أكد سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، أن العلاقات "القطرية - الألمانية" تتسم بالودية، والصداقة المتينة، والشراكة الاستراتيجية الواعدة.
وقال سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا": إن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت خلال العقود الخمسة الماضية نموا وازدهارا ملحوظين على كافة الأصعدة، حتى غدت دولة قطر واحدة من أهم الشركاء الدوليين لجمهورية ألمانيا الاتحادية، مبينا أنه بالنظر إلى متانة العلاقات الاقتصادية والتجارية المزدهرة أيضا بين البلدين الصديقين، أصبحت قطر شريكا استراتيجيا لا يستهان به بالنسبة لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط.
البلدان يرتبطان بشكل وثيق بعدد من الاتفاقيات الاقتصادية ومذكرات التفاهم من أهمها الاتفاقيات المبرمة في مجال الطاقة
وأضاف أن البلدين يرتبطان بشكل وثيق بعدد من الاتفاقيات الاقتصادية ومذكرات التفاهم؛ من أهمها الاتفاقيات المبرمة في مجال الطاقة، وأخرى في المجالات الصناعية والتجارية والصحية والثقافية والرياضية، والطاقة الشمسية والطيران والنقل الجوي، إلى جانب اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي، تمكنت من تنظيم العديد من المؤتمرات والندوات على مدى السنوات الماضية.
وبين أن العلاقات الاقتصادية القطرية - الألمانية شهدت نموا مطردا خلال العقود الخمسة الماضية، مما جعل قطر الشريك الاقتصادي الأبرز لألمانيا في المنطقة، حيث تحتل ألمانيا المرتبة الثالثة بين أكثر الدول الأوروبية استقطابا للاستثمارات القطرية، بعد بريطانيا وفرنسا، وكذلك تعد دولة قطر من أكبر المستثمرين في ألمانيا، بحجم استثمار يصل إلى نحو 25 مليار يورو، يشمل قطاعات: صناعة السيارات، والاتصالات، والخدمات المصرفية، وغيرها من القطاعات المهمة.
وذكر سعادة سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية أن وتيرة هذه الاستثمارات ازدادت عقب الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) إلى ألمانيا عام 2018، والتي أعلن خلالها عن عزم دولة قطر ضخ استثمارات بقيمة 10 مليارات يورو في الاقتصاد الألماني على مدى السنوات الخمس التالية، وهو ما يعكس عمق ومتانة العلاقات الثنائية على كافة المستويات.
قطر تعتبر أكبر مساهم في مجموعة "فولكس فاغن" العملاقة لصناعة السيارات بحصة تبلغ 9 مليارات دولار
وعلى صعيد الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين، قال: إن قطر تعتبر أكبر مساهم في مجموعة "فولكس فاغن" العملاقة لصناعة السيارات، بحصة تبلغ 9 مليارات دولار، وبحصة تبلغ 21 بالمائة في شركة "سمينز" الرائدة، المتخصصة في مجال الطاقة والإلكترونيات، بما في ذلك الرعاية الصحية والبنية التحتية.
ونوه إلى أن قطر تمتلك كذلك حصة تساوي 6.1 بالمائة في "دويتشه بنك" أحد أهم البنوك العالمية المعروفة بدورها الريادي في الاستثمارات والصفقات العالمية الكبرى، كما تستحوذ الدولة على حصة قدرها 49% بشركة "سولار وورلد" لصناعة تكنولوجيا الألواح الشمسية، التي تصنف كإحدى أكبر الشركات العالمية في هذا المجال.
واستطرد سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية بالقول: إن الاستثمارات القطرية لم تقتصر على الشركات العاملة في القطاع الصناعي والتكنولوجي فحسب، بل امتدت إلى قطاع الشحن عبر الاستثمار في شركة "هاباج لويد" إحدى أكبر شركات الشحن في العالم، كما تمتلك قطر حصة في شركة "هوخ تيف"، التي تعتبر إحدى أكبر شركات الإنشاءات في البلاد، وتستثمر أيضا في مجموعة إمدادات الطاقة "أر دبليو أي - RWE AG"، إحدى أكبر منتجي الطاقة المتجددة على مستوى العالم، بمبلغ 2.4 مليار يورو.
حجم التبادل التجاري بين قطر وألمانيا وصل إلى أكثر من ملياري دولار خلال العام الماضي
وفيما يتعلق بحجم التبادل التجاري بين قطر وألمانيا، أكد أنه وصل إلى أكثر من ملياري دولار خلال العام الماضي، وذلك في وقت تشير فيه البيانات المتوفرة حتى شهر أغسطس من العام الجاري إلى أن حجم التبادل التجاري بلغ أكثر 1.3 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتجاوز حافة ملياري دولار في نهاية العام.
ولفت إلى أن العلاقات الثنائية المتميزة بين قطر وألمانيا شهدت على مدار الأعوام السابقة حالة من التقارب الحقيقي بين الثقافتين العربية والألمانية، وتم تتويجها في نهاية المطاف بافتتاح البيت الثقافي العربي "الديوان" في برلين عام 2017، ليكون بمثابة محطة الانطلاق الأبرز لتعميق التواصل الحضاري والثقافي بين البلدين، حيث يحظى هذا البيت الثقافي بأهمية كبيرة؛ لكونه أول مركز ثقافي قطري يتم افتتاحه في أوروبا، وقد ساهم افتتاحه في العاصمة الألمانية بتطور مثالي للعلاقات الثقافية القطرية - الألمانية.
وأكد سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، أن الزيارة الكريمة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) إلى "الديوان" على هامش افتتاح سموه "منتدى قطر وألمانيا للأعمال والاستثمار" ببرلين في نسخته التاسعة خلال سبتمبر 2018، أعطت للبيت الثقافي ثقلا مضاعفا، وعبرت عن مدى الأهمية التي توليها دولة قطر لتعزيز التبادل الثقافي مع باقي دول العالم.
وقال سعادته: إن الأوساط السياسية والاقتصادية تتوقع أن تزيد زيارة فخامة الرئيس الألماني الدكتور فرانك فالتر شتاينماير المرتقبة للدوحة من متانة العلاقات المتميزة بين دولة قطر وجمهورية ألمانيا، وأن تساهم في تطوير ودفع التعاون الثنائي والشراكة بين البلدين إلى آفاق جديدة في مختلف المجالات، خدمة لمصالح البلدين والشعبين الصديقين.
وأكد أن مدى الأهمية التي توليها الأوساط الرسمية وغير الرسمية لهذه الزيارة يتضح من إشادتها مجتمعة بدور الوساطة البناء، الذي تقوم به الدبلوماسية القطرية حاليا في صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
دور الوساطة القطرية في الإفراج عن المحتجزين سيكون من بين أبرز المواضيع التي ستتناولها المباحثات الثنائية خلال هذه الزيارة
وعن أبرز الملفات التي ستتم مناقشتها خلال الزيارة، نوه سعادة سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، إلى أن دور الوساطة القطرية في الإفراج عن المحتجزين سيكون من بين أبرز المواضيع التي ستتناولها المباحثات الثنائية خلال هذه الزيارة، خاصة أن فخامة الرئيس شتاينماير، الذي يقوم بزيارة قطر لأول مرة منذ توليه هذا المنصب، يتوقع أن يتم الإفراج عبر هذه الوساطة عن المحتجزين الألمان لدى "حماس". كما أنه من المتوقع أن يتم في سياق الزيارة بحث وسائل التوصل إلى سلام دائم وشامل في الشرق الأوسط، ودور الوساطة البارز الذي تلعبه قطر في تسوية النزاعات الإقليمية والدولية.
ونوه في هذا الصدد بما أعربت عنه وزيرة الخارجية الألمانية سعادة السيدة أنالينا بيربوك من امتنان بلادها لالتزام دولة قطر تجاه قضية إطلاق سراح الأسرى، وتثمين سعادة السفير كريستيان بوك المدير العام للشؤون السياسية والمبعوث الخاص إلى ليبيا، دور الوساطة المتميز الذي تلعبه دولة قطر في الشرق الأوسط، متمنيا أن يحيي نجاحها في تحقيق اتفاق الهدنة الأمل للرهائن الإسرائيليين والألمان وكذلك للسكان المدنيين في غزة في وقف الحرب وتحقيق السلام.
يشار إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا، عكسه تكثيف الزيارات بين الجانبين على أعلى المستويات، والتي توجت مؤخرا بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) إلى برلين مطلع شهر أكتوبر الماضي، حيث لاقت صدى كبيرا بين الأوساط السياسية والإعلامية الألمانية؛ نظرا لكون قطر واحدة من أهم الدول الشريكة لألمانيا، فضلا عن كونها الوسيط النزيه الأبرز حاليا في الساحة الدولية القادر على التفاوض وحل القضايا والأزمات التي تعصف بالمنطقة.