صرح وزير الخارجية اللبناني الأسبق، عدنان منصور، بأن "هزيمة المقاومة الفلسطينية بغزة تشكل خطرا على الأمن القومي المصري"، مؤكدا أن "مصر ستحبط المخطط الإسرائيلي لتهجير أهل القطاع، رغم كل الإغراءات الاقتصادية والضغوط السياسية".
جاء ذلك في مقابلة مع موقع "المصير"، أكد فيها منصور، أن "ما يجري في غزة، حاليا، لا يتعلق فقط بالقضاء على حماس كحركة مقاومة فلسطينية"، مشيرا إلى أن "العدوان الإسرائيلي على غزة له أبعاد أكبر بكثير من ذلك، الغاية هي تغيير المنطقة بشكل كامل وتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي".
واعتبر منصور الذي شغل منصب وزير الخارجية، من العام 2011 وحتى العام 2014، في حكومة نجيب ميقاتي، الثانية، أنه "منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلنها صراحة، نريد تغيير الشرق الأوسط، وهو ما يعني القضاء على كل أنواع المقاومة في المنطقة ورسم خريطة جديدة للمنطقة".
وأكد منصور أنه "إذا استطاعت إسرائيل أن تنتصر على المقاومة في غزة فستنتقل إلى الضفة الغربية، وبعدها تنتقل إلى أماكن أخرى، ولا يتصور بلد ما أنه بمنأى عن الأهداف الإسرائيلية".
وذكّر منصور بأن "وزير الداخلية الإسرائيلي، منذ عدة أشهر، وقبل طوفان الأقصى وأمام شاشات التلفزة حمل صورة لخريطة فلسطين الطبيعية وتشمل معها الأردن، وهذا يعني أن إسرائيل تفكر في ضم الأردن للأراضي المحتلة رغم وجود معاهدة سلام بين الأردن وإسرائيل".
وأشار إلى أن "هذا المخطط يشمل تفريغ قطاع غزة من أهله وسكانه"، لافتا إلى أن إسرائيل "حينما قامت بالعمليات من شمال قطاع غزة كانت تطلب من الغزاويين أن ينتقلوا إلى الجنوب، وحينما وصلوا للجنوب قرب معبر رفح، هنا ظهر المخطط الإسرائيلي، فإسرائيل تضغط من أجل تقبل مصر بترحيل الغزاوويين إلى سيناء".
وشدد وزير الخارجية اللبناني الأسبق على أن "مصر تلعب الدور الأهم في هذا الموضوع، لأنها إذا قبلت بتهجير الفلسطينيين، هذا يعني أنها ستشارك في عملية القضاء على المقاومة الفلسطينية".
واعتبر أن ذلك سيشكل خطرا شديدا على الأمن القومي للمصري فيما بعد، لأن مصر تشكل دائما من وجهة نظر إسرائيل تهديدا دائما للأمن القومي الإسرائيلي، وإسرائيل دائما تنظر إلى مصر باعتبارها الدولة الأكبر في المنطقة التي يشكل وجودها عائقا أمام تنفيذ المخططات الإسرائيلية، وإسرائيل تريد ترويض دول المنطقة في منظومة سياسية واقتصادية وتجارية تكون هي المحرك لها، بحسب قوله.
وأكد أن "مصر تتصدى بضراوة للضغوط الأمريكية الإسرائيلية عليها لقبول مخطط التهجير"، موضحا أن "أمريكا وإسرائيل يمارسون ضغوطات كبيرة على مصر ويقدموا لها إغراءات، من خلال التلويح بإسقاط الديون التي تجاوزت الـ165 مليار دولار، وفي السنة المقبلة يتوجب على مصر أن تدفع 35 مليار دولار أقساط وفوائد ديون، فأمريكا ومعها إسرائيل يحاولون، إغراء مصر بسداد الديون".
واعتبر منصور أن "نتنياهو في مأزق كبير، فرغم الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها إسرائيل، لم تتمكن من حسم الحرب في غزة لصالحها، لا سيما أن مساحة غزة صغيرة تبلغ 365 كم مربع، واستطاعت المقاومة أن تصمد وأن تلقن إسرائيل درسا قاسيا وتكبدها خسائر فادحة"، وفق قوله.
وقال إن غزة "عرت إسرائيل وفضحتها، وفضحت كل الدول المساندة والمؤيدة لإسرائيل، واجبرت بايدن، على أن تتراجع عدة خطوات للوراء، والعالم كله لم يشهد مثيلا للمقاومة في غزة".