شاركت دولة قطر في الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي الروسي الذي عقد في مدينة مراكش بالمملكة المغربية.
ترأس وفد دولة قطر في المنتدى، سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وأوضح سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، في كلمة أمام المنتدى، أن المنطقة العربية والعالم بأسره تعيش في ظرف استثنائي، لافتا إلى أنه "لا نزال نشهد استمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي والوحشي ضد الشعب الفلسطيني منذ شهر أكتوبر الماضي".
سلطان المريخي: هذا العدوان شكل أبشع وأوسع جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي
وأشار سعادته إلى أن هذا العدوان شكل أبشع وأوسع جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، الذي يعجز عن وقف هذه الحرب الشنيعة التي تخالف كافة قوانين الحرب الدولية والشرائع الدينية ومواثيق حقوق الإنسان، مؤكدا أن العلاقات العربية الروسية تقف على أرض صلبة من المبادئ المشتركة، لافتا إلى أن اجتماع اليوم يأتي لمواصلة تعميق التعاون بين الجانبين، الذي شهد خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية، لا سيما في العلاقات السياسية والاقتصادية.
نحو عالم متعدد الأقطاب
ونوه سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي إلى أن حالة الاستقطاب التي يعيشها النظام الدولي تفرض تعزيز العلاقات بين العالم العربي وروسيا؛ من أجل إيجاد عالم متعدد الأقطاب يحقق الشرعية الدولية بعيدا عن سياسات ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين، التي قوضت نظام الأمن الجماعي الذي توافق عليه المجتمع الدولي، وهددت الاستقرار والسلم والأمن الدوليين، قائلا في هذا السياق: "إننا نقدر الدور الروسي الداعم لإحلال السلم والأمن الدوليين في منطقة الشرق الأوسط، ومن هنا فإننا نتطلع إلى دور روسي داعم نحو تسوية ومعالجة تبعات النزاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا، ونتطلع بشدة إلى مساندة الجهود العربية إقليميا ودوليا لوقف وإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية الهمجية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، مجددا سعادته دعوة دولة قطر إلى وقف هذه الحرب التي تجاوزت كل الحدود".
وجدد سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وأن الضمانة الوحيدة لتحقيق سلام مستدام في المنطقة هي الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين، الذي توافق عليه المجتمع الدولي.
كما بين سعادته أن انعقاد الدورة الحالية من المنتدى في ظل ما تشهده الساحة الدولية من اضطرابات سياسية واسعة وتحولات اقتصادية متقلبة، يعكس إدراكنا المشترك بأن الأهداف المتعلقة بتحقيق السلم والأمن العربي والروسي والعالمي والتنمية المستدامة لدولنا وشعوبنا هي أهداف مشتركة يحرص عليها الجانبان، مجددا التأكيد على ضرورة استكمال ما تم تحقيقه من إنجاز بالدورات الخمس السابقة، على كافة المستويات السياسية والاقتصادية، وعلى أن ذلك لن يتحقق إلا عبر تعزيز التعاون والتنسيق الفعال بين الجانبين.
دولة قطر على تعزيز علاقات التعاون مع روسيا
وعبر أيضا عن حرص دولة قطر على تعزيز علاقات التعاون مع روسيا الاتحادية، لافتا إلى أن هذه العلاقات شهدت تطورات متميزة وملموسة خلال العقدين الماضيين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، خاصة في مجال التجارة والاستثمار، مشيرا إلى أن الاستثمارات القطرية في روسيا تحتل مرتبة متقدمة بين الاستثمارات الأجنبية بها، فضلا عن تعزيز التعاون المستمر في مجال الطاقة.
وثمن وزير الدولة للشؤون الخارجية التعاون والتنسيق المستمر حول التطورات التي تطرأ على الصعيد الدولي فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك سواء الإقليمية أو الدولية، مؤكدا دعم دولة قطر لمخرجات هذه الدورة بما يدفع العلاقات العربية الروسية إلى آفاق أوسع وأرحب في شتى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية والأمنية، تحقيقا لتطلعات شعوبنا العربية والروسية في الأمن والتنمية والتقدم والازدهار.