فشل منتخب تونس في تأمين بطاقة التأهل إلى دور الـ16 من كأس أمم إفريقيا 2023، التي تحتضنها كوت ديفوار من 13 يناير وحتى 11 فبراير المقبل، بتعادله دون أهداف أمام جنوب إفريقيا، اليوم الأربعاء، في ختام مواجهات المنتخبين ضمن منافسات المجموعة الخامسة في "الكان".
على ملعب "أمادو غون كوليبالي" بمدينة كورهوغو، لم يقدّم منتخب تونس الكثير في مواجهته المصيرية، وعانى كثيرًا من العقم الهجومي، حيث عجز عن صنع محاولات هجومية واضحة للتهديف.
بهذا التعادل، غادر "نسور قرطاج" البطولة منذ دورها الأول، ولأول مرة منذ نسخة جنوب إفريقيا 2013 بعد أن حصد نقطتين من هزيمة أمام ناميبيا (1-0) وتعادلين أمام مالي (1-1) وجنوب إفريقيا (0-0).
منتخب تونس.. بداية مشجّعة فتراجع محيّر
دخل جلال القادري مدرب منتخب تونس المواجهة الحاسمة أمام جنوب إفريقيا بخيار إستراتيجي ومفاجئ، عندما احتفظ بنجم منتخب بلاده وقائده يوسف المساكني على بنك البدلاء، في مقابل الزجّ بسيف الدين الجزيري في مركز رأس الحربة، وذلك لإعطاء عمق هجومي أكبر بين محوري دفاع "الأولاد" الذي يمتاز بالبطء.
خيار منتخب تونس عبّر عن نفعه، في بداية هذا الشوط الأول، الذي قدّم فيه "نسور قرطاج" متنفسًا هجوميًا واضحًا بفضل تحركات الجزيري ومحاولات كان بالإمكان أن تُستثمر بشكل أفضل، من إلياس السخيري وإلياس العاشوري، لولا غياب التركيز.
غير أنّ ربع الساعة الأخير من هذا الشوط، شهد تراجعًا تونسيًا غير مبرّر في ظلّ انتهاج جنوب أفريقيا سياسة الضغط الهجومي بفضل الأجنحة، ولا سيما عن طريق الثنائي بيرسي تاو وتابيلو مورينا، اللذين أقلقا راحة الطالبي ومرياح كثيرًا.
شوط الحسم يصطدم بانهيار بدني
في شوط الحسم الثاني، اصطدم منتخب تونس بعوائق الجاهزية البدنية ومخلّفات الحرارة وخاصة الرطوبة مع تقدّم الوقت، والتي كانت تأثيرها واضحًا على المستوى البدني، حيث غابت الانتعاشة عن أغلب اللاعبين.
منتخب تونس لم يبدأ الشوط الثاني بالشكل المطلوب وغابت محاولاته الهجومية مقارنةً بالشوط الأول، بل وكان مهدّدًا في كل مرة بقبول هدف من "الأولاد"، لا سيما عبر الثنائي موكوينا صاحب التسديدات الصاروخية والمزعج تاو، لتنتهي المواجهة على تعادل محبط يحاكي مغادرة منتخب تونس للكان من الدور الأول وللمرة الأولى منذ 11 عامًا.
تاريخ منتخب تونس مع مواجهات "الأولاد"
يُشير تاريخ مواجهات منتخب تونس مع جنوب إفريقيا، إلى التعادل بين المنتخبين، حيث تواجها، في ست مواجهات سابقة على الصعيدين الرسمي والودّي، واقتسما لغة الفوز بثلاثة انتصارات لكل منهما.
وعلى صعيد منافسات كأس أمم إفريقيا التي شهدت أغلب مواجهات منتخب تونس مع "أحفاد مانديلا"، فباستثناء مواجهة اليوم التي ستكون الخامسة بينهما في "الكان"، فقد نجح "الأولاد" في حسم المواجهة الأولى في نهائي نسخة عام 1996 التي احتضنها بين أراضيه، وبنتيجة (2-0) وانتهت بتتويج باللقب، قبل أن يكرّر فوزه في نسخة عام 2000 من البطولة، لكن هذه المرة بركلات الترجيح.
بالمقابل، شهد آخر لقاءين خاضهما المنتخبان في البطولة نجاح منتخب تونس في تحقيق الانتصار في نسخة مصر عام 2006، بثنائية نظيفة، ثم في نسخة مالي عام 2008 بنتيجة (3-1)، علمًا بأنّ هجوم "النسور" سجّل 9 أهداف في مرمى منافسه، في حين تلقّت شباكه 7.
"النسور" تسعى لتحيين تاريخها مع اللقب
بعد عودة الروح إلى منتخب تونس من بوابة التعادل أمام مالي.. سعى "نسور قرطاج" لتحقيق الفوز أمام جنوب أفريقيا لإنهاء انتظار طويل، من أجل اعتلاء منصة التتويج في بطولة كأس أمم أفريقيا، في هذه النسخة الرابعة والثلاثين من "الكان".
وشارك منتخب تونس في أمم إفريقيا للمرة الـ21 في تاريخه والـ16 على التوالي، إذ عزز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات ظهورًا في نسخ متتالية بالبطولة، في انتظار أن يضع حدًّا لفترة طويلة من الترقب بلغت 20 عامًا، لحصد لقبه الثاني في المسابقة بعد الأول الذي تُوّج به على أرضه وبين جماهيره عام 2004 على حساب المغرب (2-1).