احتفلت جامعة قطر اليوم بتخريج الدفعة الرابعة والأربعين “بنين” من خريجي جامعة قطر "دفعة 2021" والذين وصل عددهم إلى 828 خريجا في مختلف التخصصات من إجمالي عدد خريجي هذه الدفعة البالغ عددها 3648 خريجا وخريجة.
أقيم الحفل وفق التقيد بإجراءات السلامة والتدابير الاحترازية التي أقرتها الدولة في إطار مكافحة وباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، حيث اقتصر الحضور على الخريجين ومنظمي الحفل بهدف تطبيق التباعد الاجتماعي.
وأكد الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر في كلمته بهذه المناسبة أن الاحتفال بهذه الدفعة الـ (44) يأتي متزامنا مع ما يشهده الوطن من نهضة شاملة ما كانت لتتحقق لولا تضافر جهود أبنائه، واصطفافهم خلف قيادته منذ زمن المؤسس إلى الوقت الراهن، مشيرا إلى أن جامعة قطر كان لها شرف المساهمة في تحقيق هذه النهضة الشاملة عبر إعداد أجيال من الكفاءات فاقت أعدادها 57 ألفا ساهموا بجهودهم في بناء وطن حر عزيز وأن الفوج الجديد من الخريجين والخريجات قوامه 3 آلاف و648 سيلتحق بركب البناء والتنمية لهذا الوطن.
الدكتور حسن الدرهم: الجامعة اتخذت خطط وسياسات مكنتها من الاستجابة لتحديات جائحة كورونا وآثارها عبر بناء يتسم بالمرونة والفاعلية
ولفت إلى نجاح الجامعة رغم جائحة كورونا (كوفيد-19) في مواصلة القيام برسالتها وأدوارها في التدريس للطلاب عبر نظام تدريسي مدمج، اتسم بالفعالية دون الإخلال بالإجراءات الاحترازية ضمانا لسلامة الطلاب والأساتذة، إضافة لاستمرارية برامج الجامعة البحثية وعلاقاتها مع الشركاء المحليين والدوليين. مؤكدا تبني الجامعة خططا وسياسات مكنتها من الاستجابة لتحديات الجائحة وآثارها عبر بناء يتسم بالمرونة والفاعلية ساهم في خلق مساحات واسعة للتعامل مع مثل هذه التحديات المتجددة.
وأشاد بفكرة إنشاء أول كلية طب وطنية بالجامعة، والتي يتم تخريج أولى دفعاتها في هذا الحفل، وبجهد الجامعة في تصميم برامجها عبر أسلوب متفرد يعتمد التعلم عبر حل المشكلات، واستقطاب مجموعة متميزة من الخبرات الأكاديمية المشهود لها بالسبق والتميز في التعليم والممارسة الطبية، منبها إلى أن هذه الجهود ساهمت في إعداد وتخريج أطباء على مستوى عال من الكفاءة والتميز، الأمر الذي أهلهم للالتحاق مباشرة ببرامج الأطباء المقيمين في مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، رغم المعايير العالمية الصارمة التي تعتمدها هاتان المؤسستان. كما أسهمت في تأسيس تجمع صحي مكون من كليات الصيدلة والعلوم الصحية والطب وطب الأسنان، ساعد في بناء شراكة حقيقية مع مؤسسات القطاع الصحي بالدولة، الأمر الذي مكن الجامعة من أن يكون لها مساهمة فاعلة في مواجهة الجائحة.
تخريج أول دفعة رائدة من حملة درجة الماجستير في الدراسات الدفاعية بالتعاون بين الجامعة ووزارة الدفاع
وأضاف الدكتور الدرهم أن شراكة الجامعة مع مؤسسات الدولة المختلفة أفرز هذا العام تخريج أول دفعة رائدة من حملة درجة الماجستير في الدراسات الدفاعية بالتعاون بين الجامعة ووزارة الدفاع متمثلة في كلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان المشتركة، موضحا دور الجامعة في مجال التدريب والتعليم بما قدمه مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة من توفير 400 دورة تدريبية وبرامج اعداد لشهادات مهنية تسهم في رفع كفاءة المتدربين من خلال أحدث طرق التدريب المتبعة عالميا.
وأفاد بأن إجراء انتخابات أول مجلس شورى قطري، يشكل بداية لحقبة جديدة في مسيرة النهضة الشاملة، الأمر الذي يفرض على الجامعة المساهمة في إعلاء وترسيخ قيم “المواطنة”، “والإنتاج” “والتنمية المستدامة”. مؤكدا سعي جامعة قطر لتكون بيت خبرة وطنيا يدعم خطط الحكومة ومؤسساتها، ويوفر لمجلس الشورى ما يحتاجه من دراسات وأوراق سياسات واستشارات تسهم في ترشيد الأداء، وإثراء الحوار والنقاش حول مختلف القضايا بما يعود على الوطن والمواطن بالنفع والفائدة.
جامعة قطر جاءت في المركز الثاني عربيًا والـ242 على مستوى العالم في جودة التعليم
وأكد رئيس جامعة قطر أن الجهود التي تبذلها الجامعة انعكست على تقدمها في قائمة أفضل الجامعات العالمية، فوفقا لتصنيف QS حققت الجامعة المركز 242 على المستوى العالمي. كما حققت المركز الثاني لأفضل الجامعات في العالم العربي وفقا لتصنيف مؤسسة "تايمز" للتعليم العالي.
ووجه رئيس جامعة قطر كلامه للخريجين قائلا “اليوم أنتم على أبواب مرحلة جديدة في حياتكم العملية، تخطون أولى خطواتها مزودين بما تلقيتموه من معارف علمية وعلوم عملية، وما اكتسبتموه من مهارات تقودكم إلى النجاح والتفوق.. لا تنسوا، أن التخرج هو البداية الحقيقية لرحلة الكفاح لبناء أنفسكم ومستقبلكم ورد الجميل لوطنكم الغالي. فالجامعة زودتكم بكل ما تحتاجونه من معارف وعلوم ومهارات وقيم وسمات من أجل أن تتمكنوا ليس فقط من ولوج سوق العمل بأفضل المعايير والمواصفات التي يتطلع إليها هذا الأخير، بل أيضا من أجل تمكينكم من السمات المؤهلة لتسجيل الحضور النوعي والمتميز في الحياة العامة، والإسهام الفعال في مسيرة التنمية الشاملة لمجتمعكم ووطنكم”.
سلمان الأحبابي: التخرج أسعد لحظة في حياة طالب العلم.. والجامعة صرح حضاري شامخ وحلقة وصل بين الماضي العريق والحاضر
وفي كلمته نيابة عن زملائه أكد الخريج سلمان فارس الأحبابي أن هذا اليوم البهيج، يعد بحق.. أسعد لحظة في حياة طالب العلم، بعد سنوات طوال من التحصيل من مشارب مختلفة، وتخصصات متعددة موضحا أنه وزملاءه يدخلون الحياة العملية بتخصصات مختلفة تجتمع على بناء الوطن ورفعة شأنه وسمو الأخلاق وعلو الهمة.
وأشاد بجامعة قطر التي هي بحق.. صرح حضاري شامخ، وحلقة وصل بين الماضي العريق والحاضر السعيد"، مشيرا إلى أنهم عاشوا فيها أياما مثمرة، مارسوا فيها مناهج البحث وطرائق الاستنباط، واكتسبوا الاعتماد على الذات.. والثقة بالنفس.. والتفكير الإيجابي، موجها الشكر نيابة عن زملائه لأساتذته وأولياء الأمور على ما بذلوه من جهود كبيرة لإيصالهم إلى يوم تخرجهم.
وفي تصريحات صحفية على هامش الحفل هنأ عدد من نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات دفعة 2021 الخريجين بختام هذه المرحلة من حياتهم وتغلبهم على كل المعوقات والصعوبات التي قابلتهم متمنين لهم النجاح في مسيرة البناء والتطوير والازدهار.
هيئة التدريس: الخريجون ذخر الأوطان وثروته التي لا تعدلها ثروة، وهم بناته ومشاعل النور في طريقه نحو الريادة والنهضة الشاملة
وأكدوا أن جامعة قطر ستظل بيتهم الثاني الذي طالما استلهموا منه مختلف المعارف والعلوم والفكر وستبقى أبوابها مفتوحة أمامهم ليتزودوا منها في مسيرتهم العملية خاصة وأنها خلال سنوات دراستهم كانت البيئة التعليمية المثالية وقدمت تعليما ذا جودة عالية بتخصصات غنية بتنوعها وبمحتواها.
ونبهوا إلى أن هؤلاء الخريجين هم ذخر الأوطان وثروته التي لا تعدلها ثروة، وهم بناته ومشاعل النور في طريقه نحو الريادة والنهضة الشاملة والمنتظر منهم والمؤمل كثير، لذا فعليهم الاجتهاد والاطلاع على أحدث نتائج العلوم والدراسات والاستفادة منها في تطوير معارفهم وصقل مواهبهم وخبراتهم.
وأضافوا أنه بالرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على العالم أجمع وعلى قطاع التعليم تحديدا، إلا أن الطلاب كانوا على قدر من الإصرار والشعور بالمسؤولية بحيث جعلوا من هذا التحدي فرصة للتعلم المبتكر والتدريب العملي بكل كفاءة ومهنية بما تعلموه واكتسبوه خلال دراستهم.