأول مرة من غزة لا يزال يعد من العناصر الأساسية في معالجة وتضميد الجروح وجزءا حيويا من الأدوات الحديثة للمعالجة.

ويأتي الشاش في يومنا الحالي، بأحجام وأنواع مختلفة، ولكنها جميعها تخدم بشكل أساسي نفس الأغراض مع بعض الاختلافات بحسب الحالة المرضية، لمنها جميعها تتفق مع الشاش القديم بالحماية من العدوى.

علاقة مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين مع تضميد الجراح

استخدم القدماء اللصاقات، وهو المعادل الحالي لضمادات الجروح، حيث كانت هذه اللصقات عبارة عن خليط من مواد تشمل الطين أو الطين والنباتات والأعشاب، وتم وضعها على الجروح لتوفير الحماية وامتصاص الإفرازات.

وكان الزيت أحد أكثر المكونات شيوعًا المستخدمة في عملية صنع اللصقات، ربما لأن البكتيريا تنمو بشكل سيئ في الزيت الأمر الذي قد يمنع العدوى، وكان من الممكن أن يمنع الزيت الضمادة من الالتصاق بالجرح كضمادة غير ملتصقة.

وكانت "البيرة" واحدة من أقدم منتجات العناية بالجروح المعروفة، وقام السومريون بتخمير ما لا يقل عن 19 نوعًا مختلفًا من البيرة.

وعثر في بلاد ما بين النهرين (العراق) على وصفة مثيرة للاهتمام لشفاء الجروح تتضمن بعض أنواع الزيوت منها زيت الصنوبر، والطرفاء، والأقحوان، والدقيق والحليب والبيرة ويخلط المزيج في مقلاة نحاسية صغيرة وينتشر على الجلد.

وربما كان المصريون هم أول من استخدم الضمادات اللاصقة وكانوا بالتأكيد أول من وضع العسل على الجروح. كان العسل والشحوم والوبر هي المكونات الرئيسية للجص الأكثر شيوعًا الذي استخدمه المصريون.

ربما ساعد الوبر المصنوع من الألياف النباتية على تهوية الجرح؛ ربما كان الدهن والعسل يحميان الجرح من العدوى، والشحوم المصنوعة من الدهون الحيوانية بمثابة حاجز أمام البكتيريا، وعلى الرغم من أن العسل عامل فعال كمضاد للجراثيم، إلا أنه يحتوي على العديد من الخصائص العلاجية الأخرى أيضا.

وكان المصريون يرسمون الجروح باللون الأخضر. يشير اللون الأخضر إلى الحياة، والطلاء الأخضر يحتوي على النحاس، وهو مادة سامة للبكتيريا.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo