أفاد علماء الفلك بأنه عندما تموت النجوم الضخمة، فإنها لا تذهب بهدوء، بل يعد موتها عبارة عن مشهد مستعر أعظم يمكن أن يتوهج بشكل أكثر سطوعًا من مجرة بأكملها في سماء الليل، ما يؤدي إلى قذف أشياء من النجوم إلى الفضاء المحيط بهم وينهار قلبهم متحولًا إلى ثقب أسود أو نجم نيوتروني.
وأوضح العلماء أنهم قاموا بفهرسة عدد من هذه الانفجارات، وقاموا بتحليل الضوء لمعرفة ما تتكون منه النجوم بالضبط، وقد لاحظ العلماء وجود نمط غريب.
وأكد العلماء بأنه هناك عدد كبير من المستعرات الغظمى الخالية بشكل غامض من الهيدروجين، ما يشير إلى أنه يجب أن يكون هناك أيضًا عدد كبير من النجوم الفقيرة بالهيدروجين من حيث تأتي مثل هذه المستعرات العظمى.
وتوقع علماء الفلك أن نحو ثلث جميع أسلاف المستعرات العظمى الضخمة يجب أن تكون فقيرة بالهيدروجين.
وقالت عالمة الفلك ماريا دروت، من جامعة "تورنتو"، التي شاركت في قيادة البحث مع عالمة الفيزياء الفلكية إيلفا غوتبيرغ، من معهد العلوم والتكنولوجيا في النمسا: "إذا تبين أن هذه النجوم نادرة، فإن إطارنا النظري برمته لجميع هذه الظواهر المختلفة خاطئ، مع ما يترتب على ذلك من آثار على المستعرات العظمى، وموجات الجاذبية والضوء القادم من المجرات البعيدة. وهذا الاكتشاف يوضح أن هذه النجوم موجودة بالفعل".
وفقًا للبحث، يتم إنتاج المستعرات العظمى ذات الغلاف المجرد، كما تُعرف هذه المستعرات العظمى التي تفتقر إلى الهيدروجين، بواسطة النجوم الثنائية.
أجرى الباحثون دراستهم الاستقصائية في الضوء فوق البنفسجي، بين عامي 2018 و2022، واستخدم التلسكوب البصري "Swift Ultra-Violet" لدراسة ملايين النجوم في سحابتي "ماجلان" الكبيرة والصغيرة، وهي مجرات قزمة تدور حول درب التبانة.
وقد اختاروا 25 مرشحًا أظهروا أشكالًا غير عادية للأشعة فوق البنفسجية، للمتابعة، وذلك باستخدام تلسكوبات "ماجلان" للحصول على بيانات طيفية بصرية للكشف عن التركيبات الكيميائية للنجوم.
وقالت غوتبيرغ: "لقد أظهرنا أن هذه النجوم كانت أكثر زرقة من خط ميلاد النجم، وهي المرحلة الأكثر زرقة في حياة نجم واحد".
وتابعت: "تنضج النجوم المنفردة من خلال التطور نحو المنطقة الأكثر احمرارًا من الطيف، ولا يتحول النجم إلا في الاتجاه المعاكس إذا تمت إزالة طبقاته الخارجية، وهو أمر من المتوقع أن يكون شائعًا في النجوم الثنائية المتفاعلة ونادرًا بين النجوم الضخمة المنفردة".
وأضافت: "لقد سمح لنا هذا العمل بالعثور على المجموعة المفقودة من نجوم الهيليوم المتوسطة الكتلة، وهي الأسلاف المتوقعة للمستعرات العظمى الفقيرة بالهيدروجين. لقد كانت هذه النجوم موجودة دائمًا وربما يكون هناك المزيد منها. يجب علينا ببساطة التوصل إلى طرق للعثور عليهم".
واختتمت، بالقول: "قد يكون عملنا إحدى المحاولات الأولى، ولكن يجب أن تكون هناك طرق أخرى ممكنة".