أصدرت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كتابها التاسع والتسعين بعد المائة (199) في سلسلة "كتاب الأمة" بعنوان: "الزكاة.. موارد استثمارية لمعالجات اقتصادية" للدكتور إدريس مقبول.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها اليوم، أن الكتاب يقدم دراسة جادة حول موارد الزكاة ومصارفها ودورها في تقديم "الرؤية الإسلامية" لحل مشكلات الطبقية والفقر والعوز والاختلالات الاقتصادية والاجتماعية، وموقع هذه الفريضة الحيوي في النظام الاقتصادي الإسلامي، وما تضطلع به من إسهام فاعل في تحقيق الكفاءة الاقتصادية، ترشيد موارد المجتمع بحسب الحاجات الحقيقية لعناصره الهشة، وتحقيق التجانس المطلوب في التركيبة الاجتماعية بتقليل الفوارق الطبقية، وبناء علاقات أكثر عدلا وأقل عنفا؛ من خلال إشاعة روح التضامن، واحتواء المشاعر الأكثر تدميرا، والوصول إلى مستوى معقول من الرفاهة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات المسلمة.
ويطرح الكتاب دراسة مهمة حول إسهامات الزكاة في الإجابة عن سؤال التنمية والنهوض الحضاري في ضوء القيم والمبادئ والضوابط الإسلامية المنظمة للعلاقات الاقتصادية بين بني الإنسان، بعيدا عن الآفات التي خلفتها الأنظمة الاقتصادية الأخرى، وانطلاقا من أن التنمية تمثل تحديا حضاريا، وأن الإسلام يمثل المحتوى الحضاري للأمة، وأن النموذج التنموي الإسلامي نموذج مسؤول واجتماعي، تحكمه الرؤية التوحيدية والإيمانية، قبل أن يكون أداة لتحقيق رفاهية الفرد والمجتمع، في إطار ما يحقق العبودية لله تعالى في الأرض.
ويبحث الكتاب في شرعية الاستثمار الزكوي، داعيا للانتقال من الزكوات الاستهلاكية إلى الزكوات الإنتاجية، ومنبها لما يمكن أن يحيط بهذا الانتقال من مخاطر تقتضي التحوط، ووضع الضوابط واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة؛ للحفاظ على الموارد وحمايتها، وضمان نجاح المشاريع الاستثمارية.
كما يدعو الكتاب لأهمية النظر والتأمل والإفادة مما وقع بين الفقهاء والعلماء من خلاف حول الموارد والاستثمار وشروط دفع الزكاة، ما بين مضيق وموسع؛ مؤكدا أن هذا الخلاف قدم للفكر الاقتصادي حزمة من الأفكار، لكل منها وجاهته وقيمته الاقتصادية والإنسانية، وفتح الباب واسعا لإبصار جملة من الآفاق التي تعين في كل زمان ومكان على تفعيل وترشيد دور الزكاة في المجتمع، وتنميته، والارتقاء به؛ لتحقيق شروط التنمية المستدامة.
ويخلص الكتاب إلى طرح رؤية مستقبلية، تضع في اعتبارها أن الإسلام يمد حبل إنقاذ للبشرية؛ من أجل أن تستفيد من دروس "الزكاة" التكافلية التي تمزج الواقعي المادي بالمثالي الأخلاقي.