استعاد مصورون وفنانون تشكيليون جماليات التراث وعناصره وفنونه، استلهموها في أعمالهم الفنية عبر لوحات وصور في مشاركتهم بمعارض فردية ورسم أمام الجمهور بمهرجان "كتارا" الثالث عشر للمحامل التقليدية، الذي اختتم فعالياته اليوم بالواجهة البحرية على شاطئ المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا".
وألقى الفنانون الضوء على تنوع أساليبهم ورؤاهم بين مختلف اتجاهات الفن المعاصر ومدارسه، وتفاعلهم المباشر مع جمهور المهرجان، ودور الفن كجسر بين الماضي والحاضر.
فقد أوضحت المصورة والفنانة التشكيلية موضي الهاجري، التي تشارك بجناح خاص بعنوان "صور تراثية"، أن أعمالها الفنية تجمع بين التعبير الفني والتوثيق من خلال صور تجسد معالم قطر التراثية والحضارية، لافتة إلى أن معظم الصور مستوحاة من أجواء مهرجان المحامل التقليدية في دوراته المختلفة، وتعكس جماليات المحامل التقليدية وتبرز تفاصيلها ومكوناتها.
بدوره، أشار المصور خالد المسلماني، الذي يشتمل معرضه بعنوان "محامل لول" على مجموعة من الصور التي تبرز جماليات المحامل التقليدية، إلى أن هذه الأعمال تمثل حصيلة جهد امتد لسنوات طويلة لتوثيق هذا التراث، استطاع من خلالها تجسيد عراقة الماضي والقيمة التاريخية لهذه السفن التي صورها في رحلات إلى شواطئ قطر، وهي راسية على تلك الشواطئ، مبرزا أنه اختار التصوير باللونين الأبيض والأسود ليضفي أبعادا زمانية ومكانية خاصة على صوره.
وفي ذات الإطار، نوه فنانون تشكيليون يشاركون بالرسم أمام الجمهور باستلهام أعمالهم من موضوع المهرجان والتفاعل مع جمهوره، حيث اعتبر الفنان التشكيلي حسن بوجسوم إلى أن التراث بأشكاله المتعددة يمثل مصدر إلهام دائم له في أعماله الفنية، وأن مشاركته في المهرجان تنسجم مع احتفائه الدائم بالتراث في الواقع وفي الفن، مضيفا أن لوحته التي رسمها مستلهمة من جمهور المهرجان وهو يتأمل من الشاطئ محامل المهرجان وفعالياته.
ومن جانبها، قالت الفنانة التشكيلية مريم الملا، إنها استوحت صورة النهام في لوحتها التي تشارك بها في المهرجان هذا العام، الذي يمثل أحد رموز التراث البحري وأحد عناصره الملهمة،مشيرة إلى أنها وظفت الفن التكعيبي في معالجتها للعمل، مما يجعل من الفن جسرا للارتباط بين الماضي والحاضر.
إلى ذلك، أوضحت الفنانة التشكيلية حنيفة عبدالقادر أنها جسدت في لوحتها المستلهمة من أجواء المهرجان صورة أب يحكي لابنته عن تراث الغوص وتاريخه وهما يتأملان محملا تراثيا.
كما ذكر الفنان الشاب عمران الرئيسي أن صور زوار المهرجان من كبار السن ألهمته ليرسم ملامح أحدهم، مما يبعث في الإنسان الحنين إلى الماضي، لافتا إلى أنه اختار نموذج البورتريه في الرسم لعكسه ملامح الإنسان واحساسه ومشاعره.
والجدير بالذكر أن مهرجان "كتارا" للمحامل التقليدية يعكس جهود المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" المتواصلة في الاهتمام بالتراث والثقافة البحرية بكل فنونها وتقاليدها، ويجسد مساعيها الدؤوبة في ترسيخ هذا التراث.