أكدت وزارة الثقافة الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي يشن حملة إبادة شاملة تستهدف قطاع الثقافة والتراث الفلسطيني.
ورصدت الوزارة، في تقرير لها، مجمل انتهاكات الاحتلال بحق قطاع الثقافة في فلسطين، خلال عام 2023.
وقال عاطف أبو سيف وزير الثقافة الفلسطيني "إن إسرائيل تشن حملة إبادة ممنهجة وموجهة تستهدف قطاع الثقافة والتراث بمكوناته المادية وغير المادية بشكل مباشر، سعت من خلالها لمحو الذاكرة الوطنية وتعزيز تشويه الحقائق ومحاربة الرواية الفلسطينية"، مشددا في الوقت ذاته على أن كل سياسات الاحتلال لن تغير الحقيقة الأزلية والأبدية أن فلسطين للفلسطينيين، فهم أهل البلاد وأصحابها.
ورصد التقرير أبرز الانتهاكات الإسرائيلية بحق القطاع الثقافي الفلسطيني خلال عام 2023، والتي شملت اغتيال 44 من الفنانين والكتاب واعتقال بعضهم على خلفية أعمال فنية ومحتوى فني، وممارسة التهويد، خاصة في المناطق الأثرية والبلدات القديمة في القدس ونابلس وغيرهما وتدمير مبانٍ تاريخية وأثرية ومتاحف، وسرقة الآثار واللقى الأثرية في مناطق القدس ونابلس والخليل وغزة خلال العدوان المتواصل، وهدم مؤسسات ثقافية، وإغلاق أخرى ومنع الأنشطة الثقافية.
كما تم رصد عشرات الاستهدافات لأعمال فنية ونصب تذكارية في الميادين العامة في مدينة غزة من أبرزها تمثال العنقاء في قلب ميدان فلسطين في غزة الذي يشير إلى شعار مدينة غزة، حيث اتبعت دولة الاحتلال الآلية ذاتها في استهداف الميادين العامة والنصب التذكارية في الضفة الغربية.
وشملت الانتهاكات الإسرائيلية، كذلك، تدمير المباني التاريخية والأثرية والثقافية، إذ بلغ مجموع ما تم رصده من مبان مدمرة في قطاع غزة، وفق التقرير، 207 مبانٍ، منها من أبرزها المسجد العمري وكنيسة القديس برفيريوس، و26 مركزا ثقافيا ومسرحا، بالإضافة إلى استهداف المتاحف والاعتداء على المؤسسات الثقافية وفرض الضرائب الباهظة لإعاقة مسيرتها الثقافية.
وأعربت وزارة الثقافة الفلسطينية عن قلقها من أن تتعرض اللقى الأثرية لعمليات سرقة على يد جنود الاحتلال أو بعض لصوص الآثار الذين قد يصاحبون الجيش في عملياته العدوانية، مطالبة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بتشكيل لجنة أممية للكشف عن هذه الآثار والمواقع المستكشفة والمتاحف.. مؤكدة أن "المساس بالآثار الفلسطينية والممتلكات الثقافية هو مساس بجزء هام من ذاكرة البشرية، وعليه يجب أن يقف المجتمع الدولي وقفة حقيقية أمام مسؤولياته لحماية هذه الذاكرة".