أكد سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، حرص دولة قطر الدائم على المشاركة في مؤتمرات الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ لما تمثله من فرصة مهمة لعرض الجهود والتقدم المحرز في الحفاظ على البيئة والاستدامة.
وأضاف سعادته، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن دولة قطر أنهت استعداداتها للمشاركة في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "كوب 28" المقرر انعقاده في مدينة "دبي" بالإمارات العربية المتحدة الشقيقة خلال الفترة من 30 نوفمبر الجاري إلى 12 ديسمبر المقبل.
وقال سعادة وزير البيئة والتغير المناخي إن مشاركة دولة قطر في هذا المحفل البيئي العالمي الكبير ستشهد انضمامها إلى الاتفاقية العالمية لـ"أبقار البحر" وهي عبارة عن التزام دولي لتبادل الخبرات والزيارات والمعلومات والبيانات الخاصة بالمحافظة على هذه النوعية من الأحياء البحرية المهددة بالانقراض، بجانب توقيع خطاب نوايا مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" للإعلان عن المركز الإقليمي للحفاظ على قرش الحوت الذي تشهد المياه الإقليمية للدولة أكبر تجمعات وأطول فترة بقاء لهذا الكائن البحري المهدد بالانقراض في العالم.
وتابع سعادته بأنه تم تشكيل "اللجنة الوطنية للتغير المناخي والاستدامة" برئاسة الوزارة، وعضوية عدد من الوزارات والهيئات والجامعات المعنية، وكذلك تشكيل فريق تفاوضي كامل من جميع الأطراف بهدف التنسيق وتوحيد المواقف فيما يتعلق بمواضيع التغير المناخي ومن ضمنها المشاركة في المفاوضات التي سيشهدها "كوب 28" الذي تشارك فيه المنظمات الأممية والبيئية ويعد فرصة لإبراز مجهودات الدولة في هذا الملف الهام.
قطر تحرص على المشاركة في المعرض المصاحب للمؤتمر من خلال العروض التقديمية والأحداث الجانبية
ولفت سعادة الوزير إلى أن دولة قطر تحرص على المشاركة في المعرض المصاحب للمؤتمر من خلال العروض التقديمية والأحداث الجانبية، وعرض المجسمات والأفلام والصور التي تبرز جهود الدولة في مجال البيئة والتغير المناخي، بخلاف الأوراق البحثية والمشاركة في الجلسات الرئيسية والفرعية طوال أيام المؤتمر.
ونبه سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني إلى أن مشاركة دولة قطر في "كوب 28" ستركز على عدة موضوعات تتعلق بالبصمة الكربونية واتفاقية باريس، خاصة البند رقم 6 الذي حدد نسبة الكربون الناتجة عن كل دولة، وأن تقوم الشركات الوطنية بتعويض فارق الانبعاثات باستثمارات في مشروعات صديقة للبيئة، لافتا إلى أن دولة قطر انتهت من المرحلة الأولى لبرنامج وطني يتعلق بهذا البند سيتم الإعلان عنه في "كوب 28"، لتكون بذلك أول دولة في منطقة الخليج تنجز هذه المرحلة، كما سيتم الإعلان عن البدء في المرحلة الثانية من البرنامج نفسه، والتي نحاول أن تكون على المستوى الدولي، إضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات التي تتعلق بالحفاظ على الحياة البحرية في المنطقة.
قطر ستركز خلال "كوب 28" على الملفات الخاصة بمواضيع التغير المناخي والحفاظ على مصالحها الوطنية
ونوه سعادته بأن دولة قطر ستركز أيضًا على الملفات الخاصة بمواضيع التغير المناخي والحفاظ على مصالحها الوطنية ضمن المفاوضات في مواضيع تتعلق بالتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع آثار التغير المناخي وأخرى مرتبطة بوسائل التنفيذ المشتملة على: التمويل وتطوير التكنولوجيا ونقلها وبناء القدرات وغيرها من المواضيع الأخرى، معربا عن تطلعه لإقامة مؤتمر ناجح لمعالجة القضايا البيئية وآثارها وتحدياتها، وتحقيق أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي وتعزيز التنفيذ الكامل والفعال لاتفاق باريس، وأن تتوافق مخرجات المؤتمر مع مبادئهما والظروف والأولويات الإقليمية والوطنية.
وبين سعادة الوزير أن قطر من أوائل الدول التي انضمت لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 1996 وشاركت في "كوب 1" إلى آخر نسخة عقدت في مدينة شرم الشيخ بالقاهرة وعلى أعلى المستويات، مشددًا على حرص الدولة على التواجد في المعرض المصاحب لإبراز مجهوداتها في القضايا المتعلقة بالتغير المناخي والاستدامة وتقليل الانبعاثات والاعتماد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة أمام الدول والمنظمات المشاركة.
ولفت سعادته إلى أن مشاركة الوزارة ستكون جيدة وستقوم بإشراك الصفوف "الثاني والثالث والرابع" من الكفاءات الوطنية بالوزارة لتكوين فريق متخصص من الشباب والمديرين لتحقيق أقصى استفادة من مثل هذه الأحداث الكبرى للقيادات الشابة.