أدانت دولة قطر الاستهداف المتعمد للعديد من المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة، فضلا عن سيارات الإسعاف ومنع وصول المستلزمات الطبية والوقود، واحتجاز وقتل العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية، ودعت الجميع إلى دعم كافة الإجراءات العاجلة والفعالة لمنع حدوث كارثة صحية في القطاع.
جاء ذلك في بيان دولة قطر، الذي ألقته سعادة الدكتورة هند بنت عبدالرحمن المفتاح المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، خلال انعقاد الدورة الاستثنائية للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية بشأن الأحوال الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، في جنيف.
وأوضحت سعادتها أن هذه الأعمال الإجرامية تأتي ضمن مخطط متعمد يهدف إلى إخراج المستشفيات عن الخدمة، وتحجيم قدراتها الطبية والعلاجية وتحويلها إلى أماكن غير آمنة للمرضى والمدنيين الذين يلجؤون إليها بحثا عن الحماية، مشيرة إلى أن استهدافهم تم بشكل مناف لكل القواعد القانونية والأخلاقية والإنسانية، وتحت ذرائع واهية وأكاذيب واضحة، كان الهدف منها تبرير الجرائم والانتهاكات المرتبكة.
د. هند المفتاح: السياسات والعمليات العسكرية في جنوب غزة ستؤدي إلى سيناريو مشابه لما حصل في شمال غزة
وحذرت سعادة الدكتورة هند بنت عبدالرحمن المفتاح من أن السياسات والعمليات العسكرية في جنوب غزة ستؤدي إلى سيناريو مشابه لما حصل في شمال غزة، لا سيما في ما يتعلق بإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف المدنيين وحرمانهم من العلاج والرعاية الصحية؛ بهدف جعل القطاع غير قابل للعيش والحياة وتهجير الفلسطينيين وإجبارهم على النزوح القسري، لافتة إلى أن عدد النازحين وصل إلى أكثر من 2.2 مليون نازح.
وذكرت سعادتها أن المرافق المدنية والطبية وكوادرها محمية بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وأن الدول ملزمة بضمان سلامتها وحمايتها في أوقات الحرب، وحثت المجتمع الدولي على تبني موقف أكثر توازنا وعدالة، وأن يتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه الأوضاع في قطاع غزة.
وأكدت سعادتها أن دولة قطر لم تدخر جهدا في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق، وستواصل تقديم الدعم اللازم لخطط الاستجابة الإنسانية والطبية، وتسهيل عمليات الإجلاء الطبي وعلاج المرضى والمصابين، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والأدوية، مشيرة إلى مواصلة دولة قطر جهودها الدبلوماسية من أجل التوصل إلى وقف للقتال، وتجنيب المدنيين تبعاته، وإنهاء العقاب الجماعي المفروض على قطاع غزة.
ودعت جميع الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية إلى تحمل مسؤولياتها، واعتماد مسودة القرار المقدمة في هذه الدورة الاستثنائية بالإجماع، مما يعد خطوة مهمة نحو تخفيف المعاناة الإنسانية والصحية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وتبعث رسالة مفادها أن المجتمع الدولي لن يتخلى عنه في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها.