بدأت، اليوم، فعاليات الندوة الدولية حول الأمن السيبراني في القطاع الصناعي، التي تعقدها جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا على مدى يومين، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، لتسليط الضوء على التحديات والفرص وتطبيقات هذه الممارسة في مختلف القطاعات الصناعية.
وقال الدكتور سالم بن ناصر النعيمي رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية قنا، إن تنظيم هذه الندوة يؤكد التزام الجامعة برؤية قطر الرامية إلى تعزيز فضاء الكتروني ومعلوماتي آمن، من خلال ما توفره من برامج ومناهج بحثية مهمة وشاملة، لافتا إلى محاولة الجامعة أن تقارب بشكل عام بين اهتمامات الدولة والتخصصات العلمية التي توفرها، ومنها تخصص الأمن السيبراني وأمن البيانات.
مواجهة تحديات الأمن السيبراني
وأبرز حرص الجامعة الدائم على تعريف القطاعات المختلفة بأهمية مواجهة تحديات الأمن السيبراني، واطلاعها على التكنولوجيات والتقنيات الحديثة، معتبرا الندوة، التي تشارك فيها مجموعة مهمة من المتحدثين الرئيسيين وخبراء من قطر وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، فرصة للباحثين بالجامعة والطلاب أيضا للتعرف من خلال النقاشات المستفيضة والعروض المقدمة من العلماء المشاركين والمتحدثين، على التحديات المختلفة والمشاكل التي تواجه شتى القطاعات ذات الصلة بموضوع الأمن السيبراني في القطاع الصناعي، من حيث التحديات والفرص والتطبيقات، وكيفية إيجاد الحلول وكيفية دمج المشاكل والتحديات في الفصل الدراسي لإيجاد مقاربة بين الطالب والقطاعات المختلفة من خلال الجامعة.
د. سالم النعيمي: للجامعة مشاريع بحثية كثيرة تعنى باحتياجات القطاع التجاري الحكومي
كما شدد النعيمي على ما تمثله الندوة من فرصة لبعض الجهات المعنية للحصول على المعلومات المهمة فيما يعنى بتحديات الأمن السيبراني، منوها في هذا الصدد بالتعاون القائم بين جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا والوكالة الوطنية للأمن السيبراني ووزارة المواصلات وغيرهما من الجهات الأخرى التي تبعث طلابها للدراسة بالجامعة، حيث ذكر أن للجامعة مشاريع بحثية كثيرة تعنى باحتياجات القطاع التجاري الحكومي من خلال الصندوق القطري للبحث العلمي وغير ذلك من الشراكات العالمية في مجال الأمن السيبراني.
وحول الأنشطة والفعاليات التي ستنظمها الجامعة خلال الفصل الدراسي الثاني، كشف الدكتور النعيمي، لـقنا، أنه علاوة على ندوة اليوم، ستنظم فعالية تعنى بالرياضة وارتباطها بصحة الإنسان يوم الأحد المقبل بالتزامن مع انطلاق منافسات كأس آسيا لكرة القدم في قطر بعد غد الجمعة، بالإضافة إلى عقد ورشة عمل حول الطباعة ثلاثية الأبعاد يومي 17 و18 يناير الجاري لتأكيد أهمية تكنولوجيا الطباعة ودورها في الاقتصاد، فضلا عن أنشطة وفعاليات تتعلق باليوم الرياضي للدولة، وكذا تنظيم "اليوم الثقافي" الذي يعتبر فعالية تؤكد أن جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا ليست فقط فضاء أكاديميا وبحثيا، وإنما هي فضاء يجمع في حرمه مزيجا من الثقافات المتعددة من خلال طلابها وانتماءاتهم الثقافية المختلفة.
مناقشة ومعالجة التحديات
وكان الدكتور النعيمي قد افتتح الندوة بكلمة أبرز فيها سعي الجامعة لمناقشة ومعالجة التحديات في عالم يعتمد بشكل متزايد على البنية التحتية الرقمية، وتسليط الضوء على أهمية الأمن السيبراني الذي برز كركيزة أساسية للأمن الوطني والدولي، مبينا أن هذه الندوة تعكس التزام الجامعة في هذا الإطار وعملها المستمر في تطوير مناهج وبرامج بحثية مهمة وشاملة تتوافق مع احتياجات وتطلعات قطر ورؤيتها للأمن السيبراني.
كما أشار إلى أنه من المتوقع، وفقا للإحصاءات، أن تشهد السنوات الخمس المقبلة زيادة بنسبة 15 بالمئة في تكاليف الجرائم الإلكترونية لتصل إلى 10.5 تريليون دولار بحلول عام 2025 على مستوى العالم، كما ستكلف برامج الفدية ضحاياها حوالي 265 مليار دولار سنويا بحلول عام 2031، في حين أن الجريمة المرتبطة بالعملات المشفرة ستكلف العالم 30 مليار دولار سنويا بحلول عام 2025، ما يدلل على ما تسببه الجرائم السيبرانية من أضرار جسيمة بالاقتصادات، الأمر الذي دفع للبحث عن اتخاذ تدابير قوية لتعزيز الأمن السيبراني بشكل أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
الجامعة طورت مناهج وبرامج بحثية تتماشى مع احتياجات وتطلعات قطر ورؤيتها للأمن السيبراني
وأوضح أن جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا قامت بتطوير مناهج وبرامج بحثية ليست قوية وشاملة فحسب، بل تتماشى أيضا مع احتياجات وتطلعات قطر ورؤيتها للأمن السيبراني، معربا عن فخر الجامعة بالشراكة مع المنظمات الدولية والمحلية بهدف سد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والصناعة، باتباع نهج التعليم التطبيقي الذي يضمن تزويد الطلاب بالدراية الجيدة من الناحية النظرية، وامتلاكهم البراعة في التطبيقات العملية.
واعتبر النعيمي مختبر الجامعة للأمن السيبراني بمثابة شهادة على هذا الالتزام، لما يوفره من منصة للطلاب والباحثين للتعامل مع التكنولوجيا المتطورة ومواجهة تحديات الأمن السيبراني في العالم الحقيقي، متوجها بالشكر للوكالة الوطنية للأمن السيبراني على دعمها وتعاونها، ولشركة بالو ألتو للشبكات شريك الجامعة في مجال الأمن السيبراني ولكافة المتحدثين والضيوف الذين يساهمون بشكل كبير في تطوير المعرفة والممارسة في مجال الأمن السيبراني.
من ناحيته، قال الدكتور زكريا معمر عميد كلية الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة، في كلمة له بالمناسبة، إن هذه الندوة تشكل إضافة مهمة للتعليم الذي تقدمه الجامعة، حيث لا تقوم فقط بتدريس موضوع الأمن السيبراني كجزء من المنهج، بل تؤمن بخلق منتديات للنقاش والحوارات المهمة من خلال فعاليات مماثلة.