حياة حافلة بالإنجازات عاشها صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، الذي غيبه الموت اليوم عن عمر ناهز 86 عاما، بعد وعكة صحية طارئة تعرض لها مؤخرا، ودخل على إثرها المستشفى.
وتولى الأمير الراحل حكم البلاد في 30 سبتمبر 2020، خلفا للشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح، الذي أعلن عن وفاته في 29 سبتمبر من نفس العام، عن عمر 91 عاما.
وتسلم الشيخ نواف الحكم بعد توليه منصب ولي عهد الكويت لمدة 14 عاما، إذ أصدر الشيخ الراحل صباح بعد حوالي أسبوع من توليه الحكم أمرا بتزكية أخيه الشيخ نواف لولاية العهد في 7 فبراير 2006، وبايعه مجلس الأمة آنذاك بالإجماع خلال جلسة خاصة في 20 فبراير، وأدى اليمين الدستورية أمام أمير الكويت والمجلس في اليوم نفسه.
وكان من أبرز التحديات التي واجهت الشيخ نواف في بداية حكمه عام 2020، هو التحدي الذي واجه العالم بأكمله آنذاك المتمثل في مواجهة أجهزة الدولة المختلفة لتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث لجأت الكويت إلى عديد من القرارات والإجراءات الصارمة للسيطرة على الوباء، وهي الإجراءات التي تكللت بالنجاح في نهاية المطاف.
من هو الشيخ نواف الأحمد؟
ولد الأمير الراحل في 25 يونيو 1937، وهو الأخ غير الشقيق للأمير الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح، والابن السادس لأمير الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح، الذي حكم الكويت بين عامي 1921 و1950، وقد تلقى تعليمه في الكويت ضمن مدارسها النظامية ومن بينها المدرسة المباركية، لكنه لم يكمل دراساته العليا، وبدأ مسيرته المهنية قبل نحو نصف قرن حين عُين حاكما لمحافظة حولي.
ولدى الشيخ الراحل عديد من الإنجازات، محليا وإقليميا، منها الإسهام في دعم وبناء التكامل الأمني في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.
كما عمل على ترغيب الشباب الكويتي بالانخراط في سلك الشرطة والعمل الإداري بوزارة الداخلية بهدف تطوير العمل، كما ينسب له الفضل في سياسة الإحلال بوزارة الداخلية، حيث أفسح المجال للخبرات الشابة من الكويتيين لإحلالهم محل كبار السن وذلك لضخ الدماء الجديدة بالوزارة والاستفادة من طاقات الشباب.
مناصب تقلدها الشيخ الراحل
وتقلد الشيخ نواف الأحمد مناصب سياسية ووزارية عدة، بداية من عمله محافظا لحولى منذ عام 1962 لمدة 16 عاما، ثم وزيرا للداخلية عام 1978، ووزيرا للدفاع عام 1988.
وعند تشكيل أول حكومة كويتية بعد تحرير الكويت عام 1991 كُلف بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ثم أصبح نائبا لرئيس الحرس الوطني في 1994، قبل أن يتولى منصب وزير الداخلية من جديد (المرة الثانية) عام 2003 إلى أن تمت تزكيته وليا للعهد في 2006.
والشيخ نواف هو ثالث وزير داخلية ورابع وزير دفاع في تاريخ الكويت، وصاحب أطول فترة على رأس وزارة الداخلية بعد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، حيث ترأسها بين عامي 1976 حتى 1986 في فترة حرجة أمنيا، كانت الكويت فيها مُهددة بالكثير من الأعمال العدائية.
وحظي الشيخ الراحل بتقدير واسع في الكويت داخل الأسرة الحاكمة وفي الأوساط السياسية والشعبية، وفي عام 1994 عين نائبا لرئيس الحرس الوطني الكويتي لفترة استمرت حتى يوليو 2003.
وتسلم الشيخ نواف سدة الحكم في مرحلة حساسة شابتها التوترات الإقليمية آنذاك، وفي خضم أزمة دبلوماسية بين دول خليجية عدة، انتهت بتوقيع اتفاق العلا (بيان العلا) في الرابع من يناير 2021، وقد واصل خلال فترة حكمه التي زادت قليلا عن 3 سنوات، سياسة سلفه القائمة على الوساطة بين الفرقاء المتنازعين، فلطالما تجنبت الكويت الانخراط في النزاعات الإقليمية وبقيت تدعو لحلها سلميا.
إنجازاته في وزارة الدفاع
عندما تولى الشيخ نواف منصب وزير الدفاع في يناير 1988، عمل على تطوير العمل بشقيه العسكري والمدني، إلى جانب تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بكافة الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية.
كما اهتم بإيفاد البعثات إلى الدول الصناعية العسكرية للتدرب على قيادة الطائرات العسكرية وكافة أنواع الأسلحة والمدرعات والمدافع التي يستخدمها الجيش الكويتي، وحرص أيضا على تضمين عقود شراء الأسلحة بنودا، تنص على تدريب العسكريين الكويتيين عليها وصيانتها، وفتح المجال واسعا لانخراط أبناء الكويت في السلك العسكري وإعطائهم الكثير من الامتيازات.
وكان أمير الكويت الراحل قبيل إعلان وفاته، دخل إلى المستشفى بسبب وعكة صحية طارئة، لتلقي العلاج اللازم وإجراء فحوصات طبية، وفق تأكيد وكالة الأنباء الرسمية يوم الأربعاء الماضي.