تتواصل اليوم، أعمال منتدى ثقافات الطاقة العالمية، والذي تنظمه جامعة جورجتاون في قطر بالتعاون مع متاحف مشيرب.
ويهدف المنتدى لتبادل وجهات النظر الأكاديمية والفنية حول الأبعاد الاجتماعية والثقافية لأنشطة إنتاج الطاقة واستهلاكها، ودورها الأساسي في تشكيل الحياة اليومية وتأثيرها على الخيارات الفردية والجماعية، ويلقي الضوء أيضا على قضايا العدالة البيئية.
وتقام على هامش المنتدى الذي انطلقت فعالياته أمس السبت، معارض فنية وعروض أفلام تعكس رؤى الفنانين حول الطاقة وتصوراتهم لمستقبل مستدام في أعمالهم الإبداعية، منها معرض للتصوير بعنوان "أستطيع فقط رؤية الظلال".
وفي هذا الصدد، قال السيد عبدالله النعمة، المدير العام لمتاحف مشيرب بالوكالة، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن التعاون مع جامعة جورجتاون قطر لتنظيم منتدى "ثقافات الطاقة العالمية"، يعد تتويجا لانفتاح متاحف مشيرب على محيطها الأكاديمي والبحثي، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا ذات الأولوية، حيث إن المنتديات تعتبر ذا أهمية كبيرة بالنسبة لنا في متاحف مشيرب، لكونها توفر منصة مهمة لإثارة النقاش والحوار.
الهدف الرئيسي من المنتدى هو خلق تفاعل بناء بين مختلف وجهات النظر والتخصصات من أجل إيجاد حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة المتعلقة بقضايا الطاقة
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من المنتدى هو خلق تفاعل بناء بين مختلف وجهات النظر والتخصصات، من أجل إيجاد حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة المتعلقة بقضايا الطاقة على المستويين المحلي والعالمي، مع الأخذ بعين الاعتبار البعد الثقافي وقيم وتطلعات المجتمعات المختلفة خاصة أن متاحف مشيرب تتميز بالخصائص التالية التي تجعلها مكانا متميزا للحوار وتبادل الأفكار.
ونوه النعمة بأن المتاحف تقع في الحي التراثي في المدينة وتشكل جزءا مهما من تاريخ قطر. حيث توفر المباني التي أعيد ترميمها والمعارض التي تضمها هذه المتاحف مساحة مهمة للمجتمع للتعرف عن قرب على مختلف جوانب الحياة في قطر في الماضي قبل النهضة الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها، لافتا في الوقت نفسه، إلى أن هذه البيوت تكشف عن الجوانب الفريدة للتنمية الثقافية والاجتماعية في قطر التي شكلت بيئة ملهمة تتيح للزوار التفاعل وإثراء الحوار وتبادل الأفكار حول الماضي والحاضر والمستقبل.
وأضاف: بفضل هذه البيوت يعتبر الحي التراثي وجهة ثقافية مهمة في العاصمة القطرية. إذ أصبحت متاحف مشيرب نقطة انطلاق لمستقبل المشهد الثقافي للدوحة بما يقام فيها من معارض وفعاليات ثقافية.
وأكد المدير العام لمتاحف مشيرب بالوكالة، أن متاحف مشيرب تشجع على العودة إلى الجذور، واكتشاف الإحساس الذي عاشه أجدادنا في مجتمعاتهم التي قامت على التواصل والترابط، كما تعكس البيئة العمرانية ثقافة أبناء قطر وتطلعاتهم.
التكامل بين الجانب العلمي الأكاديمي والجانب الفني الثقافي في المنتدى يتجلى من خلال اختيار البيئة التراثية الفريدة لمتاحف مشيرب
وبخصوص التكامل، في هذا المنتدى بين الجانب العلمي الأكاديمي، والفني الثقافي البحت، ودوره في خدمة المجتمع، وتحقيق رؤية متاحف مشيرب، قال عبدالله النعمة، إن هذا التكامل بين الجانب العلمي الأكاديمي والجانب الفني الثقافي في المنتدى يتجلى من خلال اختيار البيئة التراثية الفريدة لمتاحف مشيرب، لاستضافة هذا الحوار العلمي حول مستقبل الطاقة، بما يمثله ذلك من ربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. بالإضافة إلى مشاركة خبراء وباحثين من مختلف التخصصات ذات الصلة، كعلوم البيئة والاستدامة والهندسة والتصميم المعماري والدراسات الإنسانية، فضلا على تقديم وجهات نظر متنوعة: أكاديمية بحتة، وعملية تطبيقية، وفنية إبداعية، مؤكدا أن كل ذلك يصب في خدمة أهداف متاحف مشيرب بالمساهمة في نشر الوعي حول قضايا الاستدامة ودور المتاحف في ذلك، والحفاظ على التراث من خلال حلول مستدامة، وخلق حوار بناء بين مختلف شرائح المجتمع.
وحول التوصيات لكيفية استثمار وتطوير المساحات التراثية بمشيرب، قال المدير العام لمتاحف مشيرب بالوكالة، إن توصياتنا الرئيسية، تكمن في اعتماد أحدث التقنيات الذكية والحلول المستدامة في عمليات الحفاظ على المباني والمساحات التراثية وتطويرها، بما يتماشى مع روح العصر من جهة، ويحافظ على القيمة التاريخية والثقافية لهذه المواقع من جهة أخرى، وتنظيم المزيد من الفعاليات والمعارض التفاعلية بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية وثقافية محلية وعالمية، بحيث تشكل هذه المساحات وجهة حيوية للحوار البناء حول القضايا ذات الأهمية المجتمعية، بالإضافة إلى إتاحة فرص البحث العلمي والدراسات الأكاديمية المتعلقة بجوانب محددة من تاريخ وتراث قطر باستخدام مقتنيات ووثائق هذه المتاحف، فضلا على تنظيم زيارات وجولات تعليمية للمدارس والجامعات، بحيث تشكل المساحات التراثية جزءا من المناهج الدراسية.
وأكد على ضرورة التوسع في استخدام وسائل التكنولوجيا الرقمية والواقع الافتراضي لجذب الأجيال الشابة وتعريفهم بتراث بلدهم.