أعلن بنك قطر للتنمية، أنه قدم ضمانات تمويلية بلغت قيمتها 1.2 مليار ريال في العام 2023 للشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة قطر، وذلك في إطار سعيه لتقديم أفضل الحلول التمويلية، والخيارات الائتمانية الداعمة وبما يمكن رواد الأعمال من المشاركة الفاعلة في إثراء واقع الاقتصاد القطري وتنويعه وازدهاره.
وقال البنك، اليوم، إن عدد الشركات المستفيدة من تمويله الائتماني المباشر وغير المباشر خلال العام الماضي وصل إلى 1155 شركة صغيرة ومتوسطة، في حين بلغ عدد الشركات الناشئة التي يستثمر البنك فيها أكثر من 140 شركة ناشئة مدعومة بالاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، مشيرا إلى أن قيمة رأس المال المستثمر والمصروف في الشركات الناشئة وصلت 92 مليون ريال، مع نسبة نمو بلغت 24 بالمئة.
وأضاف بنك قطر للتنمية أن محفظته التمويلية نمت بذلك لتشتمل على 6.7 مليار ريال من القروض المباشرة المستحقة، كما ارتفع إجمالي تسهيلات التمويل المباشر المصروفة خلال العام 2023 لتصل إلى 1.162 مليار ريال وبنسبة نمو 21 بالمئة.
وفي سياق آخر، أوضح البنك أن دعمه لم يقتصر هذا العام على المنظومة الريادية وروادها، حيث أكمل أعماله الهادفة لدعم المشاريع الحكومية وتطويرها عبر تقديم المزيد من قروض الإسكان، التي تهدف لخدمة المجتمع القطري، وتقديم أفضل السبل الممكنة لرفاهه، حيث بلغت قيمة القروض المصروفة حتى الآن في هذا البرنامج 27 مليار ريال، قدمت عبر السنوات السابقة وما تزال، إلى أكثر من 36 ألف عميل مستفيد منها.
وذكر البنك أنه ساهم في توطين العديد من الفرص الجديدة لرواد ورائدات الأعمال عبر تزويدهم بفرص الشراء المحلية في العديد من الاجتماعات الثنائية مما ساهم في توليد فرص وصلت قيمتها إلى 501 مليون ريال بنسبة نمو بلغت 87 بالمئة عن العام السابق. وإلى جانب ذلك، قدم مجموعة من الجلسات التدريبية وورش العمل التخصصية حول توطين سلاسل التوريد والمشتريات، وبنسبة نمو بلغت 197 بالمئة مقارنة بعام 2022، كما عمل على إعداد ونشر 28 تقريرا صناعيا ودراسة متخصصة حول ريادة الأعمال، وأتاحها لمنظومة الأعمال الوطنية وروادها لمساعدتهم ودعمهم في رحلتهم.
وفي مجال تطوير الأعمال وتنميتها، قال البنك إنه تابع جهوده الحثيثة في تزويد أكثر من 6 آلاف رائد أعمال بأحدث المعارف والخبرات، عبر سلسلة من البرامج التدريبية وورش العمل والجلسات المتخصصة الموجودة في حاضنات ومسرعات الأعمال التابعة له والمختصة في تطوير الأعمال واحتضان الأفكار الريادية ومساعدتها على الانطلاق وتحقيق النجاح، وقد استطاعت هذه الحاضنات ومسرعات الأعمال توسيع أعمالها ووصولها للرواد الطامحين فاحتضنت خلال العام 2023 ما يصل إلى أكثر من 550 شركة ناشئة ورائد ورائدة أعمال عبر مختلف برامجها.
كما كرم بنك قطر للتنمية المبتكرين من الرواد عبر عدد من المسابقات والجوائز التي يعمل على تقديمها سنويا لنشر الثقافة الريادية في المجتمع وتعزيز سبل الابتكار والإبداع وتشجيع وتحفيز الرواد على مشاركة أعمالهم ومشاريعهم، وقد استقبل مجمل مسابقات البنك خلال العام المذكور أكثر من 2000 طلب مشاركة من شركات القطاع الخاص ورواد ورائدات الأعمال والشركات الناشئة في قطر والمنطقة وخصوصا بعد استضافة النسخة الثالثة من منتدى الخليج السنوي لرواد الأعمال وإطلاق "مسابقة هاكاثون رواد الخليج" لأول مرة ضمن فعاليات النسخة التاسعة من مؤتمر "رواد" الذي يقدمه بنك قطر للتنمية ليكون المنصة الريادية الأبرز لرواد الأعمال القطريين.
العمل المستدام
وعن إنجازات بنك قطر للتنمية خلال العام 2023 وأهم المبادرات والبرامج، قال السيد عبدالرحمن هشام السويدي الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية: "على مدار 25 عاما، اعتمدنا استراتيجية تنموية تقوم على العمل المستدام والمبتكر بما يساعدنا على تحقيق أفضل صورة للإمكانيات الاقتصادية الوطنية، عبر تمكين رواد ورائدات الأعمال وإثرائهم بكل ما يحتاجونه في سبيل الوصول إلى التميز التشغيلي والابتكار الريادي، وبما يساهم في الدخول للأسواق العالمية ودفع عجلة الاقتصاد الوطني وتنويع مشاربه وتعزيزها" وأضاف: "وباحتفالنا هذا العام بمرور ربع قرن على العمل الجاد والجهود المخلصة، نمضي بثقة نحو أهداف وآفاق مبشرة، ونستكمل الرحلة ونتابع تطويرها من خلال المبادرات والبرامج والمنتجات الجديدة، التي نصممها ونخطط لتنفيذها في العام الجاري، تنفيذا للاستراتيجية الوطنية للبلاد، وعملا بركائزها وأهدافها".
أما على صعيد الوصول إلى الأسواق الجديدة، فقد استطاع أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطر، وبعد مشاركتهم الفعالة في إنجاح البطولة الأكبر كأس العالم FIFA قطر 2022، الوصول إلى أسواق دولية وإقليمية جديدة. فبلغت قيمة إجمالي الصادرات القطرية المدعومة من البنك 1.5 مليار ريال، بالإضافة إلى تمويل وتأمين الصادرات القطرية بإجمالي 711 مليون ريال، وبنسبة نمو بلغت 33 بالمئة مقارنة بعام 2022. في حين لم يتوقف الدعم على الحلول التمويلية والتأمينية، إذ قدم البنك ما يصل إلى 110 ورشات عمل وجلسات تدريبية متخصصة في تنمية الصادرات، كما قدم المنتجات القطرية للأسواق العالمية من خلال 18 فعالية ومعارض دولية بما فيها من اجتماعات ثنائية، نجم عنها توقيع صفقات أولية بقيمة 1.3 مليار ريال.
وقد تكللت جهود بنك قطر للتنمية في التنمية الاقتصادية ودعم ريادة الأعمال في الدولة، بتكريمه في محافل مختلفة حيث حصد في العام 2023 جوائز مهمة في القطاع المصرفي، تمثلت في جائزة التميز البنكي كأفضل بنك مستدام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمرة الثانية على التوالي والتي تقدمها مجلة ميدل إيست إيكونوميك دايجست، تقديرا لجهوده في دعم ريادة الأعمال والآثار الإيجابية المستدامة لمبادراته على المجتمع والبيئة والاقتصاد، إلى جانب حصوله على الجائزة الذهبية كأفضل مؤسسة تمويلية للشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من منتدى تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة التابع لمؤسسة التمويل الدولية.
ويشار إلى أن بنك قطر للتنمية المعروف سابقا باسم بنك قطر للتنمية الصناعية تأسس في عام 1997 بموجب المرسوم الأميري رقم 14 كمؤسسة تنموية تهدف بشكل أساسي لتعزيز التنمية الصناعية ودفع عجلة التنويع الاقتصادي للقطاع الخاص، وقد تمكن البنك على مدى العقدين الأخيرين من تحقيق العديد من النجاحات البارزة ليصبح الذراع الداعم الرئيسي للقطاع الخاص في دولة قطر، ومحفزا قويا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال ثلاث ركائز: الوصول إلى التمويل، والوصول إلى الأسواق، والوصول إلى تنمية القدرات.
ويشمل نظام الدعم المتكامل الذي يقدمه بنك قطر للتنمية مختلف خطط التمويل والخدمات الاستشارية متضمنة التسويق، والاستشارات القانونية، والتوجيه والتطوير، والمنح ونيل الاعتمادات، ومنصات بناء القدرات، الأمر الذي ساعد البنك على أن يصبح شريكا محوريا في رحلة نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة من الفكرة إلى التصدير.