دولار أمريكي 3.63ريال
جنيه إسترليني 4.61ريال
يورو 3.85ريال

نظمها مركز دعم الصحة السلوكية

ندوة إقليمية حول مواجهة الانحرافات السلوكية والإدمان على المخدرات

21/12/2023 الساعة 23:45 (بتوقيت الدوحة)
جانب من جلسات الندوة
جانب من جلسات الندوة
ع
ع
وضع القراءة

نظم مركز دعم الصحة السلوكية، أحد مراكز المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، التي تتبع وزارة التنمية الاجتماعية، ندوة إقليمية حول “تعزيز الكفاءة الاجتماعية في منظومة الأسرة لمواجهة الانحرافات السلوكية والإدمان على المخدرات”.

وهدفت الندوة، التي نظمت تحت رعاية سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير التنمية الاجتماعية والأسرة، وبحضور السيد راشد بن محمد النعيمي المكلف بمهام الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي والمدير التنفيذي لمركز دعم الصحة السلوكية، وعدد من المسؤولين في القطاعات، وصناع القرار، وعدد من الخبراء والباحثين في مجال المخدرات والعمل الاجتماعي، وممثلين عن جهات إقليمية ومحلية، إلى الوصول للآليات التي من شأنها رفع مستوى الكفاءة الاجتماعية في منظومة الأسرة لمواجهة التحديات الناجمة عن الانحرافات السلوكية والإدمان على المخدرات.

قضايا مهمة

وأكد السيد راشد بن محمد النعيمي المكلف بمهام الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي والمدير التنفيذي لمركز دعم الصحة السلوكية، أنه "في إطار الجهود المبذولة محليا وعالميا نحو مواجهة الانحرافات السلوكية والإدمان على المخدرات نلتقي اليوم لطرح قضايا مهمة تتعلق بإدمان المخدرات وآثارها المترتبة على الفرد والمجتمع، ودور منظومة الأسرة في الوقاية من هذه الآفات العابرة للحدود والقارات، وسبل مواجهتها الحالية والمستقبلية".

راشد النعيمي: موضوع تعاطي المخدرات والاعتياد عليه من المشكلات الاجتماعية العالمية ذات الأضرار المتعددة

وأوضح أن موضوع تعاطي المخدرات والاعتياد عليه من المشكلات الاجتماعية العالمية ذات الأضرار المتعددة، حيث أشارت التقديرات الأممية في أحدث تقاريرها إلى ارتفاع ملحوظ في تعاطي المخدرات عالميا، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الانحرافات السلوكية والجريمة في علاقة طردية واضحة، وهو مؤشر يدعو للقلق والحذر الشديد، فعلى الرغم من الجهود الكبيرة المتخذة لمواجهتها، فإنها ما زالت في انتشار مستمر بين فئات المجتمع، خاصة المراهقين والشباب، لا سيما مع ما يشهده العالم من تغيرات متسارعة في مختلف المجالات، والتقدم العملي في الوسائل الداعمة لترويجها وانتشارها وابتكار أساليب جديدة لبيعها وترويجها عبر وسائل الاتصال والمواصلات الحديثة، الأمر الذي يستدعي الاهتمام أكثر بتنشئة الأبناء في محيط الأسرة، والتركيز على تعزيز دور الأسرة نحو السلوك الإيجابي والمسؤول، ودعم الكفاءة الاجتماعية اللازمة للتكيف الاجتماعي الناجح ومؤشـراتها المهمة المرتبطة بتحقيق جودة حياة الإنسان.

وشدد المدير التنفيذي لمركز دعم الصحة السلوكية على أهمية الحرص على العمل الإيجابي والمستمر نحو الحفاظ على أفراد المجتمع من الوقوع فريسة للانحرافات السلوكية والإدمان على المخدرات، من خلال تعزيز دور الأسرة نحو الوقاية من كل التحديات التي قد تواجه الأبناء، مؤكدا دور المركز بالحفاظ على الشخصية السوية في المجتمع، من خلال تعزيز السلوك الإيجابي الذي يتفق مع الفطرة السليمة والتقاليد والقيم الوطنية، حيث يعمل على إيجاد الآليات التي تكفل لهم الحماية، والحيلولة دون وقوعهم فريسة للانحراف السلوكي أو مظاهر الاضطرابات الأخرى للاستجابة لمتطلبات الحاضر والتصدي لتحديات المستقبل.

مشاريع متنوعة

ونوه السيد راشد بن محمد النعيمي إلى أنه تم وضع ضمن أولويات المركز وأهدافه الاستراتيجية والخطط الداعمة للأسرة، فضلا عن حرصه على تدريب أولياء الأمور عبر برامج ومشاريع متنوعة على أساليب المعاملة الوالدية، وطرق اكتشاف الاضطرابات السلوكية وأساليب الوقاية.

من جانبها، أكدت السيدة جواهر أبو ألفين، مدير إدارة التوعية المجتمعية في مركز دعم الصحة السلوكية، على أن أهمية موضوع الندوة “تأتي في مناقشة الكفاءة الاجتماعية في مظلة المهارات الاجتماعية والوجدانية والمعرفية والسلوكيات التـي يحتاج الأفراد إليها من أجل تكيفهم الناجح، ومن هنا نؤكد وجود علاقة مع تعاطي المخدرات، حيث إنه مرتبط بفقدان الفرد للمهارات الاجتماعية، فالأشخاص الذين يعانون من انخفاض في مستوى الكفاءة الاجتماعية يشعرون بالنقص، ويقللون من شأن أنفسهم، ولا يستطيعون مقاومة القلق الناجم عن أحداث الحياة اليومية وضغوطها، ويبحثون باستمرار عن المساعدات النفسية.

جواهر أبو ألفين: المركز يحرص على تعزيز دور الأسرة الأساسي والأصيل في تربية الأبناء وحمايتهم من المخاطر العديدة

وأبرزت حرص المركز على تعزيز دور الأسرة الأساسي والأصيل في تربية الأبناء وحمايتهم من المخاطر العديدة، التي قد يتعرضون لها في ظل الانفتاح والعولمة، وتقديم البرامج والأنشطة التوعوية، التي من شأنها رفع الوعي السلوكي لدى الأبناء والأسر، على أن تتواءم هذه البرامج والأنشطة مع متطلبات الجيل الجديد وتطلعاته، وتواكب تطورات التكنولوجيا الحديثة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

GB4yiluX0AAeBOr
ويأتي انعقاد هذه الندوة في ظل تزايد مشكلة تعاطي المخدرات عالميا، وتزايد وتعدد أشكال الانحرافات السلوكية، وذلك بهدف طرح ومناقشة القضايا الراهنة المتعلقة بالانحرافات السلوكية والإدمان على المخدرات، تجسيدا لأطر التعاون للوصول إلى الحلول الناجعة.

جلسات الندوة

وتضمنت الندوة مجموعة من الجلسات، حيث تناول المتحدثون في الجلسة الأولى آليات تعزيز الكفاءة الاجتماعية للأسرة لمواجهة الإدمان على المخدرات، وأدارها الإعلامي مراد بوعلام، وتحدث فيها كل من سعادة الدكتور طارق النابلسي مسؤول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وذلك من خلال كلمة تم بثها عبر الإنترنت، والدكتورة شريفة العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة للأسرة، والدكتور عدنان الجحيشي رئيس لجنة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في البرلمان العراقي، والدكتور محمد فرج رئيس قسم العلوم الاجتماعية كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر.

وقد تناولت الجلسة الثانية، برئاسة الدكتور علي آل إبراهيم، وبمشاركة كل من الدكتور عمرو عثمان خبير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والمقدم محمد عبدالله الخاطر مدير إدارة الدراسات والشؤون الدولية - الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، والدكتور محمد كمال الخبير في إدارة التعافي وإعادة الدمج في مركز نوفر، أثر التوجيه الأسري في مواجهة الإدمان.

أهم التوصيات

واختتمت الندوة بعدد من التوصيات؛ أبرزها ضرورة تعزيز الكفاءة الاجتماعية لدى الأسرة وتوعيتها بدورها التربوي الأساسي، وتقديم برامج توعويه تربوية من شأنها تمكين الأسرة من اكتشاف الانحرافات السلوكية، حتى يسهل عليهم الكشف الأولي المبكر للمشاكل السلوكية، ومنها الإدمان وتقوية الدعم العاطفي داخل الأسرة للأبناء، والتي من شأنها زيادة الثقة بالنفس ورفع مستوى الذكاء العاطفي لديهم، وهو الرادع الأول والرئيسي للمشاكل السلوكية.

كما أوصت الندوة بتعزيز أساليب المعاملة الوالدية الإيجابية للوالدين والمقبلين على الزواج للتعامل مع الأبناء بأنجح الأساليب والتجارب المحلية داخل دولة قطر أو على المستوى الإقليمي، وبوضع برامج حديثة للحد من الوصمة المجتمعية للمنحرفين ومدمني المخدرات لخلق فرصة جديدة لهم، وفتح المجال للعودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بعد العلاج، والاهتمام بالجانب الديني والروحي لرفع الوازع الديني في الأسرة لمواجهة المشكلات السلوكية ومنها إدمان المخدرات، فضلا عن ضرورة تضافر الجهود بين المدرسة والأسرة والمراكز المجتمعية؛ لتمكين المهارات الأساسية للأبناء التي تمكنهم من تجنب الوقوع في مشكلة إدمان المخدرات، وزيادة تشجيع الأسر على التوجه إلى المراكز المختصة بمعالجة الإدمان بدلا من التستر وتفاقم المشكلة.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo