تنطلق يوم غد "الجمعة" النسخة الثامنة عشرة من نهائيات كأس آسيا قطر 2023، التي تستضيفها الدوحة، وتستمر حتى العاشر من شهر فبراير المقبل، بمشاركة 24 منتخبا للمرة الثانية في تاريخ البطولة القارية.
ويقص منتخبنا الوطني المضيف شريط المنافسات بمواجهة نظيره اللبناني الساعة السابعة مساء يوم غد الجمعة على ملعب لوسيل، إحدى أيقونات نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، والذي استضاف المباراة النهائية للمونديال، على أن يسبق المباراة حفل الافتتاح، الذي يقام بدءا من الساعة الخامسة مساء.
وستكون البطولة تحت مجهر الرصد، باعتبارها الحدث الكروي الأكبر في القارة الآسيوية، وتتسابق المنتخبات المشاركة لنيل شرف التتويج بلقب المنافسة العريقة، التي انطلقت للمرة الأولى عام 1956 في هونغ كونغ.
منتخبنا الوطني يتطلع لتسجيل انطلاقة مثالية لحملة الدفاع عن اللقب الذي ناله في النسخة الماضية
ويتطلع منتخبنا الوطني لتسجيل انطلاقة مثالية لحملة الدفاع عن اللقب، الذي ناله في النسخة الماضية، التي جرت في الإمارات عام 2019 وللمرة الأولى في تاريخه، بحثا عن الانتصار؛ من أجل المضي قدما نحو تأمين التأهل إلى الدور ثمن النهائي في ريادة المجموعة الأولى التي تضم أيضا الصين وطاجيكستان.
بالمقابل يأمل المنتخب اللبناني الظهور بالصورة المأمولة، وتجنب الخسارة أمام صاحب الأرض وحامل اللقب، ولم لا إحداث المفاجأة بتحقيق الانتصار وتعبيد الطريق نحو العبور إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في البطولة القارية.
ويعول منتخبنا في المنافسة الحالية على ثلة من نجوم صنعوا المجد في النسخة السابقة، عندما أعادوا كتابة تاريخ المشاركات القطرية في الكأس الآسيوية عبر التتويج باللقب، حيث احتفظ المدرب الجديد لقطر الإسباني ماركيز لوبيز بجل العناصر التي شاركت في البطولة السابقة؛ من بينهم العمود الفقري لذاك الفريق الذي تفوق على أربعة أبطال سابقين للقارة في طريقه إلى منصة التتويج، في حين أضاف المدرب للقائمة بعض العناصر التي تألقت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، ليخرج بمزيج قادر على خوض المعترك التنافسي بحثا عن الاحتفاظ باللقب.
أفضل لاعب وأفضل هداف
ويأتي على رأس قائمة النجوم المنتظر تألقهم في البطولة، المهاجم المعز علي، أفضل لاعب وأفضل هداف في النسخة السابقة، إلى جانب صانع الألعاب المميز أكرم عفيف، والحارس الخبير سعد الدوسري "أفضل حارس في كأس آسيا 2019"، والمدافع صاحب التجربة العريضة خوخي بوعلام، إلى جانب حسن الهيدوس أكثر لاعب خوضا للمباريات الدولية قبل البطولة، فيما يغيب المهاجم محمد مونتاري "صاحب الهدف الوحيد للمنتخب القطري في كأس العالم FIFA قطر 2022 للإصابة.
وستكون المنافسة القارية تحديا خاصا للمدرب لوبيز، الذي تولى المهمة منتصف شهر ديسمبر الماضي بعد إعفاء المدرب السابق البرتغالي كارلوس كيروش من منصبه بعد عشرة أشهر من التعاقد معه، ما يضع لوبيز أمام مسؤولية كبيرة من أجل تحقيق النجاح المنتظر مع المنتخب القطري، رغم قصر المدة الزمنية التي تولى فيها المهمة، لكنه يملك مخزون معرفة كبيرا باللاعبين القطريين، بعدما قاد فريق الوكرة ستة مواسم متتالية، وحقق لقب أفضل مدرب موسم 2021 - 2022.
وكانت تحضيرات المنتخب القطري للبطولة قد بدأت بشكل مبكر مع المدرب السابق كيروش، الذي قاد المنتخب في بطولة الكأس الذهبية في شهري يونيو ويوليو الماضيين، ثم خاض بطولة الأردن الودية الدولية الرباعية، حيث انتصر على العراق وخسر أمام إيران، ثم خاض مباراتين وديتين أمام كل من كيينا وروسيا، خسر في الأولى وتعادل في الثانية، وذلك قبل استهلال مشوار التصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، حيث انتصر على أفغانستان 8 - 1 وعلى الهند 3 - صفر، فيما قاد المدرب لوبيز المنتخب في التحضيرات المباشرة قبل شهر تقريبا على الانطلاقة عبر معسكر محلي تخللته مواجهتان وديتان أمام كمبوديا، وفاز المنتخب القطري 3 - صفر، قبل أن يخسر أمام الأردن 2 – 1 في الخامس من الشهر الجاري في آخر تجربة إعدادية.
المنتخب اللبناني
وعاش المنتخب اللبناني ظروفا مشابهة لما مر بها المنتخب القطري على مستوى الجهاز الفني الذي سيقوده في كأس آسيا قطر 2023، حيث تمت إقالة المدرب السابق الكرواتي نيكولا يورتشيفيتش، قبل شهر من انطلاق البطولة تقريبا، وإعادة المدرب الأسبق المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش، الذي قاد المنتخب اللبناني في نهائيات كأس آسيا السابقة في الإمارات.
وكانت التحضيرات المباشرة للمنتخب اللبناني قد شهدت خوض اختبارين قويين، حيث فاز على المنتخب الأردني بهدفين لهدف في بيروت، وخسر أمام المنتخب السعودي بهدف دون رد في معسكر الدوحة.
ويعول رادولوفيتش على معرفته الكبيرة بالمنتخب اللبناني، الذي أشرف عليه لأربع سنوات بين 2015 و2019، وحقق معه نتائج جيدة ساعدته على الارتقاء إلى المركز 77 عالميا "الأفضل في تاريخه" وذلك عام 2018، لكنه حاليا يحتل المركز 107 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
واستدعى المدرب تشكيلة غالبية عناصرها من اللاعبين الذين يعرفهم جيدا مثل حارس الفيصلي الأردني مهدي خليل، ومدافعي العهد نور منصور وقاسم الزين، والشقيقين جورج ملكي وروبرت ملكي، ولاعب الوسط المخضرم محمد حيدر، ولاعب بانكوك يونايتد التايلاندي باسل جرادي، إلى جانب القائد المخضرم حسن معتوق لاعب الأنصار.
وعلى مستوى المواجهات المباشرة بين المنتخبين، فتميل الكفة بشكل كبير نحو المنتخب القطري، الذي لم يخسر أمام نظيره اللبناني في ثماني مواجهات سابقة بين الرسمية والودية، فقد فاز "الأدعم" في سبع مواجهات، وتعادل المنتخبان في مناسبة واحدة، وسجل المنتخب القطري خلالها 17 هدفا، واستقبلت شباكه ثلاثة أهداف فقط.
وبين اللقاءات الثمانية، كانت هناك مواجهة واحدة على مستوى كأس آسيا، حيث التقى المنتخبان في استهلال مشوار النسخة السابقة في الإمارات، وانتهت المباراة بفوز المنتخب القطري بثنائية دون رد.
وعلى مستوى مجمل المشاركات في كأس آسيا تاريخيا، سيظهر المنتخب القطري في البطولة القارية للمرة الحادية عشرة، فيما تعد هذه هي الاستضافة الثالثة تاريخيا بعد نسختي 1988 و2011.
وخاض المنتخب القطري خلال مشاركاته العشر السابقة 39 مباراة، حقق خلالها الفوز في "13" مواجهة، وخسر "15" مباراة، وتعادل في "11"، وسجل "52" هدفا، واستقبلت شباكه "47" هدفا.
وتبقى الأرقام الأكثر نصاعة، تلك التي سجلت في النسخة الماضية، عندما حقق سبعة انتصارات دون خسارة، وسجل "19" هدفا، واستقبل هدفا واحدا فقط، وحافظ على نظافة شباكه في "609" دقائق، وهو الأكثر في تاريخ البطولة.
وتجاوز المنتخب القطري دور المجموعات في ثلاث مناسبات؛ حيث بلغ الدور ربع النهائي في نسختي 2000 في الصين و2011 التي استضافها على أرضه، وتوج بطلا في النسخة الماضية 2019 .
وغادر المنتخب القطري البطولة في الدور الأول في سبع مناسبات : 1980 التي استضافتها الكويت، سنغافورة 1984، الدوحة 1988، واليابان 1992،الصين 2004 ، و في نسخة 2007 التي جرت في اربع دول هي: فيتنام وتايلاند وإندونيسيا وماليزيا، وفي نسخة استراليا 2015 .
بالمقابل يسجل المنتخب اللبناني الظهور الثالث في البطولة والثاني تواليا، حيث شارك في نسخة العام 2000 التي استضافها على أرضه، ثم ظهر للمرة الثانية في النسخة الماضية 2019 في الإمارات وغادر في كليتهما من الدور الأول.
وخاض المنتخب اللبناني في كأس آسيا 6 مباريات، فاز في واحدة وتعادل مرتين وخسر ثلاثة، وسجل 7 أهداف واهتزت شباكه 12 مرة.