دولار أمريكي 3.63ريال
جنيه إسترليني 4.61ريال
يورو 3.85ريال

كأس آسيا 2023.. قطر جاهزة لتنظيم نسخة تاريخية بطابع عالمي

06/01/2024 الساعة 23:55 (بتوقيت الدوحة)
جانب من حفل افتتاح كأس العالم
جانب من حفل افتتاح كأس العالم
ع
ع
وضع القراءة

تتأهب دولة قطر لتنظيم بطولة كأس آسيا لكرة القدم "قطر 2023" في الفترة من الثاني عشر من يناير الجاري وحتى العاشر من فبراير المقبل، بمشاركة (24) منتخبا من نخبة منتخبات القارة وأفضلها فنيا، حسب تصنيف الاتحاد الآسيوي للعبة.

ويأتي تنظيم كأس آسيا في أعقاب تجربة فريدة قدمتها قطر للعالم بتنظيمها المبهر لكأس العالم FIFA قطر 2022، مما يعطي البطولة طابعا خاصا؛ إذ إنها الأولى التي ستقام على ملاعب مونديالية في القارة، الأمر الذي يمنحها تميزا من حيث الاهتمام الإعلامي والجماهيري في دول القارة وخارجها.

وتضرب قطر موعدا جديدا مع تنظيم بطولة كأس آسيا بعد نسختي 1988 التي حملت الرقم (9) في تاريخ بطولات القارة، و2011 التي حملت الرقم (15).

وأحدثت دولة قطر نقلة كبيرة في تنظيم البطولة في نسختي 1988 و2011، من خلال عدد الملاعب والمنشآت والتطور التكنولوجي والتنظيمي والإداري، ووضعت بصمة خالدة في تاريخ التنافس بين دول القارة.

ففي العام 1988 كانت البطولة تضم عشرة منتخبات لعبت في مجموعتين وعلى ملعبين هما حمد بن خليفة بالنادي الأهلي، وسحيم بن حمد بنادي قطر، وقدمت الدولة بكامل كوادرها الرياضية ومسؤوليها نسخة تنظيمية فريدة، أرضت طموحات القارة فنيا وإداريا وتنظيميا، ورفعت سقف التحديات بين المنتخبات من خلال الحشد الجماهيري الكبير، والزخم الإعلامي الذي رافق البطولة.

وحققت تلك النسخة أرقاما فريدة من نوعها وجديدة على بعض المنتخبات من حيث عدد الأهداف التي سجلت في البطولة، والتي بلغت (40) هدفا، فيما ظهر المنتخب الكوري الجنوبي بأفضل خط هجوم في البطولة بتسجيله (11) هدفا، على الرغم من أنه لم يفز بالبطولة وقتها، فإن (11) هدفا كانت كافية ليكون أحد الأسماء المميزة في القارة، وفي تلك النسخة تحديدا بعد حلوله في المركز الثاني.

وأسفرت البطولة عن بداية التفوق العربي في آسيا بعد فوز المنتخب السعودي باللقب الثاني له تواليا، بعد فوزه على نظيره الكوري الجنوبي بركلات الترجيح، في نهائي سيظل خالدا في أذهان عشاق الرياضة الآسيوية، حينما تألق رفاق النجم ماجد عبدالله في البطولة وقدموا مستوى مميزا توج جهود قطر التنظيمية بأن يحتفل الجميع بظهور بطل عربي ثان للقارة بعد فوز المنتخب الكويتي بنسخة 1980.

ولن ينسى الجمهور السعودي تلك اللحظات التي دون فيها اسم المنتخب السعودي في سجلات الأبطال للمرة الثانية تواليا، ويصبح اللقب العربي الثالث تواليا، حيث فاز المنتخب الكويتي عام 1980، ثم السعودي في 1984 و1988.

وكتبت النسخة القطرية فصلا جديدا مع النجاحات العربية على مستوى القارة بالحصول على ثلاثة ألقاب، لتستمر بعد ذلك بثلاثة ألقاب أخرى حققها كل من المنتخب السعودي في نسخة 1996، والعراقي 2007، والقطري 2019.

ووضعت قطر اللبنة الأولى في تنظيم البطولات على أرضها من خلال كأس آسيا التي حققت نجاحا فريدا، اختبرت من خلالها قدرات كوادرها ومنشآتها الرياضية، وصقلت مواهبها الرياضية في الإدارة والأمور الفنية.

ومع تزايد منتخبات القارة بمرور الوقت ومواكبة التطور، كان لدولة قطر القدح المعلى في التنظيم، وإضافة بصمات تميز على البطولة، وهي تقام على أرضها بعد أن نظمتها بمشاركة (10) منتخبات في نسخة 1988، ثم (16) منتخبا في نسخة 2011، وفي كل مرة تضع قطر بصمتها الخاصة في التنظيم وتحقق نقلة في التعامل مع الحدث، وتضيف الكثير لمفاهيم التنظيم من ناحية الخدمة والتطوع وتسخير الإمكانيات، فأقيمت البطولة في نسختها رقم (15) على خمسة ملاعب هي: "خليفة الدولي، وأحمد بن علي بالريان، وجاسم بن حمد بالسد، وسحيم بن حمد بنادي قطر، وثاني بن جاسم بالغرافة"، وكانت الملاعب محل إبهار الحاضرين لسهولة الوصول إليها والخروج منها بسلاسة ويسر لجميع فئات المجتمع، التي تتابع المباريات من داخل مدرجات الملعب.

وتأتي استضافة قطر للنسخة (18) في الدوحة مرة أخرى بمفاهيم جديدة ستحقق الكثير من النجاحات بعد أن أجادت دولة قطر في تنظيم بطولة كأس العالم 2022، وحققت أفضل نسخة في بطولات كأس العالم من حيث الحضور الجماهيري والأهداف والنجاح التنظيمي ونسبة التأمين.

ولأول مرة ستقام كأس آسيا على (9) ملاعب؛ منها (7) ملاعب شهدت استضافة كأس العالم وهي: لوسيل، الثمامة، أحمد بن علي، البيت، الجنوب، المؤسسة التعليمية، وأضافت اللجنة المنظمة ملعبي جاسم بن حمد بنادي السد، وعبدالله بن خليفة بنادي الدحيل، ليكونا ضمن منظومة الملاعب التي ستحتضن مباريات البطولة.

وقياسا على عدد الملاعب وتراكم الخبرات التنظيمية تبدو النسخة (18) على موعد مع بصمة إضافية في تنظيم كأس آسيا، خصوصا وأنها النسخة الثانية التي تقام بمشاركة (24) منتخبا بعد نسخة 2019، التي توج بها المنتخب القطري في الإمارات.

وستشغل النسخة (18) من كأس آسيا قطر 2023 حيزا كبيرا من الاهتمام الفني؛ إذ إنها تأتي على أرض تابع العالم بأكمله كيف قدمت الدوحة نسخة استثنائية للمونديال، كما أنها ستشكل فرصة للمنتخبات الآسيوية الستة التي شاركت في المونديال لتحقيق ما لم يتمكن لاعبوها تحقيقه على هذه الملاعب في نسخة كأس العالم، وهي منتخبات: قطر، واليابان، وكوريا الجنوبية، والسعودية، وإيران، وأستراليا.

وتنبئ البطولة بمنافسة قوية على اللقب هذه المرة بين المنتخبات، خصوصا أن المنتخب القطري "حامل اللقب" والمتطلع للقب ثان، سبق له أن أقصى أربعة أبطال سابقين للقارة هم: الياباني، الكوري الجنوبي، السعودي، العراقي، وهي المنتخبات التي لن تقبل بالخروج من البطولة دون منافسة، وستقدم أفضل مجهود بدني وفني لها من أجل الفوز.

وفي ظل الجاهزية البدنية والفنية الكبيرة للاعبين في جميع أنحاء العالم في هذا التوقيت، فإن التنافس سيكون مثيرا والمستوى الفني في قمته في ظل الأجواء المثالية للبطولة، التي تشكل حافزا للاعبين لتقديم مردود يليق بطموحات جماهيرها.

وسيزيد تواجد الجمهور في الملاعب المونديالية في ظل الترتيبات التي وضعتها اللجنة العليا المنظمة للجماهير؛ من زخم هذه البطولة وتميزها.

وأعدت قطر الترتيبات لنسخة مميزة بطابع عالمي من حيث الملاعب والمنشآت ووسائل الدعم للجماهير والخدمات المختلفة، لتكون البطولة أكثر تميزا من النواحي التنظيمية، مما سيكون منهجا جديدا وتجربة جديدة لجماهير الكرة الآسيوية في تنظيم البطولات.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo