رحبت دولة فلسطين، بـ "الأمر القضائي التاريخي" لمحكمة العدل الدولية، بفرض تدابير مؤقتة في قضية جنوب إفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وبقبول الدعوة التي قدمتها جنوب إفريقيا، بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في مخالفة لأحكام الاتفاقية الأممية لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وذلك على ضوء ما قدمته للمحكمة من أدلة دامغة على ارتكاب الكيان الإسرائيلي للإبادة الجماعية.
وأكدت فلسطين، في بيان اليوم، أن القرار المصيري لمحكمة العدل الدولية، يذكر العالم أنه لا يوجد أحد فوق القانون، وأن العدل يسري على الجميع، ويضع هذا القرار حدا لثقافة الإجرام والإفلات من العقاب للاحتلال الإسرائيلي، والتي تمثلت بعقود من الاحتلال، والتطهير العرقي، والاضطهاد، والفصل العنصري.
وقال البيان: إن الاحتلال الإسرائيلي، فشل في تقديم أي دليل مقنع للمحكمة بأنه لا ينتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، بل قدم للقضاة أكاذيب وروايات مسيسة ومفضوحة، والقضاة بدورهم قيموا بموضوعية ما بين أيديهم من حقائق مستندة للقانون، كما قدمتها جنوب إفريقيا، وكما يعكسها جسامة الأوضاع على أرض الواقع في فلسطين، وهو ما حدا بهم إقرار التدابير الاحترازية، فإسرائيل اليوم متهمة بتدمير شعب بأكمله، والآن تمثل كمتهمة بجريمة الإبادة الجماعية، جريمة الجرائم.
ودعت دولة فلسطين المجتمع الدولي للضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف عدوانها المتواصل على قطاع غزة، ووقف جريمة الإبادة الجماعية، وجميع عمليات التدمير، وجريمة التهجير القسري، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2720 بسرعة إدخال المساعدات الإنسانية، والسماح الفوري بعودة النازحين لمنازلهم.
كما دعت دولة فلسطين، الدول كافة، لضمان احترام قرار محكمة العدل الدولية، وأن تلتزم حكومات العالم بعدم التواطؤ في ارتكاب الإبادة الجماعية، وأن تعمل على وقف تزويد إسرائيل بالسلاح، مشيرة إلى أن حكومات العالم ملزمة بأن تتخذ خطوات من شأنها وضع حد لأعمال القتل والتدمير واسعة النطاق في قطاع غزة، مذكرة بأن مطالباتها هذه باتت ذات طبيعة قانونية إلزامية وقطعية.
وعبرت عن امتنان الشعب الفلسطيني، التاريخي والأبدي لشعب وحكومة جنوب إفريقيا لما اتخذته من خطوات شجاعة، مثلت تضامنا فعليا مع مأساة شعبنا الفلسطيني.
كما عبرت عن الشكر والامتنان للملايين من شعوب العالم، والذين لم يتوقفوا عن التظاهر للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وحقه بالحياة والحرية، وعن رفضهم للإبادة الجماعية.
وأكدت دولة فلسطين استمرارها بالعمل مع الدول الشقيقة والصديقة، ذات المبادئ الراسخة، لضمان وقف الإبادة الجماعية، ومساءلة مرتكبي الجرائم الفظيعة، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، وأن ينتفع من حقوق الإنسان والحرية والعدالة، على نحو متساو مع بقية شعوب العالم، مشددة على أن نضال الشعب الفلسطيني هو نضال من أجل الإنسانية جمعاء.