دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.5ريال
يورو 3.88ريال

العلاقات بين قطر والبرازيل.. آفاق واسعة للشراكة والتعاون

30/11/2023 الساعة 14:48 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

 تتطلع دولة قطر لتمتين علاقاتها مع الدول المؤثرة عالميا شرقا وغربا، ومنها جمهورية البرازيل الاتحادية أبرز دول قارة أمريكا الجنوبية، التي ينتظر أن تفتح زيارة رئيسها لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي وصل الدوحة بالأمس، فصلا جديدا في مسيرة العلاقات الممتدة منذ قرابة الـ50 عاما، في ظل تحديات سياسية واقتصادية، وآمال بتطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها.

وقد تم الإعلان عن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1974، وفي عام 1997 تم افتتاح سفارة دولة قطر في العاصمة برازيليا، ثم تبادلت البرازيل التمثيل الدبلوماسي مع قطر عام 2005 عندما افتتح وزير خارجيتها آنذاك سفارة بلاده رسميا في الدوحة.

الجولة الخامسة من المشاورات السياسية

وفي إطار تعزيز العلاقات الثنائية، شهدت العاصمة برازيليا عقد الجولة الخامسة من المشاورات السياسية بين الدولتين في الرابع والعشرين من أكتوبر عام 2023، حيث ترأس الجانب القطري سعاد الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، فيما ترأس الجانب البرازيلي سعادة السيدة ماريا لورا دا روشا الوزيرة التنفيذية في وزارة الخارجية البرازيلية، بحضور سفير دولة قطر أحمد بن محمد الشيباني، حيث تناولت المشاورات العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها.

وكانت آخر زيارة لرئيس برازيلي قد تمت في 17 نوفمبر 2021 بدعوة كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث قام فخامة الرئيس السابق لجمهورية البرازيل الاتحادية جايير بولسونارو، بزيارة رسمية، تم خلالها الاتفاق على دراسة سبل رفع الشراكة الاقتصادية إلى مستوى يليق بازدهار اقتصاد الدولتين، كما جددا عزمهما على مواصلة المفاوضات بشأن اتفاقية التعاون وتسهيل الاستثمارات واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي.

وأشاد الرئيس بولسونارو، الذي تتزامن زيارته الدوحة مع احتفال قطر باليوم الوطني للدولة، بالتطور الملحوظ الذي حققته البلاد في العقود الخمسة الماضية. كما توجه حضرة صاحب السمو بالتهنئة لجمهورية البرازيل رئيسا وحكومة وشعبا بمناسبة مرور 200 عام على استقلالها، في العام 2022.

اتفاق بشأن النقل البحري

وإدراكا منهما لأهمية قطاع النقل والإمدادات بالنسبة لسلاسل الإمداد العالمية وللتنمية الاقتصادية لكلا البلدين، اتفق الطرفان على دراسة إمكانيات التعاون الثنائي في هذا المجال، بما في ذلك المفاوضات من أجل التوصل لإبرام اتفاق بشأن النقل البحري، كما أكدا عزمهما على بناء شراكة في مجال المنتجات الدفاعية تشمل الجوانب التجارية والبحث والتطوير.

وبشأن الدور الهام لقطاع العلوم والتكنولوجيا والابتكار في زيادة القدرة التنافسية لاقتصاداتهما الوطنية، شددت القيادتان على العزم على استكشاف أوجه التكامل بين بلديهما في القطاع المذكور أعلاه، واتفقا على بدء المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاقية تعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

وقد بنيت أولى الأساسات للعلاقات المتينة بين الدولتين خلال زيارة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى البرازيل في يناير 2010، فقد تم فيها توقيع اتفاقية على إنشاء لجنة التعاون الحكومي المشتركة بين البلدين، واتفاقية للمشاورات السياسية الثنائية بين وزارتي الخارجية، واتفاقية للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، ومذكرات تفاهم بين شركة قطر القابضة وكل من المصرف الوطني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصندوق الضمان لموظفي مصرف البرازيل، وشركة /فالي/ للمناجم، واتفاقية إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة من تأشيرات الدخول، واتفاقية في مجال النقل الجوي، وآخرها اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل الناتج عن النقل الجوي الدولي، وصادقت دولة قطر عليها في 12 / 7 / 2010.

مجلس أعمال مشترك

واتفق البلدان أيضا خلال زيارة الرئيس لولا دا سيلفا إلى الدوحة في مايو 2010 على مذكرة لإنشاء مجلس أعمال مشترك بين غرفة تجارة قطر والغرفة التجارية العربية البرازيلية، واتفاقية للتعاون الرياضي بينها مذكرة تفاهم بين اللجنة الأولمبية القطرية واللجنة الأولمبية البرازيلية، واتفاقية للتعاون السياحي، واتفاقية تعاون إخباري مشترك بين وكالة الأنباء القطرية (قنا) والوكالة البرازيلية للاتصالات (EBC)، واتفاقية للتعاون الثقافي بينها مذكرة تفاهم بين المكتبة الوطنية لدولة قطر والمكتبة العربية - الأمريكية الجنوبية (Bibliaspa).

وفي أكتوبر 2019 زار فخامة الرئيس السابق جايير بولسونارو دولة قطر، حيث التقى في الديوان الأميري حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وتوافقت الزيارة مع الذكرى الـ45 للعلاقات بين البلدين، حيث شهدت التوقيع على اتفاقية خدمات جوية ثنائية، والإعفاء المشترك من متطلبات تأشيرة الدخول لحاملي الجوازات العادية، ومذكرات تفاهم للتعاون في مجال الصحة، والتعاون في الأحداث الدولية الكبرى، والتدريب الدبلوماسي، والمسائل الدفاعية بين وزارتي الدفاع في البلدين.

كما حضر الرئيس بولسونارو اجتماعا ضم رواد الأعمال القطريين لاستكشاف الفرص الاستثمارية المشتركة الجديدة التي توفرت من خلال الإصلاحات الاقتصادية في البرازيل، أو من خلال الخطط التنموية لرؤية قطر الوطنية 2030، وذلك في مجالات البنية التحتية والمواصلات والطاقة والأعمال الزراعية والدفاع والابتكار، واتفق الطرفان على بدء المفاوضات حول اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي.

حجم التجارة البينية

وتأكيدا على عمق العلاقات الثنائية، تشير غرفة تجارة قطر إلى ارتفاع حجم التجارة البينية بين البلدين من 2.1 مليار ريال عام 2020 إلى 3.8 مليار ريال في 2021، بما يؤكد قوة ومتانة العلاقات التي تربط البلدين على كافة المستويات خاصة الاقتصادية والتجارية، لا سيما في ظل وجود الكثير من المنتجات البرازيلية في السوق القطرية.

وتشارك دولة قطر في عدد من الأنشطة الاقتصادية في البرازيل ضمن المعارض والمنتديات العربية، على غرار معرض ‏أباس (202 APAS) بمدينة ساو باولو الذي تنظمه غرفة التجارة العربية البرازيلية، بالإضافة إلى المنتدى الاقتصادي الذي عقد في شهر يوليو 2022 بمشاركة واسعة من أصحاب الأعمال والمستثمرين القطريين، وغيرهم من الفاعلين الاقتصاديين العرب المهتمين بهذا التعاون.

وتعد البرازيل أكبر دولة في قارة أمريكا الجنوبية مع مساحة يابسة تمتد على 8.54 مليون كم، وتعداد سكاني يزيد عن 204 ملايين نسمة، وكانت تحتل المركز السابع على الاقتصاد العالمي عام 2014 مع ناتج محلي إجمالي بلغ 2.346 ترليون دولار أمريكي وفقاً لأرقام البنك الدولي، وهي بطبيعة الحال قوة زراعية وصناعية كبيرة، وأقوى اقتصاد في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وهي رابع أكبر بلد في العالم من حيث الإنتاج الزراعي، كما أنها منتج رئيسي للبن وقصب السكر والحمضيات، وثاني أكبر منتج لفول الصويا ولحوم البقر والدواجن.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo