قالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة، إن اليوم الوطني يمثل مناسبة عزيزة لجميع أبناء قطر، فهو يجسد علامة مضيئة في تاريخنا الخالد نحتفي فيه بذكرى تأسيس دولة قطر الحديثة على أسس راسخة على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (طيب الله ثراه)، وأبناء قطر الأوفياء.
وأضافت سعادتها في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا” بأنه في هذه المناسبة نستلهم أسمى معاني الإيمان والعزم على العمل المخلص بروح وطنية خالدة لتقديم الأفضل لوطننا وأمتنا.
ورفعت سعادتها أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وسمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، وللشعب القطري الكريم بمناسبة اليوم الوطني.
قطر أسست نظامًا صحيًا قويًا وعلى مستوى عالمي يتمحور حول أهمية التغطية الصحية الشاملة لجميع أفراد المجتمع
وأوضحت أن دولة قطر أسست نظاماً صحياً قوياً وعلى مستوى عالمي يتمحور حول أهمية التغطية الصحية الشاملة لجميع أفراد المجتمع، وذلك بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى.
ويعمل القطاع الصحي على تحسين صحة المجتمع القطري وتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين والزوار، كما وكيفا، والارتقاء بخدماته إلى أعلى المستويات العالمية، ولتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
توسع القطاع الصحي
وأضافت أن القطاع الصحي العام شهد توسعاً في المنشآت والمرافق الصحية والقوى العاملة الكفؤة لتلبية احتياجات السكان، وتوضح الإحصاءات أنه مع نهاية شهر نوفمبر 2023 بلغ عدد المستشفيات ومنشآت الرعاية طويلة الأمد في القطاع العام (19) مستشفى ومنشأة، وزاد عدد المراكز الصحية في القطاع العام (تشمل المراكز التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والمراكز التي يديرها الهلال الأحمر القطري وفق اتفاقية مع وزارة الصحة العامة) إلى 35 مركزاً موزعة على مناطق الدولة المختلفة، منها 6 مراكز للصحة والمعافاة. كما بلغ العدد الإجمالي للقوى العاملة الصحية في القطاع العام 29960 عاملاً صحياً.
ولفتت إلى أنه في المقابل فإن القطاع الصحي الخاص شهد بدوره توسعاً هاما فمع نهاية شهر نوفمبر 2023 ارتفع عدد مرافقه لتصل إلى 10 مستشفيات، و21 مركزا لجراحة اليوم الواحد، و417 مركزا صحيا عاما وتخصصيا بما فيها مراكز الأسنان، إضافة إلى 319 مركزا تشخيصياً تتضمن المختبرات الطبية ومراكز الأشعة التشخيصية ومختبرات الأسنان وفحص النظر، و140 عيادة فردية وعيادة شركات، و135 وكالة صحية وتمريضية، و1251 وحدة إسعافات أولية. كما بلغ العدد الإجمالي للقوى العاملة الصحية في القطاع الخاص 21417 عاملا صحياً.
مؤشرات الصحة العامة توضح التحسن الكبير في صحة السكان بدولة قطر
وأشارت سعادة وزير الصحة إلى أن مؤشرات الصحة العامة توضح التحسن الكبير في صحة السكان في دولة قطر، حيث ارتفع متوسط العمر المتوقع إلى (80.3) عاماً في 2021، كما احتلت دولة قطر المركز الأول في مؤشر الصحة والرفاهية ضمن أهداف التنمية المستدامة على مستوى دول إقليم شرق المتوسط لعام 2022.
وقالت إن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 مثلت مناسبة لتعزيز الصحة البدنية والنفسية، فإضافة للعمل الكبير للاستجابة الصحية الكفؤة لمتطلبات استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ، وتوفير الخدمات الصحية المناسبة للزائرين والسكان، فقد ساهمت البطولة في خلق إرث مستدام حرصنا على أن يتم الاستفادة منه محليا وعالمياً، وساهم توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية والفيفا واللجنة العليا للمشاريع والإرث، في تعزيز الجهود والتي أثمرت في جعل كأس العالم فيفا قطر 2022 الأكثر أمانًا وصحة في التاريخ، ونموذجا لضمان أن تكون الأحداث الرياضية الضخمة في المستقبل صحية وآمنة.
وتحدثت سعادتها أيضا عن الإنجازات الاستراتيجية، حيث أولى القطاع الصحي اهتمامه بتطوير الخدمات والتقنيات الصحية لضمان حصول جميع أفراد المجتمع على عناية متطورة تلبي كافة احتياجاتهم الصحية.
إنجازات مهمة
ومن الأمثلة على الإنجازات الهامة المحققة ضمن الاستراتيجية الوطنية الثانية للصحة، التركيز بشكل أكبر على الوقاية والعافية وتحسين الحصول على الرعاية، وتطوير الخدمات للفئات الأكثر حاجة للرعاية كذوي الإعاقة وكبار السن، والأطفال، والصحة النفسية.
ومن أحدث ما تم إطلاقه في المجال الاستراتيجي تدشين خطة قطر للسرطان 2023 ــ 2026 "التميز للجميع"، والتي تستند على الأسس القوية التي تم إرساؤها من خلال الاستراتيجية الوطنية للسرطان 2011 ــ 2016 والإطار الوطني للسرطان 2017 -2022، واللذين ساهما في تحقيق التميز في رعاية مرضى السرطان في الدولة، إذ تعتبر دولة قطر الأولى في العالم التي يتلقى فيها المريض رعاية طبية ثانوية من أحد الأخصائيين خلال 48 ساعة فور الاشتباه بإصابته بالسرطان، فيما يتم تشخيص المرض خلال أسبوعين، وتقديم العلاج خلال أسبوعين آخرين.
وعبرت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة عن الفخر بأن دولة قطر تعتبر أول دولة في العالم تحصل جميع بلدياتها على لقب المدينة الصحية من منظمة الصحة العالمية.
وقالت إنه في مجال الجودة تعتبر دولة قطر أول دولة بعد الولايات المتحدة تحصل على الاعتماد الدولي لخدمات الصحة العامة على المستوى الوطني من البورد الأمريكي لاعتماد خدمات الصحة العامة، يضاف لذلك الاعتمادات عالية المستوى لمؤسساتنا الصحية، كاعتماد شبكة مستشفيات مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة من قبل اللجنة الدولية المشتركة (JCI).
وتم تصنيف خمسة مستشفيات في قطر ضمن أفضل 250 مركزًا طبيًا أكاديميًا في العالم، وحصول مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على الاعتماد الكندي وفق معايير اعتماد المستوى الماسي، كما حصل الهلال الأحمر القطري على المستوى البلاتيني من الاعتماد الكندي، لجميع المراكز الصحية الأربعة، التي يتولى تشغيلها وإدارتها بناء على اتفاقية تعاون مع وزارة الصحة العامة، كما حصلت وزارة الصحة العامة على جائزة منظمة الصحة العالمية لليوم العالمي لمكافحة التدخين.
وتم إطلاق المرحلة الأولى من نظام التأمين الصحي التي تستهدف الزائرين للدولة، وذلك تنفيذا لأحكام القانون رقم (22) لسنة 2021 بشأن تنظيم خدمات الرعاية الصحية داخل دولة قطر. ويهدف نظام التأمين الصحي إلى دعم التطوير والتنظيم لقطاع الرعاية الصحية في الدولة، وتحسين صحة السكان ووصولهم لخدمات الرعاية الأساسية من خلال نظام رعاية صحية فعال ومستدام، وتنظيم الإنفاق على الرعاية الصحية.
تطوير الخدمات
إلى جانب ذلك، تم تطوير عدد من برامج وخدمات الرعاية الصحية، فقد تم تطوير برنامج زراعة الأعضاء ليضم حالياً عمليات زراعة الرئة إضافة إلى جراحات زرع الكلى والكبد، مما يجعل البرنامج واحداً من أكثر البرامج شمولاً في المنطقة، وتم افتتاح عيادات متخصصة في عدة مراكز صحية لتيسير وصول المرضى إليها.
ونجحت خدمة الإسعاف بمؤسسة حمد الطبية في تحقيق معدل استجابة أعلى من الأهداف المحددة لزمن الاستجابة لمكالمات الطوارئ وتقديم المساعدة للحالات الطارئة للعام الحادي عشر على التوالي، حيث يبلغ الهدف المحدد في الاستراتيجية الوطنية الأولى للصحة (تحقيق معدل وصول إلى مكان الحادث خلال 10 دقائق في المناطق الحضرية و15 دقيقة في المناطق الخارجية فيما يصل إلى 75% من مكالمات الطوارئ).
#اليوم_الوطني.. وزير الصحة لـ #قنا: اليوم الوطني يجسد علامة مضيئة في تاريخ #قطر الخالد ومناسبة للاحتفاء بالإنجازات المتميزةhttps://t.co/P87d45w562 pic.twitter.com/aLnOg4ch0n
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) December 16, 2023
ويضم أسطول خدمة الإسعاف: الإسعاف الجوي (المروحيات)، وسيارات الإسعاف المتطورة، ومركبات الاستجابة السريعة، وسيارات الدفع الرباعي المجهزة للكثبان الرملية والمناطق الوعرة، والدراجات الهوائية التي يتم استخدامها في الحدائق والمتنزهات.
وفي مجال التطوير التكنولوجي أوضحت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، أنه تم تعزيز خدمات الصحة الإلكترونية والتي جعلت نظام الرعاية الصحية متصلاً من خلال نظم إلكترونية تضمن قدرة الفرق الطبية على الوصول لسجلات المرضى في مختلف مرافق نظام الرعاية الصحية العامة، إضافة إلى تقديم خدمات العلاج عن بعد. وخدمة توصيل الدواء للمنازل.
وأطلقت وزارة الصحة العامة النسخة الجديدة من دليل قطر الوطني للأدوية (QNF) عبر الموقع الإلكتروني للوزارة، والذي يعتبر قاعدة بيانات وطنية توفر معلومات شاملة ومحدثة عن المعلومات الدوائية، وحالة التسجيل الدوائي واللوائح والمبادئ التوجيهية، وتضم القائمة أكثر من 4000 دواء مسجل رسمياً ويتم تحديثها شهرياً.
يضاف لذلك عدد من الأنظمة الإلكترونية من نظام "واثق" لسلامة الغذاء، الذي يعزز كفاءة إدارة سلامة الغذاء في تتبع الأغذية عبر كامل السلسلة الغذائية، ومركز قطر لمعلومات السرطان، ويعتبر المرجع الوطني للمعلومات المتعلقة بالسرطان في دولة قطر، والعديد من المشروعات الهامة في مجالات نظم المعلومات والصحة الإلكترونية.
دور قطري ريادي
وفي مجال التعاون الدولي ونتيجة للدور الريادي الذي تضطلع به دولة قطر على المستوى الدولي، ودعمها القوي لمنظمة الصحة العالمية في أداء مهامها المتمثلة في تعزيز الصحة والعافية للجميع انتخب المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية دولة قطر في 31 مايو 2023 رئيساً للمجلس في دورته (153) لمدة عام.
كما اختارت منظمة الصحة العالمية ثلاثة مراكز بدولة قطر متعاونة مع المنظمة وهي: إدارة طب الشيخوخة والرعاية طويلة الأجل بمؤسسة حمد الطبية - المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية للشيخوخة الصحية والخرف (2023)، ومركز مكافحة التبغ التابع لمؤسسة حمد الطبية - المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية لعلاج الاعتماد على التبغ (2017) وجامعة وايل كورنيل للطب - قطر - المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتحليلات وبائيات الأمراض بشأن فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” والأمراض المنقولة جنسيا والتهاب الكبد الفيروسي (2020).
ويتمثل دور هذه المراكز في دعم منظمة الصحة العالمية والبلدان في جميع أنحاء العالم في تحسين الرعاية الصحية في تلك المواضيع.
كما وقعت وزارة الصحة العامة مذكرة ترتيبات عملية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجالي الطب الإشعاعي وسلامة الغذاء، بهدف وضع إطار للتعاون (غير الحصري) بين دولة قطر والوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال الصحة البشرية.