اختتمت متاحف قطر، اليوم، برنامج "جدران عالمية" الدولي للجداريات في حي المينا بمنطقة ميناء الدوحة القديم.
ويأتي هذا المهرجان في إطار مبادرات متاحف قطر المستمرة لبث الحياة في المناطق الحضرية في جميع أنحاء الدوحة.
وأسفر "جدران عالمية" عن إبداع أعمال فنية فريدة زينت حي المينا، أضفت عليه رونقا خاصا بمشاركة فنانين محليين وإقليميين وعالميين.
عبدالرحمن آل إسحاق: نسعى إلى إثراء حياة المقيمين والزوار في قطر
وقال السيد عبدالرحمن أحمد آل إسحاق، مدير إدارة الفن العام بمتاحف قطر، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية، إن برنامج جدران عالمية، نسعى من خلاله باستمرار إلى إثراء حياة المقيمين والزوار في قطر من خلال مبادراتنا وأنشطتنا الثقافية المتميزة. وذلك ضمن برامج الفن العام المعاصر لمتاحف قطر التي تجسد طموحاتنا والتزامنا بنقل الفن إلى ما وراء الجدران الأربعة للمتاحف وجعله جزءا من حياتنا اليومية.
وأوضح أن النسخة الثانية لـ"جدران عالمية" التي اختتمت فعالياتها اليوم، حققت نجاحا مثل ما حققته النسخة الأولى في عام 2021، حيث عاش الآلاف من أفراد المجتمع تجربة فريدة من نوعھا.
ونوه السيد آل إسحاق، بأن 13 فنانا، منھم 10 فنانين من حول العالم و3 فنانين قطريين، أضاءوا منطقة المينا بالأعمال الفنية الملھمة والمحفزة للتفكير. وأضفوا رونقا خاصا على فضاء منطقة المينا.
من جهتهم، أكد عدد من الفنانين المشاركين في تزيين جدران حي المينا بمنطقة ميناء الدوحة القديم في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية، على أهمية إتاحة الفن للجميع، وإشراكهم في تذوقه في الفضاء العام وليس في المتاحف والمعارض فقط.
الفنانون المشاركون في الفعاليات يتحدثون عن أعمالهم
وفي هذا الصدد، قال الفنان القطري عبدالله حسين الصلات لـ"قنا"، إن عمله الفني يعكس ثقافته وما نشأ عليه من حب التراث والثقافة الأصيلة.
وأضاف: "رسمت المبخر، الذي كانت جدتي تنشر من خلاله عبقا طيبا في البيت من البخور المتصاعد منه، وهو ما عبرت عنه بلمساتي الفنية بالتعبير عن فقاعات البخار المتصاعد بأشكال مختلفة بقيت عالقة من ذاكرة الصبا".
وتعتبر جدارية الصلات هي الثانية في مساره الاحترافي، بعدما كان يمارس شغفه الطفولي على جدران بيتهم ما شكل له متاعب.
من جهته قال الفنان العماني هود إسماعيل في تصريح مماثل لـ"قنا"، إن هذه المشاركة هي فرصة للاحتكاك مع فنانين عالميين وتبادل الخبرات وإطلاعهم على ثقافة خليجنا، حيث إن هذه الفعالية الدولية تجمع فنانين عالميين في فضاء واحد وأوضح أن عمله الفني مفعم بالألوان، ويبين الحرية الشخصية المتزنة من وحي الخيال، حيث إن كل شخصية ولها طابعا خاصا بها.
وأشارت الفنانة المكسيكية وآدري ديل روسيو، إن جداريتها تتعلق بطفل يجمع نجم البحر، الذي يمثل الأحلام، التي تتنامى مع كبره ويريد تطويرها وتحقيقها في حياته.
وأبدت آدري إعجابها بالمحافظة على البيئة في قطر، وانتشار أعمال الفن العام مما يثري الذائقة الفنية ويغني التغذية البصرية.
بدورها نوهت الفنانة الإسبانية لولا جوثي، بأنها كانت متحمسة للغاية عندما علمت بمشاركتها في هذه الفعالية الفنية الدولية بالدوحة، ما دفعها للتعرف على المزيد عن ثقافة البلد وبيئتها.
وأشارت إلى أنها أرادت من خلال عملها الفنية إضفاء بعد بيئي عليه من زهور وغير ذلك.
وأوضحت أن العمل الفني هو انعكاس لأحاسيس الفنان ومشاعره، وأن حبها للطبيعة تجسد في جداريتها.
وأعربت عن غبطتها للتقارب بين الثقافة الإسبانية والقطرية، وقالت عن ذلك: "لدينا هذا الإرث العربي والتشابه بين ثقافة الطعام".
"جدران عالمية" يركز على المدن والشعوب والمواهب
جدير بالذكر، أن "جدران عالمية"، يركز على المدن والشعوب والمواهب، ويقدم معارض فنية ومحاضرات ومدارس فنية وموسيقية ومشاريع للجداريات وأعمال فنية تركيبية نابضة بالحياة في أرجاء العالم، حيث يتجاوز تأثير المهرجان الفن الذي أبدعه المشاركون خلال الحدث، ليخلق شعورا بالفخر والانتماء في المناطق التي يضفي لمسته عليها.
تجدر الإشارة إلى أن الفنانين المشاركين هم: نورا المنصوري، وغادة السويدي، وعبدالله الصلات من قطر، وكيفن ليونز (الولايات المتحدة الأمريكية)، إتوجا (ليتوانيا)، وكاراتوز (هونج كونج/ بلجيكا)، ومحمد أودو (غانا)، ولولا جوثي (إسبانيا)، وآدري ديل روسيو (المكسيك)، وسوفلس (أستراليا)، ومن الفنانين العرب هود (عمان)، وبلال خالد (فلسطين)، وبالشراكة مع مبادرة الأعوام الثقافية، دعا مهرجان "جدران عالمية" أيضا الفنان الإندونيسي هرتزفين للاحتفال بالعام الثقافي قطر-إندونيسيا 2023.
ويحظى المهرجان بدعم من شركة "جوتن" وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال تصنيع الدهانات والطلاءات على مستوى العالم.
وتأسس مهرجان "جدران عالمية" في هونغ كونغ عام 2010، على يد الفنان والرسام والقيم الفني والمدير الفني جاسبر وونغ، حيث أقيمت نسخته الأولى على امتداد أسبوع تحت اسم "باو واو"، ومنذ ذلك الحين، أحيي المهرجان في 25 مدينة حول العالم بهدف تزيين المدن وبناء المجتمع.
وأقيمت أول نسخة للمهرجان في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في محطة مترو السد في عام 2021، حيث أضفى 12 فنانا محليا وعالميا الحيوية على جدران الدوحة.