شددت ندوة "دور الإعلام البيئي في التنمية المستدامة" التي نظمتها المؤسسة القطرية للإعلام مساء اليوم بالتعاون مع جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في المنطقة الثقافية بمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، على ضرورة تكامل الجهود بين وسائل الإعلام والجهات المعنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكدت الندوة في توصياتها على أهمية تحسين الاتصال وتشجيع المبادرات التي تعكس الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية، ودعم الشبكات والجمعيات الإعلامية البيئية الخليجية، ودفعها إلى القيام بشراكات مع مؤسسات إعلامية بيئية إقليمية وعالمية، كما أوصت بتوعية المواطنين بأهمية ترشيد الاستهلاك وتوفير المياه والطاقة، ونقل المعرفة للمواطن والمقيم، حتى يكون قادرا على مواكبة الأحداث.
ودعت الندوة إلى الاهتمام بعقد مؤتمرات وندوات وورش عمل تعنى بالقوانين والاتفاقيات البيئية الخليجية والعالمية، وبأهداف التنمية المستدامة ودعم الإعلام المتخصص في المجال البيئي، وجعله شريكا أساسيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخلق التعاون بينه وبين بنوك ومراكز المعلومات البيئية بدول مجلس التعاون الخليجي.
وحثت الندوة على تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة بما يعزز الإعلام البيئي الخليجي ويرفع الوعي بضرورة التصدي لمخاطر التغيرات المناخية، وضرورة الاهتمام بالخطاب الديني والاستفادة من خطباء الجمعة في تخصيص جزء من الخطبة للتوعية البيئية والتي يمكن اعتبارها ضمن خطط الإعلام البيئي.
وهدفت الندوة إلى تقدير الجهود المبذولة في تنظيم إكسبو الدوحة للبستنة 2023 وتعزيز التعاون الإعلامي المشترك في سبيل نشر القضايا البيئية والإعلامية، وكذلك تحديد دور الإعلام البيئي في المشهد الإعلامي وكيف يمكن له أن يكون عاملا محوريا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكذلك تعزيز التواصل بين وسائل الإعلام والجهات ذات العلاقة لضمان تكامل الجهود في هذا المجال.
وناقشت الندوة موضوعات متنوعة، منها دور الإعلام في نشر الوعي البيئي، وكيف يمكنه أن يلعب دورا أساسيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأهمية تغطية القضايا البيئية والتحديات التي تواجهها، مع التأكيد على الحاجة إلى اتخاذ خطوات فعالة لتعزيز دور الإعلام البيئي، واستعرضت دور الإعلام في نشر الوعي البيئي وكيف يمكنه الإسهام في تحقيق رؤية قطر 2030، خاصة وأنه يمتلك قوة هائلة في توجيه الانتباه إلى القضايا البيئية وتحفيز التحول نحو ممارسات أكثر استدامة.
وتطرقت المناقشات إلى التحديات التي تواجه الإعلام في تغطية القضايا البيئية، ونقل الرسائل البيئية بشكل دقيق وفعال، والخطوات التي يجب اتخاذها لتعزيز دور الإعلام البيئي، مثل تحسين التدريب وتشجيع التحقيقات العميقة.
نشر الوعي
وركزت الندوة الضوء على أبرز المشاريع التي يقوم بها جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج والمؤسسة القطرية للإعلام في مجال الإعلام البيئي والمبادرات والابتكارات التي تساهم في نشر الوعي وتحفيز التفاعل الإيجابي تجاه القضايا البيئية، وكيف يمكن لوسائل الإعلام تحقيق تأثير إيجابي في نقل قضايا البيئة وتعزيز الوعي بأهميتها، كما تناولت الندوة قضايا متنوعة، منها التنوع البيولوجي واستنزاف الموارد الطبيعية وتغير المناخ.
وفي هذا الصدد، تحدث الدكتور محمد سيف الكواري رئيس اللجنة العلمية والثقافية لإكسبو 2023 الدوحة عن دور الإعلام البيئي الخليجي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، مستعرضا تعريفات الإعلام البيئي وتاريخ ظهوره وأهم القضايا والمشاكل البيئية التي يعاني منها العالم، وعلاقته بأهداف التنمية المستدامة، كما استعرض مجموعة من المنظمات التي ساهمت في ظهور الوعي البيئي مثل منظمة السلام الأخضر ومنظمة أصدقاء الأرض وحركة تشيبكو الهندية، لافتا إلى دور الإعلام البيئي في تنمية الوعي بقضايا البيئة لدى الأفراد والمسؤولين وتوجيه سلوكهم وتقييم جهودهم للوصول إلى حالة الوعي الكامل بهذه القضايا وأهمية التفاعل معها.
ومن جانبه، أعرب سعادة السيد مجري بن مبارك القحطاني، مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج عن سعادته بالمشاركة في هذه الورشة التي تحولت من المحلية للعالمية لما للبيئة من دور مهم ينعكس في حضورها القوي بجميع المعارض والمؤتمرات الدولية والتركيز على قضاياها الملحة حاليا ومستقبلا، مشيدا بالدور الهام لدول مجلس التعاون في جميع المجالات والصعد المتعلقة بالمحافظة على البيئة وتنوعها الحيوي، وبجهود المؤسسة القطرية للإعلام وتعاونها المستمر لتعزيز الوعي البيئي محليا وإقليميا ودوليا.
وفي الإطار ذاته، تحدثت الدكتورة حبيبة حسن المرعشي عضو مؤسس ورئيس مجموعة عمل الإمارات للبيئة عن "كوب 28 خارطة جديدة لمواجهة التغير المناخي.. ومجموعة عمل الإمارات للبيئة تعزز الجهود العالمية"، مشيرة إلى أن الإمارات نفذت العديد من الأنشطة البيئية منها احتضان دولة الإمارات لمؤتمر (كوب 28).
وأوضحت أن المؤتمر دعا للعمل المناخي بشكل فعال وسط حضور ضخم من رؤساء الدول والمنظمات والقطاع الخاص وأصحاب الشأن، كما طرح مواضيع جديدة مثل إطلاق صندوق الاستثمار الذي أطلقته دولة الإمارات العربية المتحدة وتفعيل الصناديق الفاعلة لتمويل البيئة والعمل المناخي، كما تحدثت عن الجهود الدولية لخفض البصمة الكربونية وخطط العمل التي وضعت لدى الدول وكذلك الاهتمام بالزراعة المستدامة والأمن الغذائي، وربط البيئة بالمجال الصحي خصوصا بعد كوفيد-19، كما أشارت للجهود المستدامة لخفض الانبعاثات الكربونية.
من جهته، بين المهندس وائل بن عدلي بوشه، مدير عام التوعية البيئية بوزارة البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية، دور المملكة في قطاع البيئة وأهمية الإعلام البيئي في التوعية والتثقيف والتعريف برؤية 2030 وأهدافها الطموحة والتي ركزت على تحقيق الاستدامة البيئية.
الاستدامة البيئية
وتحدث عن آليات تحقيق الاستدامة البيئية في المملكة العربية السعودية منذ عام 2016 وإطلاقها عددا من المبادرات الإقليمية والعالمية والمحلية منها: مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ومبادرات مجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر واليوم العالمي للبيئة، ومبادرة التوعية البيئية ومبادرة السعودية الخضراء.
وعرض المهندس وائل ركائز مبادرة السعودية الخضراء وعدد المبادرات الموجهة لتنمية الغطاء النباتي والحد من تدهور الأراضي وحماية الحياة الفطرية والموائل والتنوع البيولوجي وحفظ الموارد وتحفيز الاستدامة.
وبدوره، أبرز السيد حمد الخليفي، باحث بيئي، العلاقة بين الإعلام البيئي السياحي ورؤية دولة قطر 2030، وجهود دولة قطر في قطاع المحميات الطبيعية.. منبها إلى ضرورة الاهتمام بالتركيز الإعلامي على المعالم البيئية في الدولة من أجل جذب السياح، في ظل تنوع التضاريس والاهتمام بالمحميات الطبيعية.
وشدد على أهمية دور الإعلام في معالجة القضايا البيئية وإشراك الجهات الحكومية في هذا الدور مع التركيز على التنوع الحيوي وتعزيز المسؤولية المجتمعية من خلال طرح القضايا عن طريق وسائل الإعلام حتى تصل لكل شرائح المجتمع.
وبدورها، نوهت السيدة عائشة المعاضيد، ناشطة بيئية وصاحبة مبادرة "مستقبل أخضر" بأن المبادرات البيئية تعد نشاطا اتصاليا فعالا للتوعية والتثقيف في المجتمع، والمساهمة في المحافظة على البيئة، مشيرة إلى أن مبادرتها دعت لاستبدال الزجاجات البلاستيكية بزجاجات صديقة للبيئة وتعمل على تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
ودعت عائشة المعاضيد للتركيز على التعليم وتغيير الفكر الفردي للمساهمة في التغيير البيئي بشكل إيجابي وفعال، ودعم الدولة للجهود المعنية بحماية البيئة والتعاون المستمر بين الجهات الحكومية والخاصة لنشر التوعية، مشيرة إلى أهمية المبادرات الفردية ولو كانت محدودة الأثر لأنها تسهم في التغيير وصناعة الأثر.
الإعلام البيئي
وعلى الصعيد ذاته، تحدث الدكتور محمد طياش، مستشار بيئي بالمملكة العربية السعودية عن الإعلام البيئي كوسيلة للتكامل في الأداء المؤسسي والتوعية والتثقيف، وذلك من خلال التركيز على المحتوى الخاص بالإعلام من مشاريع تنموية وخطط واستراتيجيات وتبني القضايا البيئية المحلية والعالمية، ودور الأفراد والمجتمع بكافة منظماته، والوعي في تغيير القيم والاتجاهات والحد من السلبيات وتحقيق التنمية المستدامة.
وعرض الدكتور محمد مبادئ وأسس الإعلام البيئي ومنهجيته من خلال تبني نظرية ثراء المعلومات ومعالجتها والتفاعل المباشر مع المتلقي، وتعدد القنوات واللغات، وغزارة المعلومات، وسهولة التدريب والتوعية والتثقيف والمشاركة، وكذلك وضوح الرسالة الإعلامية وتحقيق الإشباعات والحاجات، كما عرض أهداف الإعلام البيئي التي تتمثل في تحقيق التنمية المستدامة وأهداف الإستراتيجية العامة وتعزيز الاتجاهات والقيم البيئية والمحافظة على المصادر الطبيعية ومعرفة عمل المنظمات والبرامج والاتصال البيئي الفعال في المجتمع وتأهيل الكوادر البشرية، وتبادل الخبرات والتجارب، وترسيخ الشعور بالمسؤولية، وتكامل الأداء المؤسساتي، ومتابعة الأخبار وإقامة الأنشطة التوعوية.
واستعرض الدكتور محمد معوقات الإعلام البيئي وأهمها: تداخل قضايا البيئة مع الاقتصاد والسياسة والعلوم الأخرى وعدم اقتناع بعض الإعلاميين بالقضايا البيئية في برامجهم، وكذلك كون المحتوى الإعلامي البيئي يحتاج لجهود ووقت ومراجع علمية، كما اعتبر عدم توافر برامج إعلامية متخصصة عن البيئة من المعوقات الأساسية للإعلام البيئي، وكذلك تعارض المصالح خاصة الاقتصادية بين الدول وتدني درجة الاهتمام بالإعلام البيئي المهني وحداثة مفهوم الإعلام البيئي في نشاط الإعلام، وأخيرا ضعف الاتصال بين المؤسسات البيئة والإعلام.
واستعرض الدكتور محمد في حديثة عددا من التجارب الناجحة في الإنتاج الفني وظهور السينما الخضراء ومنها مهرجان الفيلم البيئي في تونس، ومسلسل سناب شاف للمخرج عبدالخالق الغانم ومسلسل بيئتنا الإذاعي والذي يعرض فلاشات توعوية إذاعية عرضت عبر أثير العديد من الإذاعات العربية.
وعكست ندوة "دور الإعلام البيئي في التنمية المستدامة" التزام الإعلام بمهمته في نقل مفاهيم الحماية البيئية ونشر الوعي بقضايا البيئة، كما أقيم على هامش الندوة معرض للإعلام البيئي يبرز جهود المؤسسة القطرية للإعلام في هذا المجال. كما تم عرض أعمال وثائقية تعكس الجهود المشتركة للحفاظ على البيئة ورفع مستوى الوعي البيئي في المجتمع.
وتبذل المؤسسة القطرية للإعلام دورا حيويا في نشر القضايا البيئية وتعزيز التوعية لدى الجمهور بشكل عام وتقديم معلومات دقيقة وشاملة حول قضايا البيئة وتأثيرها على الحياة اليومية، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه البيئة محليا وإقليميا ودوليا.