دولار أمريكي 3.63ريال
جنيه إسترليني 4.61ريال
يورو 3.85ريال

شخصيات عالمية ذات ثقل تطرح حلولا لمواجهة التحديات

منتدى الدوحة.. تاريخ حافل من النقاشات حول القضايا المصيرية

09/12/2023 الساعة 13:53 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

تصدر منتدى الدوحة، منذ انطلاقته عام 2001، المشهدين الإقليمي والدولي بزخم القضايا المطروحة على أجندته، وثقل المشاركين فيه من رؤساء دول وحكومات ومسؤولين أمميين ووزراء ورجال أعمال وناشطين ومنظمات المجتمع المدني من مختلف دول العالم، الذين يضعون تطورات الأوضاع الراهنة، وسبل مواجهة التحديات العالمية في صلب مناقشاتهم.

ويعكس سعي دولة قطر لاحتضان مثل هذه الفعاليات الكبرى ورعايتها، حرص القيادة الرشيدة على مشاركة العالم في طرح قضاياه المصيرية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتشخيص الحالة الراهنة، واقتراح الحلول لمعالجتها، لاسيما فيما يعنى بقضايا تتعلق بمكافحة التطرف، ودور المرأة، والتوزيع العادل للثروات، وحماية حقوق الإنسان، والقضاء على العنف، ومحاصرة الإرهاب، وبحث "أفضل الوسائل" لمواجهة التهديدات والتحديات المتعاظمة التي تقف في وجه المجتمعات البشرية، والتي لا يمكن مواجهتها بأساليب أو سياسات فردية.

فعالية كبرى

ويعتبر منتدى الدوحة أحد أبرز الفعاليات الكبرى في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، نظرا لما يدعو إليه باستمرار لاعتماد التنمية كأساس للأمن السياسي والاجتماعي، ولدوره في تحليل واقع المنطقة والعالم، ومساهمته بالفكر والرأي في معالجة القضايا الملحة، فضلا عن كونه يتناغم مع السياسة الخارجية لدولة قطر التي تعتمد مبدأ الحوار في حل القضايا والصراعات والأزمات.

ونظرا للنجاح الكبير الذي حققه المنتدى على مدى تاريخه، فقد ضم إليه "مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط"، واستمر على ذلك الحال عدة دورات، ليصبح مرة أخرى حدثا مستقلا بذاته، يناقش القضايا الاقتصادية الطارئة، ويتم فيه تبادل الأفكار والرؤى بشأن الآفاق المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط في المجال الاقتصادي.

كما تفرع عن المنتدى "منتدى الدوحة النسخة الشبابية" الذي أتاح الفرصة لسماع أصوات الشباب في مناقشة قضايا عالمية تغطي مجالات أساسية، بما في ذلك العلاقات الدولية، والدفاع، والسياسة والاقتصاد والتنمية، والأمن السيبراني، وخصوصية البيانات، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة وغيرها.

منبر لحوار الشباب

ويعد "منتدى الدوحة النسخة الشبابية"، الذي عقدت نسخته الثالثة في نوفمبر 2023"، منبرا عالميا لحوار الشباب على أسس تحقيق التطور والتقدم في المجتمعات، حيث يفتح باب المشاركة للفئة العمرية من 18 إلى 33 عاما، لمناقشة القضايا العامة والمعاصرة بهدف تدريبهم على مهارات التفاوض، وتقديم حلول إيجابية جديدة، وإمكانية التعبير بثقة كافية تؤثر وتدعم وجهة النظر المطروحة.

ويتعاون منتدى الدوحة منذ انطلاقته قبل نحو ربع قرن مع العديد من الجهات المحلية والإقليمية والدولية في تنظيم جلسات نقاشية وورش عمل واجتماعات وطاولات مستديرة ومحاضرات على مدار العام لمناقشة القضايا الملحة والتحديات الطارئة في المنطقة والعالم، حيث يستضيف فيها مسؤولين وخبراء في مختلف المجالات من جميع بقاع العالم، علما بأن المنتدى قد نظمه في نسخته الأولى مركز دراسات الخليج في جامعة قطر بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة قطر تحت مسمى منتدى "الديمقراطية والتجارة الحرة"، وحضره 500 مشارك يمثلون العديد من الدوائر الرسمية والأكاديمية والبحثية والإعلامية والثقافية من 30 دولة، فضلا عن الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية.

وقد لعب المنتدى دورا هاما في تحديد وتطوير الإصلاحات اللازمة لتحقيق استراتيجية لمستقبل أكثر ازدهارا واستقرارا في المنطقة، وعقب عدة دورات تولت اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية مهمة تنظيمه.

الديمقراطية والتجارة الحرة

ثم توالت الدورات التي تناولت العديد من الموضوعات الأكثر أهمية وتأثيرا بالنسبة لقضيتي الديمقراطية والتجارة الحرة، وطرحت خلالها أوراق العمل من المشاركين، ودارت حولها مناقشات الحضور وتعليقاتهم وتعقيباتهم ومنها التعليم والثقافة والتطور الاقتصادي والأزمات والتدخلات الأجنبية والإعلام والتجارة الحرة وسياسات الطاقة والمجتمع المدني، ودور كل ذلك في تعزيز المسيرة الديمقراطية.

واتسعت دائرة المشاركة في منتدى الدوحة حتى وصلت في النسخة السادسة إلى 72 دولة، يمثلها ما يقرب من ألف مشارك من مختلف دول العالم، إضافة إلى ما يقرب من 300 قطري ما أسهم في تعزيز الكفاءات الوطنية وتأهيلها لتولي القيادة، واحتلت واجهة الحوار في المنتدى قضايا مثل الديمقراطية ومحاربة الإرهاب والدور المتنامي لمنظمة التجارة العالمية وتأثيراتها المتزايدة على منظومة الاقتصاد الدولي والعلاقات بين الشمال والجنوب وظهور شراكات جديدة وتمكين المرأة والمساواة الجنسية، ومقتضيات الإصلاح والسلطة والمعارضة ومسيرة المجتمعات المدنية في العالم العربي وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وسياسات وإجراءات تعزيز المشاريع المتوسطة والصغيرة وقضايا التعليم والتوظيف وآثار الإصلاحات النقدية في دول مجلس التعاون.

وفي النسخة السابعة من المنتدى، تغير مسماه إلى "منتدى الديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة"، وتصدرت المشهد في الدورتين السابعة والثامنة مجموعة كبيرة من القضايا المتعلقة بالعالم العربي، بما فيها السياسة والتنمية والأمن والتجارة الحرة والمعلومات والثقافة والتعليم والتقنية الحديثة والعولمة، وأدوارها في النمو الاقتصادي والتغير الديمقراطي في المنطقة، إضافة إلى رؤى حول الحاضر والمستقبل، والاستقرار والأمن العالمي، ومشاريع التنمية والتوجهات الحديثة والتحولات المستقبلية، والأسواق المشتركة وغيرها.

وخلال النسخة التاسعة، بدأت ملامح انفصال الموضوعات الاقتصادية عن السياسية تظهر بوضوح، حيث جرى عقد "منتدى الدوحة للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة" ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط" بالتوازي، وقد شهد المنتدى في عام 2009 توقيع اتفاق الدوحة بين جمهوريتي السودان وتشاد، والذي مهد الطريق لتطبيع العلاقات بين البلدين، وأوجد جوا من الثقة لمزيد من المفاوضات والتعاون، وتضمن في تلك النسخة والتالية لها، موضوعات مثل: المجتمع والإعلام والديمقراطية، بينما ناقش المؤتمر القضايا المرتبطة بالتنمية العالمية والاقتصاد والتجارة والاستثمار.

أحداث تاريخية

وتصدرت ثورات الربيع العربي المشهد في النسختين الـ11 و12 من المنتدى والمؤتمر وآليات الإصلاح السياسي في ضوء الأحداث التاريخية التي عرفتها المنطقة آنذاك، مع التركيز بشكل رئيسي على إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط.

كما تطرقت النقاشات لدور المؤسسات الدولية، كالأمم المتحدة، وضرورة الإصلاح فيها، والدور الذي يمكن لها أن تلعبه في التنمية على المستوى الوطني، وكذلك المشهد السياسي العالمي والتحولات في الشرق الأوسط، والأسباب الاقتصادية وراء حالات الاستياء، والإعلام الإلكتروني والقنوات الفضائية، ونظرة الولايات المتحدة للتطورات المتغيرة في الشرق الأوسط.

ونظرا لمناقشة تلك النسختين وما تلاهما مسائل مصيرية سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية واستراتيجية وبشرية في منطقة تشهد أهم التغييرات في تاريخها المعاصر، فقد زاد عدد الدول المشاركة إلى ما يقرب من 100 دولة في كل نسخة، حيث بحث المشاركون غياب مفهوم المواطنة في ظل التعددية الإثنية والعرقية، والهيمنة الأجنبية، وانحياز الغرب إلى الكيان الإسرائيلي، إضافة إلى مستقبل السلام في الشرق الأوسط، والتغيرات السياسية والحقوق المدنية في المنطقة، ودور الإعلام في التغيير، والتحديات التي تواجه الديمقراطية في دول الربيع العربي، وأهمية الإصلاح المؤسساتي، والتحديات والفرص التي تقدمها وسائل الإعلام الرقمية بين أفعال الحرب الإلكترونية والدبلوماسية الرقمية.

ومع انعقاد النسخة الـ16، انفصل منتدى الدوحة عن مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي مجددا، وناقش على مدى ثلاثة أيام سبل تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي في ضوء التحديات الكبرى التي تواجه عالم اليوم في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد والطاقة وقضايا المجتمع المدني، أعقبتها النسخة الـ17 التي عقدت تحت عنوان "التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين"، وناقشت سبل تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي وكيفية مواجهة التحديات التي تقف عائقا تجاه ذلك الاستقرار في العالم، خاصة وأن الصراعات المسلحة والإرهاب والتطرف والفقر والبطالة التي شهدتها المنطقة والعالم كانت تفرض على الجميع التباحث بعمق لمعالجة جذور هذه القضايا، وتحقيق تطلعات الشعوب في التنمية والاستقرار والعدل والسلم الإنساني بأبعاده الاقتصادية والبيئية والمجتمعية.

هوية بصرية جديدة

وفي النسخة الـ18 التي عقدت تحت عنوان "صنع السياسات في عالم متداخل"، أطلق منتدى الدوحة هوية بصرية جديدة له حملت شعار "حيث تتعدد الأفكار وتلتقي الدبلوماسية بالحوار"، ودشن عصرا جديدا من الشراكات مع مجموعة من المؤسسات الدولية المرموقة والمعنية بالسياسات حول العالم، وصمم الشعار والعلامة الجديدة لتعزيز هويته وتوحيدها وتقوية حضوره وسمعته العالمية في مجال صياغة السياسات، حيث يعكس الشعار الجديد الجهود التي يبذلها المنتدى لترسيخ مكانته في صدارة صنع السياسات العالمية، وتعزيز الحوارات الحيوية، والاستفادة من الخلفيات المتنوعة والخبرات التي يتمتع بها المشاركون والمتحدثون.

أما عام 2019، فقد شهد انطلاق منتدى الدوحة النسخة الشبابية التي أسسها المنتدى بالتعاون مع مركز مناظرات قطر لمشاركة الفئات السنية الشابة في صنع القرار، ومناقشة محاور المنتدى، ورفع توصياتهم إليه، وقد تجاوز عدد المشاركين في أعماله آنذاك 3000 آلاف شخص من مختلف دول العالم.

وعقب جائحة كورونا التي ضربت العالم، اجتمع منتدى الدوحة في مارس عام 2022، تحت عنوان "التحول إلى عصر جديد"، مع التركيز على أربعة مجالات أساسية: التحالفات الجيوسياسية والعلاقات الدولية، والنظام المالي والتنمية الاقتصادية، والدفاع والأمن السيبراني والأمن الغذائي، والاستدامة وتغير المناخ، ولأول مرة في تاريخه تضمنت النسخة الـ20 منه نسخة خاصة من بودكاست "جلوبال ريبوت" الذي تم إنتاجه بالشراكة مع مجلة فورين بوليسي، واستضاف قادة عالميين وشركاء بارزين، كما شهد حضور أكثر من أربعة آلاف ضيف، بينهم أكثر من 300 متحدث من 117 دولة، شاركوا في أكثر من 80 جلسة على مدار يومين، شملت جلسات عامة وفرعية وموائد مستديرة، ومعارض تفاعلية ولقاءات إعلامية.

النسخة الجديدة للمنتدى

وفي يومي 10 و11 ديسمبر الجاري، ستنعقد بفندق الشيراتون، النسخة الحادية والعشرون من منتدى الدوحة، تحت شعار "معا نحو بناء غد مشترك"، بمشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء من مختلف دول العالم، بما سيشكل فرصة لتبادل الآراء والأفكار والحوار البناء.

وحرص المنتدى هذا العام على استضافة شركاء جدد من قارة أمريكا اللاتينية وشرق آسيا من أجل توسيع قاعدة النقاشات، حيث سيسلط الضوء على أربعة محاور رئيسية هي" المحور الجيوسياسي والعلاقات الدولية، الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، التنمية الاقتصادية، والاستدامة، كما ستدور نقاشات موسعة حول الأوضاع الحالية في المنطقة، خاصة في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة، وكذلك المواضيع الإقليمية والدولية الراهنة.

وسيشمل منتدى هذا العام 18 جلسة رئيسية ومقابلات حوارية، و35 جلسة جانبية، إضافة إلى طاولات مستديرة وورش عمل.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo