أكد الشيخ محمد محمود المحمود أن شهر رمضان تضاعف فيه الأجور والحسنات، فهو شهر الجود والعطاء، شهر جعله الله تبارك وتعالى سبباً لتحصيل التقوى، فيه تفتح أبواب الجنان وفيه تغلق أبواب النيران وفيه تغل الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، وشدد على أن شهر رمضان حري بأن يُستعد له، وأن يأخذ الناس استعداداتهم له، بأن تكثر من تلاوة كتاب الله في شهر شعبان وتستعد وتتهيأ للطاعة والعبادة في شهر القرآن.
وقال الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: عباد الله.. أوصيكم ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى، يقول الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"، أما بعد، فقد أظلنا شهر كريم، شهر مبارك معظم، شهر تضاعف فيه الأجور والحسنات، شهر الجود والعطاء "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" شهر جعله الله تبارك وتعالى سبباً لتحصيل التقوى، فقال عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، شهر مبارك معظم، لهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يبشر بقدوم هذا الشهر المبارك، فقد جاء في مسند الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وفيه تغلق أبواب النيران وفيه تغل الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله"، قال ابن رجب رحمه الله قال العلماء هذا الحديث أصل في التهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك، كيف لا يبشر بهذا الشهر الذي تفتح فيه الجنان، كيف لا يبشر بهذا الشهر الذي تغلق فيه النيران.
وأضاف الخطيب: كيف لا يبشر بهذا الشهر الذي تغل فيه الشياطين، شهر لا يوجد مثيل له في الشهور، هو شهر عظيم، لهذا كان الصالحون وعباد الله المتقين يستعدون لهذا الشهر استعداداً خاصاً.
تعظيم الشهر
وبين الشيخ محمد المحمود أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يخص شعبان بالصيام دون غيره من الشهور، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم في شعبان ما لا يصومه في الأشهر جميعاً، قال له أسامة بن زيد رضي الله عنه يا رسول الله إني لم أرك تصوم شهراً ما تصوم في شهر شعبان! فقال النبي عليه الصلاة والسلام ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، فيه ترفع الأعمال إلى الله تبارك وتعالى وأحب أن يرفع عملي إلى الله عز وجل وأنا صائم، حتى أن زوجاته عليه الصلاة والسلام كن يعتقدن أنه يصوم الشهر كله، قالت عائشة رضي الله عنها إن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصوم حتى نقول لا يفطر، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان أكثره، من كثرة صيامه في هذا الشهر، يعتقد من يراه أنه يصوم الشهر كله، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يصم شهراً كاملاً إلا شهر رمضان، لكن لكثرة صيامه والسبب في ذلك ما جاء في رواية أن النبي عليه الصلاة والسلام سئل أي الصيام أفضل؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أفضل الصيام صيام شعبان تعظيماً لرمضان، هنا يظهر النبي عليه الصلاة والسلام العلة والسبب من كثرة صيامه في شعبان تعظيماً لشهر رمضان، لأن رمضان شهر عظيم عند الله فالعبادة قبله لها منزلة دون غيرها، ولتهيئة النفس للشهر القادم شهر رمضان، كان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من الصيام في شهر شعبان، يتهيأ لشهر رمضان حتى يكون صيامه في أعلى مقامات الصيام.
قراءة القرآن
ونوه الشيخ محمد المحمود بأن من الاستعداد لهذا الشهر أن تكثر من تلاوة كتاب الله تبارك وتعالى في شهر شعبان قال سلمة بن كهيل كان شهر شعبان يسمى شهر القرّاء الذين يقرأون القرآن ينقطعون عن كل شيء إلا قراءة القرآن، يكثرون من تلاوة كتاب الله في شهر شعبان ليروّضوا ألسنتهم لتعتاد ألسنتهم على كثرة قراءة القرآن، فما أن يدخل عليهم رمضان حتى تكون ألسنتهم طيعة لينة مع كتاب الله تبارك وتعالى يسهل عليهم أن يختموا الختمة بعد الأخرى لأنهم عودوا ألسنتهم وعودوا أبدانهم وعودوا قلوبهم على كثرة تلاوة القرآن واستماع القرآن فكيف تلاوة القرآن من أعظم الأعمال التي تكون في شهر رمضان هو شهر القرآن لهذا قيل عن شهر رجب، شهر رجب شهر الزرع وشهر شعبان شهر السقي وشهر رمضان شهر الحصاد، فمن لم يزرع في رجب ولم يسق في شعبان فأنى له الحصاد في رمضان؟! نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا التوفيق التام للاستعداد لشهر رمضان.