أكد سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، أن دولة قطر نفذت وتنفذ العديد من المشاريع والمبادرات للحد من تداعيات تغير المناخ، والاستثمار في الطاقة النظيفة، وتحقيق كفاءة استهلاكها، مشيرا إلى التقدم الذي أحرزته الدولة في الحد من الانبعاثات الصادرة عن قطاع الطاقة والمياه.
وبين سعادته خلال كلمة له أمام مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، الذي يختتم أعماله اليوم بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن محطة "الخرسعة" للطاقة الشمسية، تعد إحدى الخطوات المهمة والأمثلة البارزة لاهتمام قطر للاستثمار في المشاريع الهادفة للتقليل من انبعاثات الكربون والحفاظ على البيئة، والتي تبلغ مساحتها أكثر من 10 كيلومترات مربعة، وتتضمن ما يزيد على مليون و800 ألف لوحة شمسية، وتوفر ما يعادل 10 بالمئة من الطاقة الكهربائية للدولة وقت الذروة.
قطر تقوم حاليا ببناء محطتين للطاقة الشمسية بالمدن الصناعية التابعة لشركة قطر للطاقة
وأوضح سعادته أن دولة قطر تقوم حاليا ببناء محطتين للطاقة الشمسية بالمدن الصناعية التابعة لشركة قطر للطاقة بقدرة إجمالية تصل إلى 870 ميجاوات، ومن المتوقع بدء الإنتاج منهما بحلول عام 2025، وبذلك ستصل القدرة الإنتاجية الكلية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى حوالي 1.7 جيجاوات.
ونوه سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني، إلى أن قطر تضع في صدارة أولوياتها المسائل المتعلقة بحماية البيئة والتصدي للتغيرات المناخية في كافة المجالات، وتواصل العمل للوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها بموجب اتفاق باريس، كما قدمت تقريرها الخاص بالمساهمات الوطنية المحدثة والذي يسلط الضوء على مستوى الإنجازات الطموحة التي تسعى إلى تحقيقها. ويشكل الحفاظ على البيئة وتنميتها إحدى الركائز الأربع الرئيسية لرؤية قطر الوطنية 2030.
الصندوق السيادي لدولة قطر يشكل محركا هاما للاستثمار الأخضر
وذكر أن استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي تحدد عددا من الأولويات البيئية ومن بينها خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2030، وذلك في إطار جهود المساهمة في تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، كما يشكل الصندوق السيادي لدولة قطر محركا هاما للاستثمار الأخضر، لافتا إلى أن قطر تولي أهمية كبيرة للمسائل المتعلقة بالتكنولوجيا والابتكار ودورها في دعم تدابير التخفيف والتكيف في مختلف القطاعات، وفي توفير حلول جديدة للتحديات التي يفرضها تغير المناخ، من خلال عقد الشراكات العالمية ودعم إنشاء مؤسسات البحث والتطوير التكنولوجي.
وأوضح سعادة وزير البيئة والتغير المناخي أن دولة قطر تساهم منذ فترة طويلة بمد الأسواق العالمية بمصادر الطاقة النظيفة من خلال إنتاج الغاز الطبيعي عالي الكفاءة والذي يعد مصدرا صديقا للبيئة، والذي يضطلع بدور هام للانتقال لاقتصاد منخفض الكربون، كما عملت دولة قطر على إطلاق مبادرة لإنشاء التحالف العالمي للأراضي الجافة الذي يعد إحدى الآليات الدولية الهادفة لمواجهة التغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي.
معرض إكسبو 2023 الدوحة المتخصص بالبستنة يعد أحد أكبر الأحداث الدولية لهذا العام
وبين أن استضافة دولة قطر لمعرض إكسبو 2023 الدوحة المتخصص بالبستنة، والذي يعد أحد أكبر الأحداث الدولية لهذا العام، يهدف لتعزيز الابتكارات ومكافحة التصحر، ويتضمن فعاليات لابتكار حلول على الصعيد العالمي لمشاكل التصحر والتغير المناخي وتحديات الاستدامة، كما قامت قطر باستضافة الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، في العام 2012.
وفي ختام كلمته، أكد سعادة وزير البيئة والتغير المناخي، على مواصلة دولة قطر دورها الطليعي المعروف بتعزيز التعاون لمواجهة التغير المناخي والانخراط في الجهود على الصعيد الدولي منذ سنوات عديدة، مشيرا إلى أن انعقاد هذا المؤتمر والمشاركة الرفيعة المستوى فيه هو خير مثال على الالتزام بزيادة الزخم لإيجاد حلول جذرية للأزمة المناخية التي يواصل عالمنا استشعار تداعياتها في كافة مجالات الحياة.