أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن الموقف القطري منذ اليوم الأول لمأساة غزة وما تبعها من تطورات خطيرة إقليميا ودوليا كان واضحا، وهو ضرورة احتواء هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن، وأن التوسع الإقليمي لها يسبب المزيد من التوتر على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف الدكتور الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، أن دولة قطر عمدت منذ اليوم الأول إلى جهود الوساطة بالتواصل ليس فقط بين طرفي النزاع، ولكن مع الأطراف الإقليمية والدولية المختلفة، ولم تتوقف جهودها حتى في أحلك الأوقات، بما في ذلك ما يجري هذه الأيام، من خلال الاتصالات والزيارات والمبادرات التي قدمت لإنهاء الحرب، مشددا على أن "كل التوترات الإقليمية هي فرع من أصل، وأن الأصل هو إيقاف الحرب.. فلا يمكن الحديث عن حل لكل هذه التوترات إذا تجاهلنا وضع الحرب في غزة".
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: إن المجتمع الدولي مطالب إذا كانت لديه رغبة حقيقية في إنهاء التوترات الإقليمية في البحر الأحمر والعراق وغيرهما، بأن يتخذ قرارا واضحا للضغط لإيقاف هذه الحرب، التي تلغي إنسانية الفلسطينيين وتستهدف إنسانيتنا". وأضاف: "لا يمكن التعامل مع هذه التداعيات الإقليمية بشكل منفصل ومعزول عما يحدث في غزة، فمسألة البحر الأحمر لن تحل عسكريا أو أمنيا بل بشكل سياسي عن طريق إيقاف الحرب في غزة، وبقية هذه التداعيات ستتراجع بناء على ذلك، لكن إذا لم يحدث ذلك واستمرت آلة الحرب الإسرائيلية في طحن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة فلن ينجم عن ذلك إلا مزيد من التداعيات الإقليمية".
الجهود مستمرة حاليا بالتنسيق مع جميع الأطراف لإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية
وعن جهود الوساطة القطرية لإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن الجهود مستمرة حاليا بالتنسيق مع جميع الأطراف، معربا عن أمله في أن تشهد المفاوضات تقدما خلال الأيام المقبلة، خاصة أن الوضع صعب جدا والتحديات كبيرة وهناك جزئيات يتم التفاوض عليها حاليا "نأمل أن تسفر عن تطورات إيجابية".
وبشأن اقتراح إخراج قادة حركة حماس من قطاع غزة، استنكر الدكتور الأنصاري مثل هذه المعلومات المغلوطة التي تنتشر عبر وسائل الإعلام من قبل جهات مختلفة هدفها تخريب جهود المفاوضات، مشددا على أن دولة قطر منذ اليوم الأول وهي تبحث عن الفرص الممكنة في عملية التفاوض لتحقيق اتفاق، ومثل هذه المعلومات هدفها تخريب المسار التفاوضي ويجب الحذر منها. وقال: "العملية التفاوضية دقيقة وحساسة وتجري في أصعب الظروف حاليا، لذلك يجب أن نترك لها مساحة للنجاح وتحقيق هدفها الأساسي وهو إيقاف هذه الحرب".
وفيما يتعلق بالمساعدات القطرية، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن هناك تنسيقا كاملا مع جمهورية مصر العربية ومنظمات الأمم المتحدة في هذا الشأن، وأنه في ظل الوضع الأمني في غزة وممارسات الاحتلال تستمر الصعوبات التي تواجه دخول هذه المساعدات، مشيرا إلى سعي دولة قطر لدخول أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى القطاع رغم التحديات اللوجستية والأمنية والمرتبطة بالإجراءات الروتينية، وكذلك استمرار تقديم وإدخال هذه المساعدات.
المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مستمرة عن طريق مطار العريش
وأضاف أن المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مستمرة عن طريق مطار العريش، حيث وصلت إلى هناك الطائرة رقم 62 حاملة 18 طنا من المساعدات، تمهيدا لنقلها للقطاع لتصل كمية المساعدات التي قدمتها قطر إلى 1897 طنا، كما تم إجلاء 401 شخص حتى الآن من حملة الإقامات وأصحاب الحالات الخاصة والمرضى، مشيرا إلى استمرار عمليات الإجلاء بالتنسيق مع المسؤولين المصريين.
وعن الوضع في السودان، أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن دولة قطر تعمل على دعم جهود الوساطة الإقليمية والدولية هناك منذ اليوم الأول للأزمة وتدفع بضرورة وقف هذه المواجهات التي لا تعود إلا بمزيد من المعاناة على الشعب السوداني الشقيق، وذلك عبر البيانات المختلفة وجهود الوساطة الإقليمية والدولية.
ننظر بكثير من الأسى والألم لما يحدث في السودان التي نتمتع معها بعلاقات عميقة على جميع المستويات
وقال الدكتور الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، "نحن ننظر بكثير من الأسى والألم لما يحدث في السودان التي نتمتع معها بعلاقات عميقة على جميع المستويات، ونتمنى أن نرى نهاية لهذه الأزمة"، لافتا إلى أن الاتصالات جارية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للتعامل مع هذا الملف بالشكل الأمثل وبطريقة توجد حلا سياسيا لها.
من ناحية أخرى نوه المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بترؤس معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وفد دولة قطر المشارك في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، ومشاركة معاليه في حوار مع سعادة السيد بورج بريندي رئيس المنتدى حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية وأهمها القضية الفلسطينية والحرب على غزة.
وأضاف الدكتور الأنصاري أن معاليه سيشارك في جلسة مخصصة لاستعراض استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة مع أصحاب السعادة الوزراء المشاركين في الوفد، حيث سيتحدث معاليه خلال هذه الجلسة عن أهم النقاط المرتبطة بالاستراتيجية وأبعادها، وكل ذلك في إطار ما بعد الإطلاق، وما يشمله ذلك من دعم جذب الاستثمارات الأجنبية للدولة والفرص الاستثمارية التي ستكون في إطار هذه الاستراتيجية، خاصة وأن الحكومة تعمل بشكل موسع في هذا الجانب.
وتطرق المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، خلال الإحاطة الإعلامية، إلى لقاءات معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع كل من سعادة السيد جواو غوميز كرافينيو وزير الخارجية في جمهورية البرتغال، وسعادة السيد حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأشار المتحدث إلى مغادرة سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، اليوم، إلى العاصمة الأوغندية كمبالا، ليترأس وفد دولة قطر المشارك في القمة الـ 19 للاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز ومشاركته في الجلسة الافتتاحية غدا الأربعاء، حيث تترأس أوغندا هذا العام القمة الـ 19 للحركة التي انضمت لها قطر عام 1973.
وأضاف أن وزير الدولة للشؤون الخارجية عقد عددًا من الاجتماعات، قبل سفره، مع سعادة الدكتور محمد رضا مجيدي الأمين العام للجمعية البرلمانية الآسيوية وسعادة السيد فرانسيس بياجي الغالي نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية سيراليون، وسعادة السيد فرخ شريفزاده نائب وزير الخارجية بجمهورية طاجيكستان.
ونوه الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، في ختام الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، باجتماع سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية مؤخرا مع سعادة السيد علي محمد عمر القائم بأعمال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي وزير الدولة بجمهورية الصومال الفيدرالية، حيث تناول الاجتماع العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية، لا سيما الحرب على غزة.